قضايا التمييز

ليس الوحيد.. علي يخسر فرصة وظيفية بسبب أصل والديه

: 4/26/24, 9:28 AM
Updated: 4/26/24, 9:36 AM
شركة تيليا قررت عم المضي في التدقيق الأمني بعد معرفتها بأصل والدي علي (أرشيفية)
Foto: Hanna Franzén / TT
شركة تيليا قررت عم المضي في التدقيق الأمني بعد معرفتها بأصل والدي علي (أرشيفية) Foto: Hanna Franzén / TT

الكومبس – ستوكهولم: لم يتمكن علي ميمارشي (40 عاماً) من الحصول على وظيفة في شركة تيليا للاتصالات بعد سؤال الشركة عما إن كان أصل والديه من إيران. فيما قال المكتب الصحفي للشركة إنه يتبع توصيات جهاز الأمن السويدي (سابو)، وسط انتقادات النقابات التي حذرت من أن مزيداً من الناس قد يفقدون وظائفهم بسبب أصلهم العرقي.

وقال علي لصحيفة إكسبريسن “جئت إلى السويد عندما كنت في الرابعة من عمري، ولا أدري إن كان أصلي سيؤثر على أطفالي أيضاً”.

كان كل شيء يسير على ما يرام بالنسبة لعلي عندما تقدم بطلب للتوظيف في قسم عادي في تيليا، حيث مضى طلب التوظيف قدماً وبدأ يتفاوض على الراتب إلى أن سألته الشركة إن كان يمانع إجراء تدقيق أمني عليه، ورد على الفور بالنفي، لأنه ليس لديه أي سجل جنائي، فوالده يعمل حارساً وإخوته يعملون في بنك سويدي.

وبعد فترة وجيزة تلقى بريداً إلكترونياً من الشخص الذي يقوم بالتدقيق الأمني وتضمن البريد سؤالاً عما إن كان علي يحمل الجنسية السويدية فقط وهل إيران هي أصل والديه. فرد علي بالقول “نعم لدي الجنسية السويدية وجواز سفر. أنا سويدي وأصول والدي من إيران”.

شعر علي بالابتهاج وأخبر أولاده بأنه قد يحصل على وظيفة في واحدة من أكبر الشركات في السويد. لكن الشركة لم ترد لمدة أسبوعين، فاتصل لمعرفة ما حدث.

تيليا: لم يرتكب خطأ

وكتب المسؤول عن التوظيف في رسالة لعلي “أحد عملائنا لا يريدنا أن نمضي قدماً في تصريحك الأمني. لا يوجد شيء خاطئ ارتكبته وآمل أن تستمر في التقدم لوظيفة في تيليا في المستقبل”.

أصيب علي بالصدمة وقال إن آلاف الأسئلة ألحت عليه، فلا يوجد أحد من عائلته يعيش في إيران، وهم لا يذهبون إلى هناك بانتظام، وهو شخصياً لم يزر البلاد منذ 18 عاماً.

يقول علي “ليس لدي أنا وأقاربي سجلاً جنائياً. ليس لدينا حتى أي علاقة بالسياسة (..) اتصلت بتيليا وشغّلت السبيكر. لم تصدق زوجتي، وهي من أصل سويدي، ما كانت تسمعه. قيل لي إن بلد والدي الأصلي هو السبب في أن الشركة لا تريد حتى إجراء مقابلة أمنية معي”.

“الوضع خطير”

ورفضت المسؤولة الصحفية في تيليا إيرين كرون التعليق على القضية، لكنها ردت عبر البريد الإلكتروني بأنها تأسف إذا تلقى علي ميمارشي “إجابات خاطئة”.

وقالت كرون “في الوقت نفسه، نحن حالياً في وضع جيوسياسي خطير، ما يعني أننا نتبع توصيات جهاز الأمن لأننا نتعامل مع بنية تحتية حساسة جداً، وتعد جزءاً من خطة الدفاع الشامل”.

وعما إن كان أصل الوالدين هو السبب في عدم الحصول على الوظيفة، أجابت كرون “أصل الشخص ليس السبب الوحيد لعدم حصول المرء على وظيفة في تيليا. يأخذ التقييم الأمني في الاعتبار المخاطر التي تتعرض لها الشركة وطالب الوظيفة وأقارب مقدم الطلب”.

ويجري جهاز الأمن (سابو) كل عام تدقيقاً أمنياً لحوالي 130 ألف شخص نيابة عن أرباب العمل. وكان سابو دعا إلى تشديد القواعد وحذّر من تهديد استخباراتي متزايد من دول أخرى. ووفقاً لجهاز الأمن فإن هناك خطراً من أن يضطر الأشخاص الذين يحملون جنسية مزدوجة إلى جمع المعلومات الاستخباراتية.

وأثارت التحذيرات انتقادات واسعة ومخاوف من أن يفتح ذلك الباب أمام تقييمات تعسفية للمتقدمين للوظائف والموظفين. وحذّر الوزير السابق أردلان شيكارابي في فبراير 2023 من أن ذلك قد يؤدي إلى “منع 100 ألف شخص من العمل”.

علي ليس الوحيد

وبحسب عدد من النقابات العمالية والمحامين، فإن علي ميمارشي ليس الوحيد الذي يخسر فرصة وظيفية بسبب أصله، حيث ازداد عدد الحالات التي لم يجتز فيها الأشخاص التدقيق الأمني بسبب أصلهم في السنوات الأخيرة، رغم أن كثيراً منهم اجتاز التدقيق في السابق.

وأثيرت مخاوف من أين يتم رفض الأشخاص من أصول معينة بشكل روتيني.

وقال المستشار القانوني في نقابة ST يواكيم ليندكفيست “نخشى أن يساء استخدام هذا الإجراء لطرد الناس من وظائفهم أو عدم توظيفهم لأسباب غير صحيحة”.

وأوضح أن قانون الأمن الوقائي يقوم على التنبؤ بخطر أن يكون الشخص في المستقبل غير مخلص أو يسرب معلومات سرية، داعياً إلى مزيد من الشفافية وتبرير قرارات رفض التوظيف.

Source: www.expressen.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.