الكومبس – الصحة: كشفت دراسة جديدة أن العديد من الأدوية العادية المستخدمة في علاج الآلام والالتهابات تساهم في زيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، حيث تظهر أعراض زيادة الخطر خلال الأسبوع الأول من العلاج.
وبحسب التلفزيون السويدي SVT فقد أشارت الدراسة إلى مجموعة من العقاقير الطبية الرائجة مثل الإيبرين والفولتارين والبروناكسين، حيث تستخدم هذه الأدوية الشائعة في علاج الآلام والالتهابات.
وتسمى هذه المجموعة من الأدوية بمضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAID وهي عبارة عن أدوية ذات مفعول مسكن وخافض للحرارة في الجرعات العادية وتكون لها تأثيرات مضادة للالتهاب في الجرعات العالية، وبعض هذه الأدوية لا تباع بالفعل إلا بوصفة طبية أو تم إيقاف بيعها. إلا أن الدراسة الجديدة قد أظهرت أنه حتى الأدوية البديلة التي تباع بدون وصفة طبية يمكن أن تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بانسداد عضلة القلب.
نتائج مفاجئة
وأعرب Paul Hjemdahl الطبيب المختص في قسم علم الأدوية بمستشفى جامعة كارولينسكا في ستوكهولم عن استغرابه من النتائج المدهشة التي توصلت لها هذه الدراسة الجديدة، حيث قال “إن المخاطر ستكون متساوية تقريباً لجميع المكونات والعناصر الفعالة وبشكل لم يسبق له مثيل. فالعديد من الدراسات المختلفة في هذا المجال ليست متسقة تماماً، ولذلك ينبغي على المرء أن يكون حذراً من كمية استخدام أدوية مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAID”.
وأشار إلى ضرورة التأكد جيداً من أن كمية الأدوية التي يأخذها المرء هي ذات دور حاسم في نشوء المخاطر الصحية. مبيناً أن زيادة مستويات خطر الإصابة بالنوبات القلبية وغيرها من العوارض الثانوية والآثار الجانبية المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم وقصور القلب تعتمد على مقدار الجرعات المأخوذة من مختلف أنواع أدوية مضادات الالتهاب اللاستيريدية.
دراسة ضخمة
وطوّر مجموعة من الباحثين طرق المراجعة المنهجية لدراسة المواد من مختلف قواعد بيانات الرعاية الصحية من كندا وفنلندا والمملكة المتحدة. حيث عمل الباحثون على تحليل بيانات حوالي 446763 شخص من بينهم نحو 61460 شخص تعرضوا للإصابة بنوبة قلبية.
وأظهرت الدراسة أن جميع المواد التي تم فحصها لديها تقريباً نفس النسبة المرتفعة من المخاطر، ووفقاً لنتائج الدراسة فإن مستويات المخاطر الصحية الناجمة عن استعمال دواء روفيكوكسيب هي أعلى مقارنةً مع غيرها من الأدوية. وبالإضافة إلى ذلك فقد حاول فريق الباحثين دراسة مجموعة من السيناريوهات المختلفة وكيفة يمكن للناس التعامل مع مختلف الأمراض.
وبين الباحثون أن دواء روفيكوكسيب هو عقار طبي من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية من مجموعة مثبطات كوكس-2 ، ويتم استعماله كثيراً في علاج التهابات العظام والمفاصل حالات الآلام الحادة و عسر الطمث .
زيادة الخطر
وتتراوح عموماً نسبة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية بين 20 و 50 % في حال كان يستخدم الشخص أدوية مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAID مقارنةً مع حالات عدم استخدامها.
وقال الطبيب Hjemdahl “بشكل عام يجب أن نكون حذرين عند استخدام أدوية مضادات الالتهاب اللاستيرويدية وخاصةً إذا كان الشخص لديه نسبة مرتفعة من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. أي استخدام هذه الأدوية بكمية منخفضة من الجرعات وبأقصر وقت ممكن. وأما إذا كان الشخص يستطيع تناول أدوية الباراسيتامول مثل الألفيدون، فإن هذه الحالة هي أفضل بكثير، لأن أدوية الباراسيتامول لا تملك نفس تأثيرات مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAID، ولكنها تؤدي إلى تقليل أثر مضادات الالتهاب”.
ودرس الباحثون ثلاثة أنواع من المواد الفعالة في مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAID ، وهي ديكلوفيناك و إيبوبروفين و نابروكسين، وتم أيضاً دراسة دواء سيليكوكسيب الذي لا يتم بيعه في السويد بدون وصفة طبية، ودواء روفيكوكسيب الذي تم سحبه، لاسيما بعد أن أظهرت دراسات سابقة أن سيليكوكسيب و روفيكوكسيب يمكن أن يزيدوا من مخاطر التعرض لمشاكل قلبية.
وأوضحت الدراسة أن خطر الإصابة بنوبة قلبية يزيد خلال الأسبوع الأول من تناول الأدوية المذكورة، ومن ثم يستمر ارتفاع معدل الخطر خلال الشهر الأول، ولكن الخطر يتوقف بعد هذه الفترة ويبقى على نفس المستوى لمدة طويلة.
وتحدث زيادة المخاطر الصحية بغض النظر عن كمية الجرعات المأخوذة من أدوية مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAID ولكن مقدار الخطر يرتفع عند تناول جرعات عالية من الأدوية.
تجنب الجرعات العالية
وعبر الطبيب Hjemdahl عن اعتقاده بضرورة إخبار المرضى بعدم تناول جرعات كبيرة من مشتقات أدوية إيبوبروفين مثل الإيبرين، ولفترة طويلة وبدون جدوى.
وأشار إلى أن هذه الأدوية تستخدم على نطاق واسع ولذلك يجب على مصلحة مراقبة المواد الغذائية السويدية Livsmedelsverket أن تفكر بتنظيم كيفية تحديد كمية استخدام هذه الأدوية بغية الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.