الكومبس – الصحة: تعتبر الالتهابات المزمنة هي الأساس النموذجي للإصابة بأمراض خطيرة مثل تصلب الشرايين وأمراض القلب والأوعية الدموية بالإضافة إلى أمراض الروماتيزم والمناعة الذاتية مثل الذئبة الحمامية الشاملة.
وغالباً ما تكون الأجسام المضادة للمواد الدهنية الصغيرة مثل المركب العضوي malondialdehyd ومادة fosforylkolin الفعالة في الالتهابات الفوسفورية، هي من أهم علامات الحماية من الأمراض.
وعرض البروفيسور Johan Frostegård رئيس قسم علم المناعة والامراض المزمنة في معهد كارولينسكا في مقال نشره موقع Läkartidningen، شرحاً مفصلاً حول مدى إمكانية أن تساهم المواد الدهنية الصغيرة في تطور مرض تصلب شرايين القلب.
ومن المحتمل أن تكون اللقاحات هي فرصة جيدة لرفع مستوى هذه الأجسام المضادة الواقية التي تحمي من الإصابة بالأمراض.
ويقول Frostegård إن انخفاض مستوى تعرض للكائنات الحية القديمة مثل الديدان والطفيليات وبعض أنواع البكتيريا في المجتمعات الحديثة المتطورة، يمكن أن توفر حماية أقل ضد الالتهابات المزمنة، وهو أمر نموذجي للإصابة ببعض الأمراض مثل تصلب الشرايين.
والالتهاب المزمن هو نموذج بالنسبة لعدد كبير من مجموعة الأمراض التي تعتبر مهمة في العالم الغربي، وعلى نحو متزايد أيضاً في البلدان النامية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين والروماتيزم وأمراض المناعة الذاتية ومرض السكري والخرف وإلى حد ما بعض أمراض السرطان.
وتشير الإحصاءات إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الأكثر شيوعاً للوفاة في العالم الغربي، كما أنها سبب مركزي للإصابة بتصلب شرايين القلب.
ويعود سبب تضرر الشرايين إلى تراكم الخلايا الميتة وتأكسد البروتين الدهني المنخفض الكثافة المعروف باسم LDL ، حيث يتم أخذ الخلايا البلعمية الكبيرة وتحويلها إلى خلايا رعوية ذات مناعة دهنية وتنشيطه الخلايا المناعية.
أهمية الدهون الصغيرة
ويوضح البروفيسور Frostegård أن السبب الرئيسي من أسباب أمراض القلب والأوعية الدموية هي تلف اللويحات ووجود بعض العيوب المرتبطة بالالتهاب وردود الفعل المناعية. ولكن السؤال المركزي هو ما الذي يسبب رد الفعل المناعي؟
أظهرت عدد من الدراسات التي شارك بها البروفيسور Frostegård أن مستويات عالية من نوع معين من الأجسام المضادة الموجودة في الدفاع المناعي مثل مضاد مادة PC التي تنتمي لمادة الدهون الفوسفاتية PC ترتبط بانخفاض خطر تصلب الشرايين.
ويقول البروفيسور Frostegård “لقد أثبتنا أن المضاد المناعي (الغلوبولين المناعي) من صنف IgM ضد مادة الدهون الفوسفاتية fosforylkolin هي من أهم العوامل الواقية التي تحمي من حدوث تصلب في شرايين القلب وأمراض القلب والأوعية الدموية والروماتيزم والمناعة الذاتية بما في ذلك الذئبة الحمامية الشاملة، حيث يوجد في هذه الحالة خطر كبير للإصابة لويحات الشرايين وأمراض القلب.
وكشفت العديد من الدراسات أن انخفاض مستوى الجسم المضاد من صنف IgG1 ومادة IgA ضد مادة PC التابعة للدهون الفوسفورية fosforylkolin، يمكن أن يكون لها أثر وقائي كبير جداً.
وفي هذا الإطار أشارت الدراسات المنشورة إلى أن انخفاض مستويات الغلوبولين المناعي المضادة لمادة PC التابعة للدهون الفوسفاتية fosforylkolin تؤدي إلى مضاعفة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي هي في مستوى مماثل كالتدخين وارتفاع ضغط الدم، بغض النظر عن عوامل الخطر هذه.
وأكدت عدة مجموعات بحثية أخرى أن أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمامية الشاملة لديها ارتباط سلبي جداً باحتمال الإصابة بهشاشة العظام، وهي من الالتهابات المزمنة الشائعة جداً.
وأضاف البروفيسور أن وجود مضاد المادة الدهنية PC جنباً إلى جنباً مع الأجساد المضادة ضد المواد الدهنية الأخرى مثل مركب malondialdehyd الناتج عن أكسدة الدهون في بروتين LDL الدهني المنخفض الكثافة المؤكسد هو من أهم عوامل الوقاية من الإصابة بشكل خاص بمرض الذئبة الحمامية الشاملة وتصلب الشرايين والأوعية الدموية.