الكومبس – الصحة: توصل باحثون في دراسات سابقة إلى وجود علاقة تربط بين انخفاض مؤشر كتلة الجسم BMI وبين الإصابة بمرض الزهايمر.
ولكن نتائج دراسة جديدة أظهرت أن معدل مؤشر كتلة الجسم لا يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بالزهايمر.
ويعتبر مؤشر كتلة الجسم BMI هو أفضل المقاييس المتعارف عليه عالمياً في القياسات الجسمية لتمييز الوزن الزائد عن السمنة أو البدانة عن النحافة عن الوزن المثالى، وهو يعبر عن العلاقة بين وزن الشخص وطوله.
وذكر التلفزيون السويدي SVT أن أكثر من 100 ألف شخص في السويد يعانون من مرض الزهايمر، وهو شكل من أشكال الخرف، وهو مرض يجعل الإنسان غير قادر على التذكر والفهم والكلام والتعامل مع أمور الحياة اليومية.
وتبين الدراسة الوراثية الجديدة التي تم نشرها في مجلة Journal of Clinical Endocrinology and Metabolism أن انخفاض مؤشر كتلة الجسم BMI هو ربما لا يعتبر عامل خطر يساهم في تطور الإصابة بمرض الزهايمر.
لا توجد علاقة سببية
وتجدر الإشارة إلى أن مؤشر كتلة الجسم BMI هو مقياس يدل على العلاقة بين الوزن والطول، وبالتالي فهو يتم استخدامه لتقدير ما إذا كان وزن الشخص في مستوى صحي أو لا.
وقالت Ruth Frikke-Schmidt الطبيبة الأخصائية المشاركة في إعداد الدراسة والباحثة في جامعة كوبنهاغن “على الرغم من أن دراسات سابقة أظهرت وجود صلة بين مرض الزهايمر وبين انخفاض مؤشر كتلة الجسم، إلا أن نتائج الدراسة الجديدة التي قمنا بإعدادها مؤخراً لم تظهر وجود علاقة سببية بين الأمرين”.
التفسير يكمن في المرض
وبحسب الطبيبة Schmidt فإن النتائج السابقة التي تبين وجود علاقة بين الزهايمر وبين انخفاض مؤشر كتلة الجسم ربما تكون بسبب الإصابة بالمرض نفسه لاسيما وأنه غالباً ما يكون مستوى مؤشر كتلة الجسم أقل بسبب فقدان الشهية وانخفاض الوزن خلال المراحل الأولى من المرض.
وأضافت “من السهل أن نصدق وجود علاقة بين المرض ومؤشر BMI لاسيما عندما نرى أن الكثير من الناس ممن يعانون من مرض الزهايمر هم نحيلين ونحيفي القوام”.
بدوره أكد Bengt Winblad البروفيسور في طب الشيخوخة بجامعة كارولينسكا أنه يتفق مع الآراء الواردة في الدراسة الجديدة.
وقال “إذا قمنا بإجراء دراسة استعراضية حول كبار السن، فإن انخفاض مؤشر كتلة الجسم لديهم يعتبر عامل خطر، ولكن هذا الأمر يعتبر عامل مضلل لأنه ربما يكون الشخص قد بدأ ينقص وزنه بالفعل في حال كان يعاني من المرحلة التمهيدية للمرض، وذلك بسبب أنه يجد صعوبة كبيرة في طهي وتناول الطعام”.
انخفاض مؤشر كتلة الجسم لا يرتبط بالزهايمر
ولمعرفة ما إذا كان هناك علاقة تربط بين انخفاض مؤشر كتلة الجسم وزيادة خطر الإصابة بالزهايمر، فقد حاول الباحثون تحليل عينات الدم والحمض النووي لحوالي 399536 شخص ممن شاركوا أيضاً في استطلاعات صحية أخرى.
وعثر الباحثون في الاختبارات على حوالي خمسة بدائل جينية ترتبط بصلات قوية مع مؤشر كتلة الجسم، حيث أظهر تحليل الباحثين أن الجينات المرتبطة انخفاض مؤشر كتلة الجسم لا يمكن أن تكون مرتبطة بزيادة مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر.
تأثير وقائي
وذكر الطبيب Winblad “أنا لا أعتقد أن النتيجة مفاجئة، وتؤكد الأفكار التي أمتلكها حول هذا الموضوع”.
وأضاف “إذا كانت هذه الجينات تساهم في انخفاض مؤشر كتلة الجسم فإنه ينبغي أن توفر تأثير وقائي. ولكن نحن نعلم أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم قد يكون عامل خطر لأنه يمكن أن يؤدي في حد ذاته إلى ارتفاع نسبة الكوليستروم في الدم وأمراض القلب وزيادة خطر اضطرابات أمراض القلب والدماغ”.