الكومبس – الصحة: أظهر بحث سويدي جديد أن الأطفال المصابين بمرض اضطراب ما بعد الصدمة PTSD الذي يحدث بعد تعرضهم لحادث مؤلم، يمكن علاجهم عبر أساليب معالجة لازمة لا تستغرق سوى بضعة ساعات فقط.

وأشار موقع Health care إلى أن إصابة الأطفال بالإجهاد واضطراب ما بعد الصدمة غالباً ما يكون بسبب تعرضهم لحوادث أليمة مثل حادث سير أو هجوم إرهابي أو سوء معاملة أو اختفاء أحد أقاربهم.

وبحسب أرقام الإحصائيات فإن حوالي 16 ٪ من الأطفال السويديين يعانون من مرض اضطراب ما بعد الصدمة الذي هو نوع من أنواع المرض النفسي حسب النظام العالمي للتصنيف الطبي للأمراض والمشاكل المتعلقة بها.

وتظهر الأعراض النفسية والجسدية لاضطراب ما بعد الصدمة عادةً في غضون نصف عام بعد وقوع حدث الصدمة، حيث يؤدي هذا الحادث إلى اهتزاز فهم الشخص لذاته والعالم من حوله والى تشكل أحاسيس العجز لديه.

وكانت مجموعة من الأبحاث السابقة قد أظهرت أن الأشخاص البالغين يمكن علاجهم من مرض الاضطراب النفسي لما بعد الصدمة عن طريق العلاج السلوكي المعرفي KBT أو من خلال أحد أشكال العلاج المعتمد على حركة العين أي بواسطة الاستثارة الثنائية لحركة العين EMDR.

ونجح باحثون سويديون في جامعة لوند بالتعاون مع مجموعة من الباحثين في امستردام بهولندا من تطبيق نفس الطريقة العلاجية على الأطفال المصابين بالاضطرابات النفسية لما بعد الصدمة.

ويهدف العلاج عن طريق حركة العين أي بواسطة الاستثارة الثنائية لحركة العين EMDR، إلى تنشيط الذاكرة فيما يخص الحادث الصادم في حين يركز المريض على إصبع الطبيب الذي يحركه ذهاباً وإياباً أمام وجه المريض. وهذا من شأنه أن يساعد المريض على محو وإزالة الذاكرة وذلك عن طريق إجبارها من خلال تركيز المريض على شيء مختلف تماماً.

وأما العلاج السلوكي المعرفي KBT فهو أحد طرق العلاج النفسي الذي يستعمل في الكثير من الأمراض النفسية مثل الكآبة والقلق وتعكر المزاج الثنائي القطب وحالات نفسية أخرى، ويستند على مساعدة المريض في إدراك وتفسير طريقة تفكيره السلبية؛ بهدف تغيرها إلى أفكار أو قناعات إيجابية أكثر واقعية.

وشملت الدراسة حوالي 103 أطفال تتراوح أعمارهم بين 8-18 عاماً ممن عرضوا لحادث صادم، وتمت معالجتهم بواسطة العلاج المستضد لحركة العين “الاستثارة الثنائية لحركة العين” أو من خلال العلاج السلوكي المعرفي.

وتظهر نتائج البحث أن الخضوع لحوالي أربع مرات من العلاج وعلى مدى عدة ساعات فقط هي كافية لعلاج أولئك الأطفال المصابين باضطراب ما بعد الصدمة.