الكومبس – المجتمع: كثيرون يواجهون في أماكن العمل زملاء صعبي المراس، يتأخرون باستمرار، يقاطعون الآخرين، أو يصرّون على أن تكون لهم الكلمة الأخيرة في كل نقاش. مثل هذه السلوكيات قد تُربك بيئة العمل وتؤثر في أدائها، لكن الخبراء يؤكدون أن تجاهلها ليس الحل.

قال عالم النفس والباحث ماتّياس لوندبري لصحيفة GP إن السويديين عموما “سيئون في مناقشة السلوكيات المزعجة في أماكن العمل”، مضيفاً أن التعامل معها يتطلب مواجهة مباشرة.

التصرّف بدلاً من الانتظار

أوضح لوندبري أن تأخّر الموظف مرة واحدة لا يعدّ مشكلة، لكن تكرار ذلك يحوّله إلى سلوك يحتاج إلى معالجة.

وقال “نميل إلى تجنّب الصدام، لكن الأهم هو أن نتحرك ونواجه المشكلة، لأن الانتظار لا يؤدي إلى تغيير. عندما ينجح السلوك، يتكرّر”.

وبيّن أن التركيز يجب أن يكون على السلوك وليس على الشخص، لأن “السلوك يمكن تغييره، أما وصف الأشخاص بالمزعجين فلا يفيد”. وشدّد على ضرورة أن يُدرك الموظف أن تصرفاته تسبّب إزعاجاً لزملائه.

لا تبرّر السلوك السيئ

وحذّر لوندبري من محاولة تلطيف الموقف أو تبريره، موضحاً أن الزملاء غالباً يشاركون الشخص المزعج لعبته، فيعاملونه بخفة دم لتفادي الإحراج، “لكن ذلك يرسّخ السلوك ولا يغيّره”.

وأشار إلى أن بعض التصرفات قد تكون مزعجة دون أن تؤذي أحداً فعلياً، وفي هذه الحالة يمكن الحدّ من تأثيرها عبر تقليل الاحتكاك بالشخص المعني، أو مشاركة الانزعاج مع الزملاء لتخفيف الضغط.

سلوك “العارف بكل شيء”

في كتابه “الإنسان المزعج – دليل للتعامل مع زملاء العمل الصعبين”، الذي ألّفه مع زميله أندِرس فاهلبيري، صنّف لوندبريعدة أنواع من السلوكيات السلبية، مثل المتخاذل والمتفلسف والعارف بكل شيء.

وقال “العارف بكل شيء يحب سماع صوته، ويمكنه إطالة أي اجتماع نصف ساعة إضافية. أفضل طريقة للتعامل معه هي منحه الثناء في البداية، فيشعر بالاعتراف ولا يحتاج لمقاطعة الآخرين”.

التنمر المهني ليس مجرد إزعاج

بعض السلوكيات، مثل التنمر أو الإهانة العلنية، تتجاوز كونها مشكلة مزعجة لتصبح انتهاكاً حقيقياً لقواعد بيئة العمل.

وهنا ينصح لوندبري بعدم محاولة المواجهة الفردية، بل إحالة الأمر إلى المدير المسؤول، قائلاً “المضايقات سلوك ضار يسبب المعاناة، ويجب التعامل معه كقضية تخص السلامة المهنية، لا كمشكلة شخصية”.

وثّق كل شيء

وينهي لوندبري نصائحه بتأكيد أهمية التوثيق “في بعض الأحيان، نميل إلى التقليل من شأن ما حدث أو نشك في انطباعاتنا. لذا، من الجيد تدوين السلوكيات التي تتكرر، لتكون لديك صورة واضحة تدعمك إذا احتجت للتصعيد”.