الكومبس – الصحة: أفادت دراسات علمية سابقة أن خطر الإصابة بمرض الفصام، ازداد عند الأطفال المولودين من النساء اللواتي تعرضن للجوع خلال فترة الحمل.
لكن موقع المجلة الطبية السويدية Läkartidningen قال إن عدد من الباحثين يقومون حالياً بإجراء دراسة جديدة تهدف للتحقق من احتمال وجود ارتباط وعلاقة وثيقة بين زيادة وزن الأم خلال فترة الحمل ومخاطر تنامي وتطور إصابة الطفل بمرض انفصام الشخصية في وقت لاحق من الحياة.
واستندت الدراسة إلى البيانات الطبية لتسجيل تواريخ الميلاد وسجلات المرضى، حيث اعتمدت على متابعة الأطفال الذين ولدوا بين أعوام 1982 و 1989، وبالتالي فإن الدراسة شملت تقريباً أكثر من نصف مليون شخص. ومن بين هذا العدد تم تشخيص إصابة حوالي 3 آلاف شخص بمرض الفصام أو غيرها من الأمراض مثل الذهان غير العاطفي واضطراب المزاج.
وتشير الدراسة إلى أنه إذا كان وزن الأم الحامل منخفضاً أي أن المعدل هو أقل بنحو 8 كيلوغرام عن مقياس الوزن الطبيعي للنساء، فإن نسبة خطر إصابة الطفل بمرض الذهان غير العاطفي تقدر بنحو 30 % مقارنةً مع المجموعة الأخرى التي انخفض فيها وزن النساء الحوامل ضمن التوصيات الحالية بمعدل يتراوح بين 11.5 و 16 كيلوغرام عن الوزن الطبيعي للمرأة.
المخاطر والوزن الزائد!
وبحسب نتائج الدراسة فإن زيادة مخاطر الأطفال بمرض الفصام لا ترتبط فقط بمعدلات الوزن الطبيعي للأمهات الحوامل، وإنما تتعلق أيضاً بالنساء اللواتي يعانين من الوزن الزائد والسمنة المفرطة، والذين انخفض وزنهن خلال فترة الحمل لأقل من 5 كليوغرام.
وحاولت الدراسة أيضاً الأخذ بعين الاعتبار وجود علاقة خاصة بالمقارنة بين الأطفال الذين أصبحوا أشقاء، إلا أن النتائج لا توحي بوجود روابط معينة يمكن تفسيرها من خلال العوامل الوراثية.
وعلى عكس النتائج التي توصلت إليها الدراسة حول آثار انخفاض وزن المرأة الحامل، إلا أن البحث لم يجد أي رابط بين مؤشر كتلة الجسم BMI لدى الأم في مرحلة مبكرة من الحمل وبين المخاطر التي تواجه الأطفال من احتمال تطور مرض انفصام الشخصية والذهان العاطفي لديهم.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤشر كتلة الجسم BMI هو عبارة عن مقياس متعارف عليه عالمياً في القياسات الجسمية لتمييز الوزن الزائد عن السمنة أو البدانة عن النحافة عن الوزن المثالي، وهو يعبر عن العلاقة بين وزن الشخص وطوله.
وتبين الدراسة أن المبادئ التوجيهية الحالية حول فوائد اكتساب الوزن، هي ربما ليست مفيدة فقط من ناحية منع المضاعفات المترتبة على الجنين أثناء فترة الحمل، ولكن يمكن أن يكون لها آثار إيجابية أيضاً على الطفل على المدى البعيد.
معلومات
يقصد بمرض الفُصام أو الشيزوفرينيا أنه اضطراب نفسي يتسم بسلوك اجتماعي غير طبيعي وفشل في تميز الواقع. وتشمل الأعراض الشائعة الأوهام واضطراب الفكر والهلوسة السمعية بالإضافة إلى انخفاض المشاركة الاجتماعية والتعبير العاطفي وانعدام الإرادة، وغالبًا ما يكون لدى المصابين بالفصام مشاكل نفسية أُخرى مثل اضطراب القلق والاضطراب والاكتئاب واضطراب تعاطي المخدرات. وعادةً ما تظهر الأعراض تدريجياً، حيث تبدأ في مرحلة البلوغ، وتستمر لفترة طويلة.
الذهان هو مصطلح طبي نفسي للحالات العقلية التي يحدث فيها خلل ضمن إحدى مكونات عملية التفكير المنطقي والإدراك الحسي. والأشخاص الذين يعانون من الذهان قد يتعرضون لنوبات هلوسة، والتمسك بمعتقدات توهمية (مثلا توهمات ارتيابية)، وقد يتمثلون حالات من تغيير الشخصية مع مظاهر تفكير مفكك. وتترافق هذه الحالات غالباً مع انعدام رؤية الطبيعة اللاإعتيادية لهذه التصرفات وصعوبات في التفاعل الاجتماعي مع الأشخاص الآخرين وخلل في أداء المهام اليومية. وبالتالي فإن كثيراً ما توصف هذه الحالات بأنها تدخل في نطاق ” فقدان الاتصال مع الواقع “.