الكومبس – الصحة: كشفت دراسة سويدية أن البكتيريا الموجودة في الأمعاء تلعب دوراً في تطور مرض الزهايمر.
وبحسب نتائج الدراسة التي قام بها باحثون في جامعة Lund السويدية فإن البكتيريا المعوية والتي هي عبارة عن مجموعة من الميكروبات الموجودة في الجهاز الهضمي، يمكن أن تسبب الإصابة بمرض الزهايمر، وبالتالي فإن هذا الاكتشاف يمكن أن يكون له تأثير كبير جداً.
ويقول أحد الباحثين المشاركين في الدراسة لوكالة الأنباء السويدية TT”الآن أصبح بالإمكان فعلاً الحيلولة دون إصابة الناس بهذا المرض”.
ووفقاً للبحث الجديد الذي أعدته جامعة لوند فإن البكتيريا المعوية يمكن أن تساعد في عملية تسريع نمو مرض الزهايمر.
ولاحظ الباحثون عند دراسة بكتيريا الأمعاء (الفلورا المعوية) عند الفئران التي تتمتع بصحة جيدة مقارنةً مع الفئران التي تعاني من مرض الزهايمر، أن تكوين البكتيريا في الأمعاء يختلف بين هاتين المجموعتين.
أهمية العوامل البيئية
وقالت الباحثة المشاركة في مركز بحوث الوقاية الغذائية Frida Fåk Hållenius لوكالة TT “لقد فوجئنا بوجود الكثير من الفروقات، حيث هناك نسبة أقل من حوالي 70 ٪ من كمية اللويحات “الألياف العصبية” المترسبة في أدمغة الفئران التي لا تعاني من البكتيريا المعوية. ولذلك فإن هذا الأمر هو عامل بيئي مهم جداً. ومن المحتمل أن تكون بكتيريا الأمعاء (الفلورا المعوية) هي عامل بيئي مهم جداً أكثر مما كنا نعتقد”.
واعتبر الباحثون أن هذه المشاكل تأتي عندما تتشكل بكتيريا الأمعاء (الفلورا المعوية) بسبب النظام الغذائي غير المتوازن وهو ما يؤدي بالتالي إلى حصول لتهاب في الجسم.
الوقاية من المرض
ويحاول الباحثون السويديون الآن المضي قدماً لتحديد نوع البكتيريا التي تعتبر مهمة لنمو اللويحات في الدماغ وخاصةً لدى البشر.
ويشير هذا الاكتشاف الطبي إلى أن النظام الغذائي يمكن أن يساعد على الوقاية من المرض وبالتالي فإن النتيجة التي توصل لها الباحثون تعتبر طفرة كبيرة في مجال الأبحاث العلمية حول مرض الزهايمر.
وأضافت Hållenius أنه في السابق لم يكن المرء قادراً على فعل شيء لمعالجة مرض الزهايمر سوى مجرد إعطاء أدوية من شأنها تخفيف الأعراض نوعاً ما، ولكن الآن سيكون هناك قدرة حقيقية لفعل شيء ما يساعد في منع الإصابة بالمرض. كما أصبح بالإمكان أيضاً تأخير الإصابة بالمرض والحيلولة دون تطوره، وهذا الأمر يمكن فقط من خلال تحسين نوعية النظام الغذائي والتأكيد من وجود الجراثيم المعوية التي تشمل درعاً للوقاية من المرض.
حقائق:
يوجد أكثر من 100 ألف سويدي مصاب بمرض الزهايمر الذي هو الشكل الأكثر شيوعاً من الخرف ويؤثر على القدرة المعرفية للإنسان.
وتعتبر أسباب الإصابة به غير معروفة إلى حد كبير، ولكن أهم عوامل الخطر التي تساهم في الإصابة بالمرض هي الوراثة وطول العمر ونمط الحياة. ويزداد احتمال تطور المرض لدى الإنسان بعد عمر 65 عاماً، وكذلك أيضاً الشخص الذي يكون أحد والديه قد أصيب بالمرض هو أكثر عرضة للمعاناة من الزهايمر، ويمكن أن يكون التدخين وارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة هي أيضاً من أهم عوامل الخطر.
مرض الزهايمر هو مرض تنكّسي عصبي مزمن، يبدأ عادة ببطء ويتدهور مع مرور الوقت. ويشكل مرض الزهايمر السبب لـ 60 % حتى 70 % من حالات الخرف. وتشمل الأعراض الأكثر شيوعاً للمرض الصعوبة في تذكر الأحداث الأخيرة (فقدان الذاكرة قصيرة الأمد). ومع تقدم المرض، قد تتضمن الأعراض مشاكل في اللغة، والتَّوَهان بما في ذلك الضياع بسهولة، وتقلب المزاج، وفقدان الدافع، وفقدان القدرة على الرعاية بالنفس، ومشاكل سلوكية أخرى. وبشكل تدريجي يتدهور المريض، وغالباً ما ينسحب من الأسرة والمجتمع. ويفقد المريض بشكل تدريجي وظائف الجسم، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى الموت.