الكومبس – الصحة: يشكل الحمل عبئاً كبيراً على القلب. وفي السابق كان يُنصح الكثير من النساء اللواتي يعانين من مرض تشوه القلب أو متلازمة مارفان، من الحمل وذلك بسبب المخاطر المتوقعة والتي يمكن أن تؤثر على صحة الأم الحامل والطفل. إلا أن التقدم الطبي خلال العقود الأخيرة قد ساهم في تحسين ظروف هؤلاء النساء الراغبات بالحمل وإنجاب الأطفال بالرغم من إصابتهم بتشوه القلب.
وقالت الطبيبة Kristina Kernell أخصائية قسم الأمراض النسائية في مستشفى جامعة Linköping للموقع الطبي Lakartidningen “لقد جرى إعداد أطروحة علمية استندت على دراسة نتائج الحمل لدى هؤلاء النساء وأطفالهم، كما تم الأخذ بعين الاعتبار أيضاً دراسة نتائج أولاد الآباء الرجال الذين يعانون من تشوهات في القلب، بالإضافة إلى دراسة مدى تأثر متلازمة مارفان والقلب لدى النساء بعد فترة الحمل”.
ويقصد بمتلازمة مارفان أي وجود خلل في النسيج الرابط، حيث يؤثر على العديد من الأجهزة، مثل الهيكل العظمي والرئتين والعينين والقلب والأوعية الدموية.
واعتمدت الدراسة على التحقق من بيانات الأفراد الذين يعانون من تشوهات في القلب حيث تم الإطلاع على سجلات الأفراد الذين ولدوا في السويد خلال الفترة الممتدة من عام 1973 ولغاية 1983، وبلغ عدد المواليد حوالي مليون شخص، وكان بينهم نحو 5000 شخص من النساء والرجال المصابين بتشوهات في القلب.
وفي ذات السياق أيضاً حاولت الدراسة التحقق من بيانات النساء السويديات اللواتي ولدن بين أعوام 1973 و 1993، حيث وصل عددهم لنحو مليون نسمة وكان بينهم حوالي 273 امرأة مصابة بمرض متلازمة مارفان.
وتظهر الدراسة أن النساء اللواتي يعانين من تشوهات قلبية ومن مرض متلازمة مارفان غالباً ما يولدون قبل الأوان. بالإضافة إلى انخفاض وزن الجنين، حيث يكون وزن الطفل حديث الولادة أقل من 2500 غرام، أو حدوث الولادة عن طريق عملية قيصرية.
ويواجه أطفال النساء المصابات بتشوهات القلب نفس المخاطر الصحية التي يعاني منها أمهاتهم. وأما أطفال الرجال المصابين بتشوهات قلبية وكذلك أطفال النساء المصابات بمرض متلازمة مارفان فإنهم في الغالب لا يعانون من مضاعفات عند الولادة.
ووفقاً لنتائج الدراسة فإن نسبة النساء المصابات بمرض متلازمة مارفان واللواتي أنجبن أطفالاً يعانين من ارتفاع ترددات عدم انتظام ضربات القلب وأمراض الصمامات القلبية، ونسبتهم هي أكبر مقارنةً مع نسبة النساء المصابات بمرض متلازمة مارفان واللواتي لم ينجبوا أطفال.
وأشارت الدراسة إلى أن مجموعة كبيرة من البالغين لديهم الرغبة في أن تصبح الآباء، ولذلك من المهم جداً مواصلة دراسة كيف يؤثر الحمل على المصابين بتشوهات قلبية ومتلازمة مارفان وعلى أطفالهم لتحسين الرعاية أثناء الحمل والولادة.