قد يكون الأكل شهيا وطعمه لذيذاً، بيد أنه قد يؤثر على العلاقة مع الشريك، وقد يصبح هذا الأمر موضوع نقاش ساخن بين الطرفين. ما مدى تأثير نوعية الطعام على حياتنا؟ وكيف يمكن أن تؤثر التغذية على العلاقة بالشريك؟
هناك مقولة مأثورة تقول إن “الحب يمر عبر المعدة”، هذا يؤكد قوة الطعام في حياتنا الخاصة وارتباطنا بالشريك. فالطعام يمكن أن يكون طريقك نحو الرومانسية المنشودة، ولكنه أيضا موضوع مثير للجدل بين العديد من الأزواج بحسب ما نشر الموقع الألماني “بيلد دير فراو”.
ويقول الخبراء إن الطعام وبما أنه يعد جزءا أساسيا من حياتنا اليومية، فمن الطبيعي أيضا أن يؤثر على شراكتنا مع الآخر، إذ أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة المواعدة والتعارف عبر الإنترنت ElitePartner أن أكثر من نصف المستطلعة آراؤهم من الرجال والنساء أكدوا أن الطهي مع شريك، والأكل معا، جزء مهم من العلاقة التي يتمنونها، وطريق مهم للاستمتاع مع الشريك، وشملت الدراسة أكثر من 11 ألف مشارك.
طريق نحو الرومانسية والخلافات
لكن الطريق “عبر المعدة” لا يؤدي بالضرورة إلى الرومانسية فقط، فبحسب الخبراء، فإن موضوع الطعام يعد في الواقع من ضمن الأمور الأكثر جدلا بين الأزواج، خاصةً عندما يكون للزوجين مواقف مختلفة تجاه الطعام.
ورأى 12 بالمئة من المشاركين في الدراسة أن التحول إلى نظام غذائي نباتي أو منخفض الكربوهيدرات قد يؤدي إلى إجهاد العلاقة بين الأزواج، وفي حالات أقل يمكن أن تصبح كابوسا لاستمرار العلاقة بين الزوجين، خاصة إذا تعنت أحد الشريكين في تطبيق نظامه الغذائي على الآخر، أو استمر بنصحه في تغيير النظام الغذائي باستمرار.
الحب وزيادة الوزن
ولكن ليس فقط ماذا نأكل يمكن أن يؤثر على العلاقة، بل أيضا كيف نأكل، إذ عبر الشركاء أيضا عن تأثر العلاقة بين الطرفين، بحسب أسلوبه في الطعام، وإن كان متقبلا للآخر أم لا. كما وجدت الدراسة أن أكثر من 35 في المائة من الرجال يأكلون طعامًا صحيًا أثناء العلاقات أكثر مما يأكلونه عندما يكونون غير متزوجين.
وهذا ليس مفاجئًا بالضرورة، لأن النساء يأكلن طعامًا صحيًا بشكل عام، وربما يتأكدن أيضًا من وجود السلطات والخضروات على المائدة في كثير من الأحيان.
وبينت الدراسة تأثير العلاقات على زيادة الوزن لدى الشريكين، إذ كان هناك علاقة واضحة بين الشراكة وزيادة الوزن، وقال 79 بالمائة من المستطلعين إنهم اكتسبوا وزنًا بعد الارتباط والشراكة في العيش مع الآخر.
ويقول الخبراء إن الحب قد يكون سببا في ذلك. فغالبا ما يشعر الأشخاص السعيدون في العلاقة بضغط أقل بشأن شكلهم ومظهرهم، وهو ما قد يؤدي إلى تسامح أكبر في كميات الأكل المتناولة.
وينصح الخبراء الأزواج بضرورة تقبل الآخر كما هو، وبالنسبة للرغبة في فقدان الوزن، فقد يصبح أكثر سهولة إذا تم السعي إليه كهدف مشترك.
الكاتب: علاء جمعة
ينشر بالتعاون بين مؤسسة الكومبس الإعلامية و DW