الكومبس – الصحة: تشهد منظومة الجسم بأكملها تغييراً قوياً أثناء النوم خلال مرورها بمراحل عدة ويشرح الدكتور جون أكسلسون، الأستاذ في معهد بحوث الإجهاد بجامعة ستوكهولم المراحل الخمسة التي يمر بها الجسم
ففي مرحلة النوم الأولى، نفقد تدريجيا الوعي وتسترخي العضلات وعند قياس الإشارات الكهربائية في الدماغ، تكون هذه الموجات سطحية وحركات العين ناعمة.
ويتابع أن حوالي نصف الوقت من نومنا يتكون في المرحلة الثانية حيث تصبح موجات الدماغ أبطأ وأكبر، وهذا يعني أن النوم سيكون أعمق.
في المرحلتين الثالثة والرابعة، نصل إلى أعماق نومنا وهي الفترة الأكثر أهمية للانتعاش البيولوجي، فيتم إصلاح الجسم عن طريق إفراز جرعات كبيرة من هرمونات النمو، كما أن معدل ضربات القلب، ومعدل التنفس وضغط الدم هي الأقل في هذه المراحل أما موجات الدماغ تكون بطيئة وكبيرة أثناء النوم العميق، مما يتيح تخزين الحقائق والأحداث والذكريات.
يقول جون أكسلسون: “خلال النوم العميق، تعبر ذكرياتنا إلى مناطق مختلفة من الدماغ حيث سيتم تخزينها على المدى الطويل.
في المرحلة الخامسة، والتي تُدعى “REM-sömnen” يكون الحلم خلالها بأقوى مراحله، عندها يرتفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ويزداد معدل التنفس بشكل حاد.وتتسارع موجات الدماغ ، إذ يبقى الدماغ تقريبا في حالة نشاط كامل كما لو كنا مستيقظين، لأننا نشعر بالحلم كما لو كان حقيقة مرتبطة بذكرياتنا.
كما يقول أكسلسون “الذاكرة لها قيمة فعلية فقط إذا كانت مرتبطة بالعاطفة، إذا كان المرء يشعر بالسعادة، حزين، خائف أو آمن،هذا هو السبب في أننا نحلم
ويعتقد العلماء أن الأحلام كان لها قيمة كبيرة للإنسان من منظور نشوؤه وتطوره، واحدة من أحلامنا الأكثر شيوعا هي المطاردة، ويمكن تفسير ذلك من خلال ما يسمى نظرية التهديد التي تقول إن الأحلام تسمح لنا بالشعور في التهديد والخطر حتى في بيئة آمنة.
هذا الخوف من الخطر يعطي قيمة للبقاء على قيد الحياة، أولئك الذين ليس لديهم القدرة على التعرف على المخاطر في اليقظة وتجنبها سيكون لديهم فرصة أقل للبقاء على قيد الحياة والتكاثر بحسب قول جيركر هيتا، أستاذ الطب النفسي في معهد كارولينسكا.
الأحلام أيضا لها وظيفة تطورية أخرى. ففي الأحلام نحن غالبا ما نتفاعل مع الآخرين، مما يتيح لنا التدرب على المواقف الاجتماعية التي قد تنشأ في حياتنا في اليقظة.
يقوم الدماغ إلى حد ما بنفس الأشياء أثناء النوم كما في الصحوة، فإذا نظرنا إلى الأحلام الأكثر شيوعا عند البشر نرى الكثير منها تتعلق بالوضع الاجتماعي. وفي حال كانت الأحلام سلبية فهذا يعني أن الشخص يواجه أزمة فعلية و إذا كانت إيجابية فهي تعني أن الشخص بحالة جيدة في الواقع.