الكومبس – الصحة: قال مجلس الخدمات الاجتماعية إن ازدحام عنابر المستشفيات ووجود نسبة كبيرة جداً من الأطباء ضمن مرحلة التدريب التعليمي بالإضافة إلى عدم وجود نظم كافية لإدارة التدفق المتفاوت وغير المنتظم للمرضى على المراكز الصحية والمستشفيات، هي واحدة من عدة أسباب حول طول فترات انتظار المرضى للحصول على خدمات الرعاية الصحية.
وأضاف أن هناك بعض الأسباب الأخرى التي تكمن وراء طول فترة أوقات انتظار المرضى في غرف الطوارئ بالمستشفيات، وذلك حسبما أظهر تحليل جديد أعده مجلس الخدمات الاجتماعية Socialstyrelsen.
واعتبرت فترات الانتظار الطويلة في العديد من المستشفيات منذ عدة سنوات مشكلة رئيسة في العديد من أقسام الطوارئ.
ووفقاً لتقرير جديد نشره مجلس الخدمات الاجتماعية على موقعه الإلكتروني، فإن كل مريض واحد من أصل اثنين يقضي ما مجموعه أكثر من 3 ساعات في غرفة الطوارئ، في حين أن مريض واحد من أصل عشرة مرضى يبقى تقريباً 7 ساعات أو فترة أطول في غرفة الطوارئ.
يوجد اختلافات كبيرة بين خدمات أقسام الطوارئ في مختلف أنحاء البلاد، ففي بعض الأماكن يصل متوسط طول فترة إقامة المريض في المستشفى لحوالي 4 ساعات، بينما يبلغ المتوسط في مناطق أخرى نحو ساعتين.
وتشير أرقام التقرير إلى أن الفئات المستضعفة وبشكل خاص كبار السن الذين تجاوزوا عمر 80 عاماً، يبقون في المستشفى فترات أطول بكثير مقارنةً مع غيرهم.
ومن أجل تحليل أسباب وخلفيات طول فترات انتظار المرضى أجرى مجلس الخدمات الاجتماعية دراسة متعمقة، وتضمنت بما في ذلك التعاون مع خمسة أقسام طوارئ.
مشكلة الاكتظاظ
ويبين التحليل أن اكتظاظ المرضى في أقسام الرعاية الطبية بالمستشفيات يمكن أن يكون عاملاً مساعداً. ففي كثير من الأحيان يزداد عدد المرضى في أقسام الطوارئ من فترة الغذاء في الظهيرة وفصاعداً. وأما في حال لم يكن هناك العدد الكافي من أسِرَّة المرضى، فإن هذا الأمر يؤدي إلى تزايد قوائم الانتظار في غرف الطوارئ بشكل كبير جداً.
وقالت المحققة في مجلس الخدمات الاجتماعية Sevim Barbasso Helmers إن نقص أماكن المرضى غالباً ما يؤدي لحدوث مشاكل كثيرة في أقسام الاستقبال، على الرغم من أنه ينبغي أن يكون هذا الأمر من مسؤولية المستشفى بأكملها.
وبهدف تحقيق الأفضل هناك حاجة لتنسيق أنظمة فعالة في المستشفيات التي يوجد فيها أسِرَّة شاغرة. وكذلك أيضاً فإن هذا الأمر يتعلق بخلق حالة من التوازن بين تدفق المرضى لأقسام الطوارئ وبين أسِرَّة المستشفيات المتاحة.
وأضافت Helmers “على سبيل المثال، فقد رأينا وجود مستشفيات أنهوا تدابير معالجة المرضى خلال فترة الصباح وقبل الظهر بدلاً من الانتظار حتى فترة بعد تناول الغذاء. وبالتالي فإن هذه المستشفيات كانت قادرة على توفير أسِرَّة شاغرة ومنحها لمرضى جدد من قسم الطوارئ.
دعم مهم لبرنامج تدريب الأطباء العامين AT-läkare
هناك أسباب أخرى تتعلق بفترات الانتظار الطويلة منها أساليب العمل والتوظيف. حيث أظهر تحليل مجلس الخدمات الاجتماعية حول أقسام الطوارئ في المستشفيات أن العديد من الأطباء العامين AT-läkare الذين هم ضمن فترة التدريب العملي، يعلمون في هذه الأقسام. وفي نفس الوقت يبين التحليل أن المرضى الذين تتم معالجتهم من قبل الأطباء العامين AT-läkare ، يبقون في لائحة الانتظار لفترة أطول مقارنةً مع أولئك المرضى الذين تمت معالجتهم من قبل الأطباء الاختصاصيين.
وأوضحت Helmers أنه من المهم جداً ان يحصل الأطباء العامين AT-läkare على الدعم اللازم الذي يحتاجونه، ويمكن أن يكون هناك مشكلة خاصةً خلال فترة المساء والليل، وهي نفس الفترة التي يعمل فيها العديد من الأطباء العامين AT-läkare ، فعلى سبيل المثال غالباً ما يكون هناك عدد أقل من الأطباء الأخصائيين المتاحين في هذا الوقت.
وجود حاجة للمزيد من المعلومات
أما بالنسبة للأوقات الطويلة لبقاء كبار السن في قسم الطوارئ بالمستشفى، فإنه من الممكن أن يكون هناك حل لهذه المشكلة يدعى بالمسار السريع snabbspår، حيث يتم إدخال المرضى مباشرةً إلى قسم الشيخوخة.
وذكرت Helmers أن تحسين الرعاية الصحية الأولية وتطوير العناية بكبار السن سيكون من الأفضل بكثير إذا إصبح من الممكن تجنب زيارة المرضى في قسم الطوارئ ومنع هذا الأمر. ومن ثم عند انتهاء تدابير علاج المرضى فإنه من المهم أن يكون هناك نوع من التعاون بين المستشفى وبين قسم العناية بكبار السن، حيث يصبح بإمكان المسنين العودة إلى دار الرعاية والحصول على الدعم اللازم الذي يحتاجونه.
وكان مجلس الخدمات الاجتماعية قد أعد دراسات سابقة أظهرت أن العديد من المرضى يذهبون فوراً إلى قسم الطوارئ في المستشفيات، حيث تتم أغلب هذه الزيارات دون التواصل مسبقاً مع مراكز الخدمات الصحية.
وقالت المحققة Helmers “نحن بحاجة لإعطاء المرضى المزيد من المعلومات حول الخيارات المتاحة لهم عندما يتعلق الأمر بالرعاية الصحية، وأي اللجوء إلى بدائل وخيارات أخرى غير قسم الإسعاف والطوارئ، منها على سبيل المثال الذهاب أولاً إلى المراكز الطبية والمستوصفات الصحية، والعيادات القريبة ومراكز الإسعاف الأولية.