أدباء صغار يحلمون بجائزة نوبل

: 6/1/14, 8:05 PM
Updated: 6/1/14, 8:05 PM

الكومبس – ثقافة: الحرية هي اتاحة الفرص للجميع .. والحرية اعتراف بأن للصغير والكبير الحق بالحصول على الفرصة التي يحتاجها للتعبير عن وجدانه ووجوده.

الكومبس – ثقافة: الحرية هي اتاحة الفرص للجميع .. والحرية اعتراف بأن للصغير والكبير الحق بالحصول على الفرصة التي يحتاجها للتعبير عن وجدانه ووجوده.

وأسس منهج التعليم من خلال اللعب في السويد الحرية لطلاب المدارس الابتدائية بالتعود على التعبير والحضور والكتابة.

كما عودتهم الحصص الأولى ليوم الإثنين التي تخصص فقط للتعبير عما رأوه وشاهدوه في الحياة والكتابة والحديث عن ما فعلوه في عطلة نهاية الأسبوع أمام الأطفال وعلى منصة خاصة داخل قاعة الدرس بشكل يتيح لهؤلاء الأطفال منذ السنة السادسة التعود على التعبير والكتابة والتحدث اما المجاميع وجها لوجه.

ويوم أمس اطلعت على تجربة سويدية مهمة في مجال التشجيع على الكتابة والقراءة والتعرف على الكتاب. فقد انطلقت في الربيع الفائت تجربة نظمتها منظمات المجتمع المدني والأمم المتحدة لدفع الأطفال في بعض المدارس السويدية لكتابة نصوصهم القصصية ورسمها ومن ثم طباعتها في كتاب.

وفي حفل خاص اقيم في مدرسة Grenadjärskolan في مدينة "اوريبرو" اطلقت كتب مجموعة من الأطفال الذين اسهموا في الكتابة والتاليف والرسم في هذا المشروع. وقد ارتسمت ملامح بهجة خاصة على وجوه الأطفال وهم يرون كتاباتهم وحروفهم ورسومهم وقد تحولت الى كتب متقنة الطباعة بين ايديهم.

اطفال السادسة هؤلاء كانوا يبدون اكثر وعيا ونضجا من حقيقة اعمارهم . بل ان لغتهم وتعبيراتهم كانت مقياسا لدرجة الوعي والتفكير ، حيث يجد علماء الاجتماع والتربية علاقة وطيدة بين " اللغة والفكر" يعبران من خلالهما عن الترابط والنضج.

الطفل ايمانويل بنغتسون "، الذي جلس يتصفح كتابه قال بلغة تثير الدهشة حين تحدث كمخلوق بالغ قائلا "هذا المشروع مهم لنا، بل انه مهم لصفنا الذي كان ينقصه الابداع والخيال قليلاً، وقد توفرا من خلال المشروع "وتابع يقول" أنا أخطط ان اصبح مؤلفا في المستقبل. الكتب تعنيني كثيرا.

بل حلمي ان احصل على جائزة نوبل. لم لا .. فأنا عندها ساكون اكثر قدرة على التعبير واصدار الكتب المهمة"

اطفال اخرون احتفوا بكتبهم وسط دهشة الكبار. انها ليست دمى ولا لعبا الكترونية بل كتبا رسموها وكتبوها وهاهي بين ايديهم.

بادرت الطفلة "سارة يانسون التي تحمل على صدرها شارة كاتبة" قالت " انني احلم ان اكون كاتبة لأني احب القصص . احب التفكير .." ولوحت بكتابها ثم مضت.

وانا الذي امضيت قرابة 25 عاما في كتابة واصدار الكتب للأطفال ، واتيحت لي فرصة العمل كمساعد معلم لبضعة اشهر في مدرسة سويدية وجدت انها تجربة مثيرة للأهتمام. اذ يتقدم اطفال في السادسة والسابعة من العمر ليتحدثو بلغة مكتملة واشارات توحي بلغة جسمية متوافقة مع مايعتمل في الدماغ وماتريد ان تقوله اللغة.

أن المجتمع المستقر ينتج اطفالا مستقرين ومكتملي النظر الى مايهدفون لأنهم يعرفون ماذا يريدون.

لم احس ان المتحدثين من الأطفال يعانون من خذلان او قمع داخليين كما لم الاحظ خلخلخة او قطعا في افكارهم كما انهم غير خائفين من الكاميرا او من مراسلي اجهزة الأعلام او من الحديث امام الجمهور.

ووجدت كيف تكون انتائج وتنمو لغة الطفل وعقله عندما تبدأ الأم تحدث صغيرها وهو مايزال في رحمها . وحين يولد فأنها تحدثه بلغة سليمة..

ولذلك ماان يبلغ الطفل الثالثة من العمر حتى تتطور لغته وتكتمل عبارته. وقد وجدت من خلال الملاحظة ان العديد من الرضع في دورات السباحة المبكرة او في رياض الأطفال ماان يشبوا قليلا حتى تشب معهم لغتهم ومفردتاهم بشكل يكون خزينهم اللغوي كبيرا وكافيا للتعبير عن حاجاتهم .

وغالبا تبدأ في الصف الثالث الأبتدائي في المدارس السويدية تجربة الدفتر اليومي .

اذ حين يبدأ الأطفال اسبوعهم الجديد و دوامهم يوم الأثنين ، تطلب منهم المعلمة – المعلم، اول شيء ان يفتحوا دفاتر يومياتهم ويرسموا مالفت انتباههم في الطريق ..

اي انها لاتطلب منهم الواجب الأسبوعي بل تفتح لهم الطريق تدريجيا على المدرسة من خلال مادة حرة حين تطلب منهم ان يرسموا مارأوه ويكتبوا عنه.

وعند استراحة تناول الفاكهة عند الساعة التاسعة ، يجلس طلاب الصف على الأرض على شكل دائرة ويبدأون بالقراءة واحدا اثر الآخر ويطلعون بعضهم على مارسموه بأشراف المعلم بينما هم يتناولون الفاكهة.

ادباء صغار يحلمون بجائزة نوبل.jpg

وهناك تجربة اخرى يمر بها الطفل بدءا من الصف الثالث في المدرسة الأبتدائية تساعده على مواجهة الحضور وعدم الأرتباك امام المجموعة ، اذ يدعو المعلم – المعلمة اطفال الصف الثالث غالبا ليحكوا امام الأطفال عن فعلوه خلال عطلتهم الأسبوعية.

وغالبا تضع المعلمة – المعلم كرسيا يقف عليه الطفل امام التلاميذ ليروي مافعله في العطلة.

وبهذه الطريقة يعتاد الطفل على ازالة الأرتباك تدريجيا ويعتاد على النظرات التي تتوجه اليه من مجموعات الأطفال او الحاضرين في المستقبل بشكل يكرس لدى الطفل جرأة التعبير والحضور.

ان بناء الشخصية منهج وتربية وثقافة.

فاروق سلوم

farouq@alkompis.com

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2023.