أيام الشعر السويدي في الإمارات: السويد ليس قط بلد الشقراوات
وإذا كان الشاعر السويدي بير لاغركفيست الحائز «نوبل» عام 1951 في قصيدته «زوال» رأى الحب المنسكب من الضوء على الأرض، ختم قصيدته بقوله «سأمضي وحيداً بلا أثر»، إلا أن أثر الشعر الذي كتبه لايزال يشع في الأرض. كذلك أثر «الأيام السويدية» يبقى عبر إطلالة الجمهور والقراء على شعر في بلد يجاور القطب الشمالي. وبعدما عرف الناس في الإمارات ودول عربية عدة الأثاث السويدي، عبر دخول تصاميم «إيكيا»، لتؤثث كثيراً من البيوت، تأتي الأيام الشعرية السويدية لتؤثث الروح بضوء القصائد، كما تفتح الشرفات أمام القراء ليبحثوا عن ثقافة السويد التي تعد البلد الأكثر ابتكاراً في أوروبا، بلد صانع الأفلام إنغمار بيرغمان، وبلد الروائية سلمى لاغرلوف، وبلد الشاعر توماس ترانسترومر الحائز جائزة نوبل في الآداب عام 2011
«أيام الشعر السويدي» التي نظمتها جمعية المتوسط لتنمية القراءة والتبادل الثقافي، ودار نون للنشر الإماراتية، وجمعية مقهى بغداد للشعر والموسيقى، منحت الجمهور فرصة استثنائية للالتقاء بشعراء من السويد وانطلاق مشروعات للتبادل الثقافي، وتعزيز جسور التعاون في هذا المجال، خصوصاً أن الثقافة هي اللغة الأكثر جوهرية وجمالاً في التواصل بين الشعوب، والتعرف إلى الذات والآخر بعيداً عن الصور النمطية التي «تسجن» الشعوب في إطارها، لتصبح قاعدة تنطلق منها أحكام على شعب ما أو جغرافيا ما. لكن الأدب والفن يمثلان الفضاء الرحب للتعرف إلى الآخر من دون أحكام مسبقة.
في الأيام الشعرية التي تنقلت فعالياتها بين مهرجان الإمارات للآداب إلى بيت الشعر في الشارقة ومعرض أبوظبي للكتاب، تعرفنا عن قرب إلى شعر يؤثث الروح بالمحبة والأسئلة، ومن خلاله أطللنا على جانب من روح السويد الجوهرية، وتعرفنا إلى القلق الوجودي وتفاصيل من الحياة اليومية في بلد الغابات. وكان الشاعر ماغنوس وليام أولسون تحدث بعد أمسية الشارقة، في جلسة ثنائية، في باحة بيت الشعر عن المشترك بين البشر، وعن أهمية الحوار الثقافي بين الشعوب، وعن أهمية الترجمة في مد الجسور الإنسانية بين أهل الكرة الأرضية.
يقول ترانسترومر في إحدى قصائده «يحدث في منتصف الحياة أن يأتي الموت/ ليأخذ مقاساتنا. هذه الزيارة تُنسى/ وتستمر الحياة. لكن الثوب يُخاط بلا علمٍ منّا».
المصدر الإمارات اليوم
الحقوق محفوظة: عند النقل أو الاستخدام يرجى ذكر المصدر