الروائي يان هنريك لـ " الكومبس" : نحن بحاجة لقراءة الإصدارات الثقافية العربية
الكومبس – ثقافة: إنطلاقاً من حرص " الكومبس " على تقديم إيقاع ونبض الحياة الثقافية السويدية والأوروبية عموما الى قرائنا بالعربية، نتحاور مع الأدباء والمثقفين السويديين، ونحاول الإقتراب من هموم واسئلة المثقفين العرب المقيمين في المهاجر في كل مكان.
اليوم نستضيف الكاتب الروائي السويدي يان هنريك سواهن Jan Jenrik Swahn، المولود في العام 1959 وهو كاتب روائي ومترجم عن عدة لغات اساسية منها الفرنسية والدنماركية واليونانية، وقد اصدر اثني عشر رواية رائجة، وله حضور ثقافي واجتماعي من خلال حواراته وترجماته وايقاع كتبه ورواياته.
سألناه اولا عن كتابه القادم لعام 2015 فقال: " كتابي القادم سيكون رواية جديدة تصدر عام 2015 وهي عن ابي – زوج امي الذي تاثرات بحياته وشخصيته كثيرا كما تقول الرواية" .
أضاف: " كان مدربا رياضيا في القاهرة عام 1948 وتزوج امرأة يونانية عربية مقيمة في مصر ثم انتقل للعيش في السعودية وعمل مراسلا متخصصا في شؤون الوطن العربي وعمل من اليونان وقبرص والسعودية وبلدان عربية اخرى نقل احداثها.
كان يحلم ان يكون كاتبا وكان لديه الكثير ليقوله في كتاباته ولكنه كان يفتقد الثقة .. وكم كان مستفزا ومثارا لأنه لا يعرف لماذا يحصل له كل ذلك وكان لابد لأحد يوما ما ان يكشف له سر ذلك .. والحق كان ذلك الشخص هو انا .. وستروي الرواية الكثير مما قلت .. ".
ومع قرب الإنتخابات السويدية سالناه عن المنهجية التي يدير بها التحالف اليميني الليبرالي المحافظ شؤون الثقافة، وكيف ينظر لها، فقال: " انا ارى ان التحالف الليبرالي المحافظ ليس لديه سياسة ثقافية بالمعنى. انهم يرون ان كل نشاط ثقافي ينبغي ان يموّل ذاته وفي اعتقادي ان ذلك شيئا غير مجد واستطيع ان اقول انه خطأ فظيع .. ".
وبخصوص ما إذا كان يتفق مع أراء بعض المثقفين الذين يذهبون في إنتقاد التحالف الحاكم الى حد القول " ان التحالف الحاكم يعيش على ما تبقى من منجزات ثقافية حققها الديموقراطيون الإشتراكيون في السبعينات في السويد، فقال :" ان المحافظين ورثوا الكثير من تلك المرحلة. غير انهم لم يعرفوا كيف يستفيدوا من التقاليد العميقة لدى الإشتراكيين في مجال ادارة الثقافة ومنتجاتها الأخرى .. ان الديموقراطيين الإشتراكيين يتميزون بدعوتهم المهمة جدا التي تتمحور في ثلاثية ": اقرأ .. اكتب .. احصل على المعرفة .. " انا اعرف معنى هذا السؤال واهميته واود ان اقول ان السويديين يعرفون الكثير عن الطعام والعطلة الأسبوعية ولكنهم يعرفون القليل عن التقاليد الدينية والثقافية عند الآخرين وعند العرب خصوصا".
وتابع يان هنريك سواهن قائلا : " دائما اظن اننا بحاجة الى الكثير لنعرف عن العرب مثلا وان نقرأ ما يكتبون مترجما الى السويدية كما اعرف ان العيش في عزلة وسط المجتمع السويدي يتطلب جهدا للتعرف الى ثقافة السويد والطبائع الإجتماعية والفكرية" .
وقال : " ربما تبدو العملية صعبة ومركبة احيانا ولكنها تحتاج الى جهد من قبل المقيمين هنا في بلادنا وصبر وقراءة واقتراب من الحقيقة العميقة لوجودنا كمجتمع له خصوصية في عزلته وتحفظه وفي شؤون ثقافته وعلاقته بالآخرين".
وختم القول : " انا كتبت كثيرا عن الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة والعزلة .. وتلك قضية انسانية مهمة ".