الكومبس – ثقافة: خلال حوار الثقافات الذي عقدت منه عدة جلسات في مدن سويدية عدة، تحدثت مسؤولة إدارة أحد المتاحف السويدية، بعد مشكلة الرسوم الكاريكاتير التي نشرها لارش فيلكس وقالت "أصبحت الثقافة هنا تشعر بتهديد غامض، حتى صرنا في حال نرى فيه أن الخوف إلى درجة الصمت أصبح سهلاً في بلادنا.. وذلك ليس من ثقافة الغرب".
الكومبس – ثقافة: خلال حوار الثقافات الذي عقدت منه عدة جلسات في مدن سويدية عدة، تحدثت مسؤولة إدارة أحد المتاحف السويدية، بعد مشكلة الرسوم الكاريكاتير التي نشرها لارش فيلكس وقالت "أصبحت الثقافة هنا تشعر بتهديد غامض، حتى صرنا في حال نرى فيه أن الخوف إلى درجة الصمت أصبح سهلاً في بلادنا.. وذلك ليس من ثقافة الغرب".
والغرب الثقافي الذي يقوم على مغايرة القائم والكرّس هو الذي أقام ثقافة التنوير وليس ثقافة المنع والتحريم التكميم.
في أوروبا وفي السويد ثمة أسئلة تطرح على مستوى الثقافة، إلى أي حد مسموح للآخر المقيم التأثير على أسس الفكر والتعبير، مقابل حرية الفكر والأديان والمعتقد وحرية التعبير التي يحميها النظام العلماني.
ولقد حرصت الليبرالية الغربية أن تؤكد أنه من الممكن مغايرة كل فكر عقيدة أو دين بالتقويم والنقد والحوار باعتبار أن القانون العلماني هو الذي يحمي الإيمان والاجتهاد، كما يحمي الاجتهاد والشك والفلسفة والنقد للوصول إلى الحقيقة العليا.
ويرى الكثير من المثقفين السويديين أنه ليس من حق احد أن يسقط ثقافته أو عقيدته على الثقافة الغربية الليبرالية العامة، أو يحاول منع طرق التفكير الحر عبر ما تحمله موجات الهجرة من ثقافات وأديان واختلافات، بحيث يتحول الأمر فيه من حوار ثقافات إلى صراع ثقافات!!!
وهناك أمثلة كثيرة على تدخل الأقليات المهاجرة في السياسات البلدية لعدد من دول أوروبا ومدنها وأقاليمها، لرفع مبنى ترفيهي هنا أو لإلغاء ناد هناك أو منع عمل ثقافي أو مؤلف أو فيلم أو برنامج تلفزيوني أو رسم إلى درجة وضع الحد على البعض الآخر .
يحصل ذلك رغم أن القوانين هنا تحمي دور العبادة وحقوق الأقليات، فيما تحاول هذه الأقليات أن تصادر القوانين والحريات في بلدان أوروبية تستضيف الهاربين من قمع بلدانهم وتوفر لهم الحماية وتحترم عباداتهم ومعتقداتهم، بينما يقومون هم بدور يؤسس للقمع والمنع والتحريم في البلدان الأوروبية!!
وفي حوار الثقافات وحوار الأديان، يهتم المحللون بالطريقة العنيفة التي تتم بها الحوارات أحياناً، معتقدين أن اصحاب الرأي المتشدد إزاء كل اختلاف فكري أو ثقافي، إنما يخسرون الفرصة إثر الأخرى في بلدان اللجوء، لإقامة حوار ممكن حول قضايا الإنسانية التي غدت أكثر تعقيداً في ظل كفالة القوانين الليبرالية والعلمانية لكل اختلاف وتنوع.
وقالت مديرة أحد المتاحف السويدية وهي تضرب مثلاً واقعياً على المشكلة: "الرسم الحر ظاهرة مهمة وخاصة رسوم الوجوه والأشخاص والحيوانات، لكن ثمة خوف هنا عند السكان من أن هذه الحرية ستقود إلى مشاكل وجدالات بسبب من يحرّم الرسم وبخاصة رسم المخلوقات والبشر".
وضرب متحدث آخر مثلاً على صعوبات الاندماج في تحريم الموسيقى، الموسيقى "مثلا" بحيث نستنتج أن الفنون الموسيقية والعروض التي يعود تاريخها إلى ما هو أقدم من القرون الوسطى في الثقافة الأوروبية سوف يعتبر الاقتراب منها فعلاً محرماً حتى لو كان ذلك من بين مقترحات الاندماج.
وعلقت مديرة المتحف قائلة: "التفاعل الثقافي يتعرض للتهديد، والمعارض الفنية باتت خائفة من تهديد غامض يوحي بأن التكميم إلى درجة الصمت، أصبح عملية سهلة وذلك ليس من صفات ثقافتنا الغربية".
وفي هذه الأسطر محاولة لمناقشة قضية من يمنح الحرية ومن يصادرها في بلدان الحرية!.
فاروق سلوم
farouq@alkompis.com