الفنان علي نور الدين : موسيقى الشرق طريق للمحبة
الكومبس – ثقافة: الموسيقى في تعريفها الأولي هي فن مؤالفة الأصوات، وهي مزيج ابداع الروح والقلب، و فضيلة تسعى ذواتنا لبلوغها، وببلوغها يحقق الوجدان بعض حضوره الروحي.
وقد تحدث الكثيرون عن فضيلة الموسيقى واهميتها عبر التاريخ، ادباء وفلاسفة لهم أثرهم في الحضارة الانسانية وتطورها، وقد قال ارسطو: " الموسيقى اسمى من ان تكون اداة للهو والسرور والتسلية فهي تطهر النفوس وتريح القلوب".
وقال كونفوشيوس: " الموسيقى هي مرآة حضارات الشعوب". أما بيتهوفن، فقد وصفها بانها: " الحلقة التي تربط الروح بالحس". وقال اينشتاين " الموسيقى هي الرياضيات، والرياضيات هي الموسيقى"، حتى بلغت الموسيقى موقعها في حضارتنا الإنسانية.
وكان اشهر العلماء والادباء والفلاسفة الشرقيين شديدي الاهتمام بالموسيقى، فقد ألّف الفارابي مخطوطته الكبيرة في علم الموسيقى باسم كتاب الموسيقى الكبير، والعالم المسلم ابن سينا له الكثير من الكتابات في الموسيقى، وقام بتأليف العديد من القطع الموسيقية، وعالم الكيمياء جابر بن حيان ايضا كانت له مؤلفات عن الموسيقى، وابو بكر الرازي الملقب ب ـ(ابو الطب العربي) كانت له مؤلفات عن فوائد الموسيقى المتعددة واثرها في علاج الامراض وتخفيف الآلام، والعالم الفيزيائي والفلكي والفيلسوف الشهير يعقوب بن اسحاق الكندي يعتبر اول واضع لسلم الموسيقى العربية.
وفي عصرنا الحديث ارتبط اهتمام الموسيقى بالكثير من الأسماء التي تخصصت في العلوم والفنون والآداب، وعند المهتمين بالتربية. والفنان الموسيقي علي نور الدين في مغتربه لم يتوقف عن حمل وتره نحو اعماق الناس واعماق المجتمع ليجترح طريقا للتواصل الحضاري هنا في السويد عبر العديد من الأعمال الموسيقية التي انجزها.
لكنه اليوم اكثر احساسا بنتائج كدّه وتعبه واهتمامه، حيث يلتقي بين اكثر من 35 شابا ضمن الملتقى الثقافي لشباب الكنيسة الإنجيلية في مدينة فيستروس، ويشكل منهم مجموعة منتخبة تتدرب وتحلم وتلتصق بآلاتاتها وموسيقاها الشرقية.
يقول الفنان علي نور الدين لـ " الكومبس " : " هذه المجموعة هي نخبة مميزة من شبابنا وشاباتنا تلهمهم الموسيقى معاني كثيرة ترسخ المشاعر الروحية التي يستلهمونها من لقاءاتهم. وقد وجدت في اهتماماتهم وحرصهم وحرص عوائلهم على رعاية حضورهم ومواصلته القيمة الثقافية والأجتماعية للموسيقى الشرقية وهي تجمع الأهداف وتلتقي عبرها الدروب".
و في لقائهم الإسبوعي يتدرب الأعضاء على خواص الموسيقى الشرقية، وسلالمها وثرائها وهم الذين نشأوا في السويد او بلدان اخرى وامتلأت اسماعهم بموسيقة عالمية مختلفة ولكنهم بحسب الفنان علي نور الدين "يكتشفون مميزات العزف والنغم من خلال خاصية ربع التون او ربع النغم في تشكيل هوية مايفعلون من تكريس حلمهم الموسيقي".
يضيف: " يطلقون ايمانهم عبر نغمات وتوجهات تختصر العالم في سحبة قوس كمان او رفرفة ريشة على انغام العود" . ويكمل العبارة السيد مراد منير الذي يهتم بتلك اللقاءات الثقافية والروحية : " ان مجموعة الشباب لدينا تشكل بحلمها وايمانها جسرا ثقافيا وروحيا بيننا وبين المجتمع السويدي ومجتمعات العالم .. وبيننا وبين الغد الذي هو طريق المحبة".
مراد منير
الفنان علي نور الدين المشرف على اعداد المجموعة الموسيقية يسترجع اعماله الموسيقية، ويتحدث عن حلم الدمج بين منجزات العصر الحديث وبين الآلة الشرقية دون ان تفقد تلك الآلة شخصيتها.
ويرى ان المجموعة الفنية هذه مجموعة واعدة وتسجل حضورا حميما بين مختلف اجيال المجتمع المهاجر هنا من دول الشرق وبخاصة الناطقين بالعربية وهم بالنسبة للفنان شرارة طريق وحلم موسيقي وتربوي.
يذكر ان للفنان نور الدين الكثير من الألحان والأناشيد والأعمال الموسيقية كما حصل على الكثير من الجوائز في المهرجانات الموسيقية المعروفة التي كانت تقام في العراق وهو هنا في مغتربه في السويد يواصل انتاجه الإبداعي والفني الموسيقي ويرى في هذه المجموعة عائلة جديدة حيث يقول: "هؤلاء اولادي احس معهم بعاطفة الأبوة وبهذه الطريقة امنحهم الضوء في طريق الموسيقى ونثمر معا هم بشبابهم وانا بأبوتي لمسة المحبة".
فاروق سلوم – الكومبس