“الكل لديهم ساعات ولا أحد لديه وقت”.. رؤية جديدة تجذب الاهتمام

: 9/14/20, 5:38 PM
Updated: 9/14/20, 5:38 PM
من العرض المسرحي
من العرض المسرحي

الكومبس – ثقافة: أثارت مسرحية الأطفال “الكل لديهم ساعات ولا أحد لديه وقت” من تأليف وإخراج الفنان العراقي كريم رشيد، اهتمام وسائل إعلام سويدية.

وتعتبر المسرحية طرحاً تجريبياً جديداً يختلف عن مسرح الأطفال السائد.

تحاول المسرحية الإجابة عن بعض الأسئلة الفلسفية الكثيرة التي تدور في أذهان الأطفال عن مفهوم الوقت، مثل لماذا يكون سريعاً او بطيئاً، هل يمكن رؤية الوقت، لماذا هو غامض ومتنوع؟ ولماذا يشعر الكبار دوماً أنهم على عجلة؟ وغيرها أسئلة كثيرة.

افتتحت المسرحية في مسرح مالمو البلدي 4 أيلول/سبتمبر، ويستمر عرضها حتى 3 تشرين الأول/أكتوبر بواقع عرضين مسرحيين يومياً وسط إقبال كبير من دور رعاية الأطفال، حسب ما قال المنظمون في بيان صحفي، موضحين أن جميع العروض حُجزت لمدة شهر كامل حسب العدد المحدد من قبل هيئة الصحة العامة.

وأوضح البيان أن المسرحية مشروع بحث في إمكانية تقديم عروض مسرحية فلسفية وتجريدية للأطفال وتحديد الفئات العمرية المناسبة لذلك، وإلى أي حد يمكن أن تكون تلك العروض تجريدية بعيدة عن سطوة الخرافات وقصص الحيوانات ومسرحيات الوعظ المباشر.

وقال مؤلف ومخرج العرض كريم رشيد إنه بدأ العمل على هذا المشروع بتكليف من إدارة المسرح البلدي في مالمو منتصف العام الماضي عبر الاشتراك بورشة تدريبية لمدة أسبوعين في النرويج بعنوان “ممثلون مؤلفون” ضمت فنانين معنيين بمسرح الطفل من سبعة دول مختلفة الثقافات. نظم بعدها مع فريق عمل متخصص ورشات تحضيرية مع الأطفال الصغار بهدف التعرف على ما يعنيه الوقت عندهم ونظرتهم للضغط النفسي الذي يواجهه الآباء والأمهات بسبب ضغط الوقت (السترس). وشرع لاحقاً بكتابة نصه المسرحي.

وحظي العرض باهتمام الصحافة المحلية فكتبت جريدة سكونا داغبلادت في 5 أيلول/ سبتمبر “إنه عرض الأفكار الكبيرة والصغيرة عن مفهوم الوقت الذي شغل الذهن البشري، لكن هل يمكن حقاً أن نتحدث عن هذه المفاهيم التجريدية الصعبة للأطفال الصغار بعمر ثلاث إلى خمس سنوات؟ الإجابة نعم بالتأكيد فالأطفال كما الكبار يتأثرون بالوقت ويتحسسونه حتى لو لم يدركوا أبعاده”، واصفة عنوان المسرحية بـ”العبقري” حيث “يقدم العرض مادة للتفكير بماهية الوقت الذي لا يمكن لأحد أن يكون كبيراً جداً أو صغيراً جداً عليه”.

فيما كتبت صحيفة سيدسفينسكا داغبلادت “يتناول المؤلف والمخرج كريم رشيد في هذا العرض أحد القواسم المشتركة في حياتنا جميعا كباراً وصغاراً، إنه الوقت الذي نخضع له جميعاً، حتى الأطفال الصغار سرعان ما يتعلمون من الآباء المضغوطين بعامل “السترس” معنى الإسراع لأن الوقت يمر بسرعة”.

وتقدم الصحيفة لأحداث المسرحية بالقول “تبحث شخصية مُسرع السريع مع طفلين صغيرين عن أرض كل الأوقات، هناك حيث لا يضطر أحد الى القلق والعجلة ولا يصاب الأهل بالهلع من الوقت (..) لكن الأطفال يتساءلون أيضا إن كانوا يريدون حقا البقاء هناك في بلاد كل الأوقات إلى الأبد؟”.

فيما قال كريم رشيد إن “مسرح الطفل القديم قائم على النصح التربوي وهو محاولة لإرغام الأطفال على تبني قناعات الكبار وأفكارهم، أما مسرح الطفل الحديث فيدعو الأطفال للتفكير معنا وليس لتبني أفكارنا”.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.