المرشحون لحقيبة الثقافة يعكسون قلقا سياسيا وثقافيا
الكومبس – مقالات: اتسعت قائمة المرشحين لوزارة الثقافة في حوارات المثقفين السويديين خلال الأيام العشرة الأخيرة منذ فوز تحالف الحمر والخضر في الإنتخابات السويدية 2014 . فقد قفز الرقم من اسم مقترح واحد هو اسم السيدة "انغريد ايلام" الى خمسة اسماء معروفة في الوسطين السياسي والثقافي .
والحق ان الأسماء المقترحة الجديدة لاتعكس فقط قلق المثقفين على مستقبل الثقافة في السويد بعد اهمال كبير عانته المؤسسات الثقافية تحت ادارة " لينا ادلسون روث"، وزيرة حكومة المحافظين التي لم تقدم شيئا طوال 8 سنوات للثقافة. بل يعكس قلق الشارع السويدي سياسيا على مستقبل الوزارة الجديدة التي سيشكلها تحالف الإشتركيين الديموقراطيين وحزب البيئة في ظل تحديات كبيرة جدا .
واهم تلك التحديات المطروحة، عدم تعاون الأحزاب الليبرالية في تسهيل تشكيل الوزارة الجديدة، والمواجهات المتوقعة عند تقديم مقترح الميزانية وافتقاد الأغلبية البرلمانية عند الإقتراع على منح الثقة للوزارة التي يعاني ستيفان لوفين كثيرا الآن قبل تشكيلها جراء الضغوط والتحديات تلك.
ويأتي قلق الشارع السويدي من امكانية اسقاط الوزارة عند عدم حصولها على اصوات كافية في اقتراع البرلمان القادم بشكل يعرضها الى حجب الثقة، مما يرتب اعادة الإنتخابات ثانية وهذا سيعرض الأحزاب الفائزة الى مستقبل مجهول امام احتمال تقدم ائتلاف يمين الوسط الليبرالي ثانية.
الوسط الثقافي مرتبك ويوازن بين مرشحين سياسيين مثل : هوكن يوهولت – Håkan Juholt من الحزب الإشتراكي الديموقراطي و تينا مارينا ايهن – Tina Ehn من حزب البيئة ، وهما عضوا البرلمان السويدي منذ 2006 . كما يوازن الوسط الثقافي بين مرشحين ثقافيين معروفين مثل : يوران غريدر-Göran Greider ، وهو كاتب وشاعر وصحفي له حضور وحيوية معروفين واصدر اكثر من عشرين كتابا وحاز على اهم جوائز الأبداع في الأدب. وستينا اوسكارسون – Stina Oscarsson كناقدة ومخرجة مسرحية وادارية لها خبرة ممتازة وعلاقتها بالبيئة الثقافية السويدية علاقة حميمة . واخيرا ايفا هاملتون – Eva Hamilton صحفية واعلامية ادارت التلفزيون السويدي لسنوات بنجاح كبير.
ويعتبر يوران غريدر في مقدمة الأسماء المرشحة من قبل الإشتراكيين الديموقراطيين كما اجمع عليه الكثير من الكتاب والمثقفين والمسرحيين السويديين لما يتمتع به من حضور ومشاركة في الحوارات ومن سعة التأثير الشخصي بسبب الحيوية الفكرية والشخصية التي عكسها خلال الحوارات وخلال ادارته للصحف ومعارض الكتب والنشاطات الثقافية .
Eva_Hamilton
ويأتي اسم ستينا اوسكارسون لشهرتها في مسرح كلارا للشباب حيث كانت قريبة دائما اداريا وفنيا من تجارب الشباب الفنية والتجارب الريادية كما انها شخصية لها حضورها في النقد المسرحي والكتابة. بينما يرد اسم ايفا هاملتون في الدرجة الثالثة بصفتها اعلامية نشطة ادارت التلفزيون السويدي بأكثر الطرق حيوية وابداعا .
اما اسماء السياسيين المقترحين هوكن يوهولت و تينا ايهن فأنهما بالنسبة للحوارات والإستطلاعات الثقافية مجهولان على المستوى الثقافي ولا يمثلان الا مقترحين حزبيين ضمن تحالف الحمر والخضر .
وقد وردت اسماء اخرى مثل الكاتب ميكائيل نيمي المعروف بمقولته " ان ستوكهولم هي مركز الحوار الثقافي لدول الشمال " والفنان الكسندر بارد كمنتج ومحاور وسياسي وموسيقي معروف كما يرد اسم الشاعر اندش لوكو كشخصية ادبية عمل في الصحافة الثقافية وكتابة السيناريو واصد العديد من الدواوين كما حصل على جوائز مختلفة . وهناك اسماء برلمانية غير معروفة في الوسط الثقافي من تحالف اليمين والأحزاب الأخرى كانوا قد اسهموا في عمل اللجان الثقافية البرلمانية او ترأسوا عملها لكنهم بالنسبة للعديد من المثقفين السويديين لايمثلون شيئا.
وقد سخر بعض الفنانين من فرقة البوب السويدية " سولن – الشمس " قائلين " المهم في من يأتي ان يفهم معنى الأبداع الفني وليس كما فعلت الوزيرة السابقة التي " اهتمت بالفن ولم تهتم بالدجاج " وفي ذلك اشارة الى البيروقراطية وعدم الإهتمام بالنشاط الثقافي في الفترة السابقة . واسهم المؤلف الموسيقي ماغنوس بونسكوغ في نقد سياسة التثمير المالي التي مثلتها الوزيرة السابقة قائلا " المطلوب الآن لإدارة الثقافة الشخص الذي يعرف كيف يقرأ الميدان وله علاقة بعالم الثقافة وليس بعالم البيع والشراء !!"
وكتبت الصحفية آنا بيري هولتز خلاصة مهمة لكل الحوارات الثقافية قائلة ً " نريد وزيرا للثقافة يتفهم بعمق التنوع الثقافي في بلادنا ويتيح فرصا اوفر لتعدد النشاطات واختلافها وخصوصيتها ولا نريد اداريا يجلس في مكتبه بعيدا عن الميدان الثقافي ".
ومع احتدام الحوار السياسي في الشارع السويدي الذي يمثل قلقا حقيقيا حول ما سيؤول اليه مستقبل السياسة في السويد فأن الحوار الثقافي يعتبر واحدا من ابواب التعبير عن ذلك القلق ولكن بلغة اخرى وعبر اسئلة فنية وثقافية خاصة.
فاروق سلوم
farouq@alkompis.com