ضمن البرنامج الثقافي المرافق للدورة الثانية لمعرض كوبنهاغن للكتاب العربي 2020 والذي تنظمه شركة نوردك ديجيتال وورلد السويدية بالتعاون مع دار لوسيل للنشر والتوزيع، وبرعاية إعلامية من مؤسسة الكومبس الإعلامية، تشارك المكتبة الملكية في السويد National Library of Sweden المكتبة العالمية Världens Biblotek بندوة بعنوان “دور المكتبات العامة في تعزيز حضور اللغة العربية – المكتبات السويدية نموذجاً”.
حيث يشارك في الندوة كل من عبد اللطيف حاج محمد عضو مجلس إدارة جمعية المكتبات السويدية، وفاطمة الملقي أمينة المكتبة الملكية في السويد، ويحاورهما الإعلامي علي الإبراهيم.
وقال الصحفي عبد اللطيف حاج محمد، عن مشاركته كممثل عن جمعية المكتبات السويدية إن جزء من رؤية جمعية المكتبات السويدية هو المشاركة في معارض الكتاب المحلية و الوطنية و الدولية، لتقديم رؤية السويد حول دور المكتبات العامة في إحداث التغيير المطلوب على أساس إعلان الأمم المتحدة لحقوق الأنسان، و أجندة التنمية المستدامة لعام 2030 التي تتضمن هدفاً خاصاً يشجع على إقامة مجتمعات مسالمة لا يُهمش فيها أحد من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وإتاحة إمكانية لجوء الجميع إلى القضاء، وبناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع على جميع المستويات
بالإضافة إلى الاعتراف بالتداول الحر للمعلومات وإدراجه ضمن ُ أهداف التنمية المستدامة، تحت الهدف 16الذي يتعلق بكفالة وصول الجمهور إلى المعلومات للتشريعات وحماية الحريات الأساسية.
وأضاف ان المشاركة في معرض كوبنهاغن للكتاب العربي هي فرصة جيدة ومميزة للحديث مع المهتمين بالشأن الثقافي في العالم العربي، مع أمناء المكتبات والمشتغلين في قطاع النشر والترجمة. بالإضافة إلى الجالية الناطقة باللغة العربية في الدول الإسكندنافية. والهدف من ذلك هو تعريفهم بدور المكتبات في إنجاز عملية التغيير، باعتبارنا قوة ضغط على السياسيين وصانعي القرار.
كذلك، ننظر بإيجابية إلى معارض الكتاب العربي التي تنظم في المنطقة، باعتبارها مؤشر جيد على حدوث تحول في العادات الثقافية لدى المهاجرين واللاجئين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يذكر أن عبد اللطيف هو الشخص الأول من خارج الدول الإسكندنافية الذي استطاع شغل هذا المنصب.
فيما تشارك “فاطمة الملقي” أمينة المكتبة من قسم الأنشطة العامة – وحدة بناء المعرفة، وذلك للحديث حول دور المكتبات العامة في أوروبا في تعزيز حضور الكتب العربية الأمر الذي ينعكس على حضور اللغة العربية في الحياة العامة السويدية.
وبدورها تقول فاطمة الملقي إن المكتبة الملكية (KB) هي سلطة تابعة للدولة والمكتبة الوطنية السويدية. مهمتنا هي جمع وحفظ وإتاحة كل ما يتم نشره في السويد – من المخطوطات والكتب والمجلات إلى الموسيقى والبرامج التلفزيونية والصور.
منوهة إلى أن للمكتبة تاريخ في حفظ وأرشفة وإتاحة المعلومات والكتب يعود إلى أكثر من ألف عام إلى الوراء وينمو كل يوم، ليس في اللغة السويدية فقط، حيث يوجد لدينا مكتبة بحثية في العلوم الاجتماعية والإنسانية. لهذا السبب لدينا أيضًا أدبًا بعدد من اللغات المختلفة حول مواضيع مثل التاريخ وعلم الاجتماع والفن.
وأضافت الملقي أن المكتبة تقوم بجمع المواد الأجنبية ذات الصلة باللغة السويدية. وهذا يعني الكتب المترجمة، ولكن أيضًا، على سبيل المثال، ألعاب لمؤلفين ومصممين سويديين وأفلام عن السويد
وأنه من بين أشياء أخرى، تنتج المكتبة الوطنية إحصاءات المكتبات الرسمية في السويد، والتي تقدم حقائق عن المكتبات في جميع أنحاء البلاد. نقوم أيضًا بتنسيق العمل لأجل الوصول المفتوح إلى المنشورات العلمية. الهدف هو أن تكون نتائج الأبحاث الممولة من الضرائب مجانية في القراءة والتنزيل والتوزيع.
بالإضافة إلى ذلك، تدير المكتبة وتطور كتالوج المكتبة الوطنية Libris. يحتوي على عشرة ملايين عنوان – كتب ومجلات وصور – من حوالي 500 مكتبة سويدية.
فيما شددت الملقي على أن معظم زوار المكتبة هم طلاب وباحثون، ولكن الجميع مرحب بهم هنا. ومع ذلك، يجب أن يكون عمرك أكثر من 18 عامًا للحصول على بطاقة المكتبة. تحتاج إلى طلب معظم المواد الخاصة بنا مقدمًا والدراسة في الموقع داخل المكتبة. من ناحية أخرى، يمكن استعارة العديد من كتبنا الأجنبية في المنزل. إذا لم تكن مسجلاً في السويد، تنطبق قواعد خاصة على الإعارة إلى المسكن.
كما أشارت الملقي إلى مشروع المكتبة العالمية وهي خدمة رقمية. توفر كتبًا إلكترونية وكتبًا صوتية بلغات أخرى غير السويدية. حيث يمكنك التسجيل عن طريق عنوان بريدك الإلكتروني الخاص بك. سجل الدخول للقراءة والاستماع. عندما تريد، بقدر ما تريد.
مشيرة إلى أن الغرض من المكتبة العالمية هو تشجيع القراءة والمعرفة حتى يتمكن الجميع من العمل في المجتمع وفقًا لشروطهم الخاصة. وفقًا لقانون اللغة، لكل شخص الحق في تعلم لغاتهم وتطوير لغتهم. لكل فرد أيضًا الحق في إظهار لغته وهوياته الثقافية وتقديرها.
ونوهت الملقي إلى هذه الخدمة جزء من المكتبات في السويد، وهي ممولة من أموال الضرائب وبالتالي فهي مجانية الاستخدام.
من جانبه أكد علاء البرغوثي مدير معرض الكتاب العربي في أوروبا أن هذه المحاضرة ضمن سلسلة من المحاضرات الثقافية والفنية التي ينظمها معرض كوبنهاغن للكتاب العربي 2020 بدورته الثانية، والتي تعقد برعاية إعلامية من شبكة الكومبس السويدية، ورعاية رقمية من منصة أرابيسكابازار، حيث يسعى المنظمون بأن تكون معارض الكتاب العربي في أوروبا منصة لتبادل الأفكار والخبرات بين الشرق والغرب.
وشدد البرغوثي على أهمية دور معارض الكتاب العربي في أوروبا بتفعيل ثقافة الحوار ودعم وتعزيز الحوار بين الشرق والغرب، بما في ذلك من ضمان تحقيق قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتقبل الآخر، بالإضافة إلى تعزيز الاندماج الإيجابي للقادمين الجديد في المجتمعات الأوروبية، ونوّه إلى أهمية البرامج الثقافية في معارض الكتاب خاصة بغناها وتنوعها من حيث الضيوف الذين يمثلون طيف واسع من الأفكار والمناطق الجغرافية الأمر الذي يعزز الحوار وتبادل الأفكار، والأمر الذي يؤكد على أهمية هكذا أنشطة في مكافحة التطرف والعنف عبر تبني الثقافة والكتاب كلغة للحوار.
الجدير بالذكر أن معرض فعاليات الدورة الثانية من معرض كوبنهاغن كانت قد انطلقت في الخامس من أكتوبر بمشاركة دور نشر عربية من أوروبا وتركيا والمغرب والعراق ودول الخليج العربي، فيما تم عقد العديد من الندوات الفكرية والفنية بحضور قامات أدبية من مختلف دول العالم العربي وأوروبا، فيما ستستمر حتى العشرين من شهر أكتوبر الجاري.