دار الحمرا للنشر: عشرون عاماً من الجهد الثقافي والترجمة في السويد

: 2/20/14, 2:04 PM
Updated: 2/20/14, 2:04 PM

الكومبس – خاص: دار الحمرا للنشر في مدينة فورولوند بمقاطعة سكونه السويدية، مثالٌ للمطاولة الحضارية في ترسيخ تفاعل الثقافات عبر الترجمة والنشر. هي حكاية وجود صعب، وقصة جدل حضور في الغربة، ترويها سيرة روائي ومترجم وناشر لبناني مصري سويدي اسمه هشام بحري.

الكومبس – خاص: دار الحمرا للنشر Alhambra förlag في مدينة فورولوند بمقاطعة سكونه السويدية، مثالٌ للمطاولة الحضارية في ترسيخ تفاعل الثقافات عبر الترجمة والنشر. هي حكاية وجود صعب، وقصة جدل حضور في الغربة، ترويها سيرة روائي ومترجم وناشر لبناني مصري سويدي اسمه هشام بحري.

ولد في لبنان عام 1954 من اب مصري وام لبنانية وكان يقضي سنوات عمر طفولته بين لبنان ومصر حتى استقر في صباه بالقاهره. كان والده يعمل في جريدة الأهرام يومذاك، وكان الصبي هشام بحري قارئا نهما ومتطلعا منذ وقت مبكر. وتحت وطأة الظروف هناك، احسّ هشام بحري في شبابه ان بلدان الشرق لاتستطيع ان تستجيب لطموح الشباب واحلامهم بسبب الأزمات والحروب والمشاكل الكبرى التي تعصف بالمنطقة، فأنتقل الى بيروت ثم باريس حتى وصل السويد عام 1976.

عمل في مختلف المهن الصعبة في الغابات شمال السويد لكنه بعد خمسة اعوام من العمل الشاق قرر الإنتقال الى الجنوب ودراسة علوم اللغة في جامعة لوند في الثمانينات من القرن الماضي. وهناك تعرف على زوجته الطالبة استريد اريكسون التي شاركته الدراسة والإهتمام باللغات والترجمة ونقل الأعمال الأدبية الى السويدية. وحين اراد نشر روايته الأولى بالسويدية عام 1982 واجه صعوبات شتى من اكثر من 12 دار نشر سويدية، حتى وجد ناشراً في مدينته اعجب بالعمل وقرر نشرها له، وحين صدرت وتم تداولها وتقييمه، قرر هشام بحري ان يؤسس دار نشر خاصة به تستجيب لطموحه الثقافي، بمساندة زوجته واهتماماتها بالترجمة والأداب العربية والعالمية.

هكذا ولدت دار الهامبرا او الحمراء تيمنا بأسم قصر الحمراء في الأندلس، ومن هنا بدأت السيرة الهادئة للعمل. يقول هشام لـ " ثقافة الكومبس " : " بإختصار شديد هي حكاية 250 كتاباً اصدرناهم خلال عشرين عاماً من الكد والإصرار. أنا وعائلتي المكونة من زوجتي وابنائي الثلاثة نمثل نظاما لهذا الإهتمام".

1926993_10152204784919557_1758391107_n.jpg

الحق – والكلام لهشام – كنا نواجه صعوبات اول الأمر لكن اصرارنا اكبر، وانا ادعي او اظن ان دارنا هي التي قدمت نجيب محفوظ الى السكرتارية الدائمة للجنة جائزة نوبل حين اهديناهم اول ثلاث روايات ترجمناها الى السويدية، وبعدها توطدت العلاقة بلجنة نوبل التي حاولت اكثر من مرة ان تساعد دارنا عبر دعوة القراء والمواطنين الى دعم الدار في واحدة من لحظات قاربت على الأنهيار، لكننا واصلنا الجهد بالأنفتاح على الثقافة الأخرى في الهند والصين وامريكا اللاتينية والشرق الأوسط .. كتب الثقافة العربية المترجمة والمطبوعة في برنامجنا تشكل نسبة 30% من انتاجنا والبقية لثقافات العالم".

زوجة هشام بحري السيدة استريد اريكسون ترجمت ديوان ادونيس وهي تحلم ان ينال هذا الشاعر والمفكر جائزة نوبل يوماً .. ولذك تترجم له كتابا آخر هو : "في الشعرية العربية" وهناك العديد من كتب التاريخ والمذكرات والأدب والنقد تقدمه دار الحمرا بالسويدية من اجل حوار حضاري دائم بين الثقافة العربية وانتاجاتها وبين ثقافة دول الشمال الأسكندنافي.

فاروق سلوم

الحقوق محفوظة: عند النقل أو الاستخدام يرجى ذكر المصدر

الكومبس © 2023. All rights reserved