رسائل من الجنة
الكومبس – ثقافة: فوق شاطئ القدر .. ذاك الشاطئ الذي يلثم قلب إيلان .. إيلان والآلاف من الأطفال في العالم يلثمهم فم الموت دون أن ينتبه الكبار لإشارات الاستفهام على أصابعهم الوردية .
ترى كم طفلاً ينصت لقبلات الموت القاسية؟ كم طفلاً ستبتلعه العتمة ؟
ترى هل كان إيلان جائعاً؟ أم خائفاً ؟ هل كان خائفاً من العتمة أم من كمية المياه التي تتسرب إلى رئتيه الغضتين؟
هل كان حزيناً لأنه لن يتعرف على أطفال جدد ومدرسة جديدة وحديقة نظيفة تتطاير فيها فراشات مرحة؟
هل تخيل بأنه يلعب لعبة الغميضة وأن العالم لن تخذل قلبه المفعم بالبراءة؟
ترى هل كان حزيناً لأنه سيمسك يد المسيح ويتعلم منه كيف يجذب ألالام ضحايا الحرب، لتعلق روحه راية فوق جبين الانسانية؟
كفه الصغيرة تغازل عصافير بعيدة ، هل هي عصافير، أم أرواح أطفال تركوا هذا العالم الحزين دون إرادتهم؟
ترى كم طفلاً يحلق فوق كتف الجنة ولم يكن حفنة من الأسئلة؟
” لماذا نموت دون أن نفهم لعبة الكبار؟”
“وما ذنبي إذا ولدت عربياً، أو كردياً، أو مسيحياً، أو من ديانة مختلفة.. ثقافة مختلفة ؟”
“لماذا لا يفهم الكبار بأنهم تحدثوا لسنوات كثيرة والان عليهم أن ينصتوا لحفيف الموت الذي يحتضن أجسادنا الغضة؟”
” لم يبقى مكان في الجنة بسببنا، افهموا يا عالم لا ذنب لنا في لعبة الكراهية التي تمارسونها “
” لم يبقى وقت حتى لنترك رسائل لطيفة إلى الله ونطلب منه أن يمسح الغبار العالق فوق أهدابنا المتعبة”
” لم يبقى شيئ يا عالم..يوماً ما حين ننتقل جميعاً إلى السماء ، لن يبقى سوى صراخكم وأسلحتكم وغبار كراهيتكم، حينها ستشيخ كراهيتكم وتتقيؤون كل هذا الدمار الذي بداخلكم، لكن في تلك اللحظة لن تجدونا ، لن تجدوا طفلاً واحداً يصفق لكم ، سيزدهر العالم بمقابر الأطفال، ستختفي المدراس والحدائق والمثلجات وقوس قزح وبابا نويل ولن يكون هناك سوى صدى العتمة من حولكم”.
بقلم: أمينة بريمكو