ستوكهولم: مسرحية “إكس” تستعرض تاريخ العنصرية في السويد

المسرحية تتناول قضية العنصرية في السويد عبر التاريخ وحتى يومنا هذا، وهي من إخراج فارناز اربابي، تتحدث عن تاريخ العبودية وشراء العبيد في مستعمرة S:t Barthélemy السويدية غرب الهند، والتي كانت تابعة لمملكة السويد حتى عام 1840.

تناقش المسرحية مسألة أن السويد كانت دولة استعمارية في الماضي، على الرغم من سياستها المعادية للعنصرية في الوقت الحالي، وتميزها بأنها لا تدعم الأعمال العنصرية.

وتستعرض كاتبة ومخرجة مسرحية X تاريخ العنصرية المفصل في السويد، ويتأرجح العرض المسرحي بين الوعظ والتشكيل.

وتركزت محاور سيناريو المسرحية على الرغبة بمعرفة التاريخ، والانفتاح السياسي والتسامح، وتميز نصها بأدائه مهمة تنوير الجمهور وليس التلقين، وبالتالي فإن المسرحية تعتبر درساً في التاريخ للراغبين بالإطلاع على الأحداث التاريخية الهامة.

وعلى الرغم من أن X ناقشت قضايا صعبة ومحرجة وشائكة، إلا أن طريقة طرح فكرة المسرحية تميزت بالذكاء، حيث اعتمدت المخرجة على العنصر الجماعي، مستخدمةً مشهد الغرفة الواسعة، ومن خلال التكرار الصوتي وصدى العبارات، صورت المخرجة الاعتداءات العنصرية المتسمة بالسذاجة اليومية، عن طريق ترديد عبارات تدل على العنصرية عند التحدث مع المهاجرين الأجانب، مثل عبارة “من أين جئت، وما هو البلد الذي قدمت منه”.

استطاعت المسرحية أن تسلط الضوء على تعقيدات التاريخ السويدي الاستعماري واستعباد الناس وتقسيمهم والتعدي على حقوقهم بدون رحمة، واستغلال البلاد المستعمرة من قبل السويد، كما تضمنت المسرحية استعراض الجروح العميقة والمؤلمة للعنصرية المتمثلة بإلغاء الآخر وعدم تقبل وجوده.

مسرحية X مثلت وجهة نظر الأشخاص الذين يملكون مخاوف وقلق متزايد نتيجة التغييرات الحاصلة في العالم، وانتشار المفاهيم الإنسانية غير المألوفة التي سادها الظلام والحزن، والمعاناة الناتجة عن الصراعات الدموية الدائرة حالياً في أكثر من بقعة بالعالم، ولذلك فإنها طرحت سؤال: كيف نعيش مع بعضنا البعض.

المسرحية من إخراج فارناز أربابي، وكتابة كل من فارناز أربابي، وديمن عبدالله، وإريك أودينبيري، ومولي أودينبيري، وتمثيل عدد من الفنانين أهمهم أنجيليكا بريك، وأردالان إسماعيلي، وبيانكا كروزيرو وغيرهم.