الكومبس – ثقافة: يستلهم الروائي السويدي يون ايفيد لندكفيست John Ajvid Lindqvist اجواء روايته الأخيرة " شواطيء السماء " الصادرة عن دار Ordfront Förlag، من اجواء حادثة اغتيال " اولف بالمة " رئيس وزراء السويد الأسبق حيث يقتبس من الروايات المتعددة لحادث الإغتيال الغموض الذي لم يكتشف سره بعد والذي احاط بالحدث حتى الآن برغم تعدد الشهود وتكرار التحقيق في الجريمة .
يختار الروائي لقصته ثمانية اشخاص غامضين يقضون استراحتهم في مخيم " سالودين " حيث السماء زرقاء بعمق وهي تلامس اطراف مياه البحيرة . العشب الأخضر والسكون وطنين البعوض حول كاس النبيذ الأحمر البلاستيكي ورائحة الشواء . وثمة طفلين وكلب صغير ساكن .
تلك هي اجواء الرواية اول السرد لكنها تنقلب في اليوم التالي الى جحيم حيث لايعرف اي حدث هائل من السخط والخراب دمر كل شيء في المخيم وحتى العشب الأخضر لم يعد هناك . وقد ارتسمت صورة صراع الأشخاص في غيابهم وحضورهم في المشهد لتزيد المشهد غموضا .
يشتق الروائي رموزه من ثمانية اشخاص كان الأتهام قد اشار الى وجودهم في قضية اغتيال السياسي . ولكنه في معيار النقد يغمز من قناة الثمانية الكبار الذين يديرون العالم كما لو ان الكاتب يشير الى عالم روائي اكبر.
اجواء الرواية التي تحيل كل الحاضر الى الماضي وتسرد بشكل متواز تداعيات الأشخاص وذكرياتهم وتصرفاتهم وجدلهم حول جرائم غامضة واحداث عنيفة ،بحيث تتحول تلك الرواية الى صراع بقاء داخل المجتمع واحتدام المواجهة حيث يختار البعض طريق الخير والحياة السوية بينما يختار اخرون طريق الشر .
وفي النهاية يعالج يون ايفيد لنكفيست قضية الإنقسام او بقاء المجتمع موحدا امام خيارات صعبة تبدأ بصراع الأشخاص وتنتهي بصراعات جماعية يجد الكاتب فيها حالات الى الحاضر الذي يعيشه المجتمع سياسيا وانسانيا .