غرام الأفاعي
الكومبس – ثقافة: غرام الأفاعي
الأول
يلدغك ويعطيك الترياق يلف كل جسمه حول رقبتك بغرض حمايتك ولكنه فى نفس الوقت تجده يهشم عظامك
حتى وان كان في الجهاد ..
يعطيك آيه من القرآن الكريم لتضحي بنفسك من أجل الوطن
وفى نفس الوقت يعطيك آيه أخرى من القرآن الكريم لقتل أخيك ..
كلامه معسول حين يتحدث يسري فى دمك حديثه .. يجعلك تلبس الحزام وأنت سعيد وتذهب الي غير رجعة.. ويأتى غيرك وغيرك وتنتهي مرحلة العدو ..
وحين يتمكن من الكرسي يتحول بسرعة البرق ليجند آخرون لحماية هذا الكرسي بآيات مختلفة يفسرها كل حسب تفسيره
فى البداية يلبث دور المعارض .. يستخدم كل مفردات اللغة.. الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة لتشويه الطرف الآخر
ولا يبخل عليك أن يصفك بالكفر ويرسم لك نهايه طريقك
جهنم وبئس المصير ..
كل هذا من أجل الكرسي ودائما يرددها أمامك وأمام الجميع
لا نريد مناصب نحن ندافع عنك وعن مصالحك أيها المواطن ..
الثاني
لديه من الشعارات والخطب الحماسية ما تجعلك
فى لحظة واحدة ثائر من الدرجة الأولى يقلب نهارك ليل وليك نهار ..
يعطيك من الأحلام والألقاب ما يجعلك رافض الآخرون وفى برهة من زمن تصبح قائد ولديك عناصر تأمر وتنهى وتسمع مديحا يفوق مديح عنتره وكلام معسول مغشوش منمق حتى أن قائله لا يعرف معناه
أسوأ مديح سمعته فى حياتي
عندما يقول الجندي لقائده يا تاج راسي او يا معلمي وكأنه في سوق خضار ..
الثالث
هناك طرف آخر يطلق على نفسه المستقل
وهذا الفريق يلعب فى منطقة الوسط دائما تجد الكرة معه ولكن يخيل لك أنه متعاون مع الطرفين ..
هذا الطرف وجد لينهش ويهبش ما يستطيع من الطرفين
هذا الطرف لا يهش ولا ينش ومواقفه غريبة أحيانا يميل الى اليمين وأحيانا الى اليسار وينتظر الفرصة لخطف الكرسي من الطرفين
هذا الطرف دائما يجمع صفوة المجتمع من أصحاب الأعمال
وما يطلق عليهم لقب المثقفيين كلامهم مثل البلسم ..
هذه هى حالة الأحزاب في عالمنا العربى
الكرسي وحمايته والشعب يأتي في المرتبة الاخيرة
اما الشعب حالتة تصعب على الكافر
شعب مقسم بينهم
منهم من انضم من أجل هدف وضاع تحقيقه
ومنهم من انضم من أجل وظيفة
ومنهم من انضم من أجل صفقه ما
ومنهم من انضم من أجل اللعب بالسلاح
ومنهم من انضم وهو لايعلم لماذا
وفى كل الاحوال دائما الخاسر هو الشعب والرابح هى الأحزاب
وللكلام باقية مادام فى العمر باقيه
ويحيا الشعب وكله باسم الشعب
بقلم: محمود شينيو
mahmoudshnino@hotmail.com
* المقال يعبّر عن رأي كاتبه، وليس رأي الكومبس.
الحقوق محفوظة: عند النقل أو الاستخدام يرجى ذكر المصدر