الكومبس- ثقافة: الأدب يكشف السياسة، تلك هي العبارة التي يمكن ان يقولها القاريء وهو يتصفح بعض الكتب التي صدرت حديثا في موسم انتخابات البرلمان الأوربي التي تجري مطلع الأسبوع القادم في الخامس والعشرين من مايو ايار الحالي 2014.
الكومبس- ثقافة: الأدب يكشف السياسة، تلك هي العبارة التي يمكن ان يقولها القاريء وهو يتصفح بعض الكتب التي صدرت حديثا في موسم انتخابات البرلمان الأوربي التي تجري مطلع الأسبوع القادم في الخامس والعشرين من مايو ايار الحالي 2014.
وقد صدر بالتزامن في كل من ستوكهولم وبروكسيل كتاب جديد للكاتب والصحفي السويدي
Olle Nygårds
وهو يتقصى حركة السياسة والأقتصاد واثرهما في مسار الأنتخابات الأوربية . ويلقي الضوء على عمل جماعات الضغط واللوبيات الكبيرة في دول المجموعة الأوربية وفي بروكسيل عاصمة الأتحاد الأوربي ،وتاثيراتهما في مسار العملية السياسية وحركة المصالح الكبيرة والكتاب بعنوان
Lobbymakt i EU
حيث يتعقب الكاتب والصحفي السويدي مؤلف الكتاب حركة المجموعات السياسية والأحزاب الكبيرة وعلاقاتها مع اصحاب المصالح الكبرى وهي تقترب وتحشد الجهود والأموال بغية تكوين مجموعات ضاغطة تقود نحو اختيار مرشحيهم.
ويقول اوله نيغوردس في كتابه " قوة اللوبي في الأتحاد الأوربي " :
" ان مجموعات الضغط تجاوزت 25 الف مجموعة ولوبي مؤثر، ولذلك فهي تدفع اموالا طائلة لتحقق رأيا عاما عبر وسائل الأعلام وعبر التهيئة النفسية للناخب في دول الأتحاد الأوربي بطرق مختلفة وغالبا تشوب الخطاب في وسائل الأتصال درجات مختلفة من الأغراء والترغيب "
ويواصل الكاتب كشفه قائلا " ان المجموعات الكبرى لشركات متعددة الجنسية ترتبط مصالحها بملايين الناس وتعرف ان هذه الأنتخابات تخص 500 الى 600 مليون انسان في مرحلة عمرية تسمح له بالأنتخاب والتاثير ولذلك هناك اموالا وميزانيات استثنائية تصرف لدعم المرشحين ذوي الميول اليمينية التي تؤمن ان لهذه الشركات الحق في التأثير والعمل والبقاء "
ويتابع تحديد الحقائق الرقمية الأخرى حين يقول" هناك فضائح كثيرة في سلوك الناخبين الذين يظهرون امام الناخب في منتهى النقاء والأنسانية بينما تختفي ورائهم رساميل غير نظيفة …و لما كان عمل اللوبيات يرتبط بالشركات الرأسمالية الكبرى ولذلك فهو عمل ينطوي على فضائح كثيرة اذا عرفنا انهم يدفعون لبعض رجال الأعلام والصحافة من 30000 الى 50000 يورو لقاء الخدمات الترويجية وتشكيل راي ضاغط لصالح تلك المجموعات ومرشحيهم "
وتناول الكاتب في فصول كتابه حركة احزاب اليسار وهي تشكل مجموعاتها الخاصة للتوجيه والضغط ولم يعف ِ الكاتب هذه المجموعات من الترويج لأهدافها عبر اغراءات مادية وعلاقات عامة ورؤوس اموال تخصص من خلال الأفراد والشركات التي تميل الى انتهاج سياسة اقتصادية كما تقترحها احزاب اليسار المختلفة .
وحين وجه للكاتب السؤال عن علاقة السياسة بالأدب قال " انهما عنصران جدليان لاينفصلان وذلك ان الأدب السياسي هوضوء استثنائي كاشف لخبايا السياسة ".
وتبدو لي قراءة هذا الكتاب الذي يقع في 279 صفحة هي محاولة لتقصي اجابات اساسية حول خصائص هذه الأنتخابات التي شكلت فيها جماعات الضغط وجودا مؤثرا في أكثر من عاصمة اوربية وفي بروكسل بالذات عاصمة الأتحاد الأوربي .
وتبدو ان أنشطة كسب التأييد في السنوات الأخيرة قدتصاعدت مع تصاعد المصالح المالية والأقتصادية التي تحرك السياسة في العالم وفي الأتحاد الأوربي .
بعض اللوبيات احست انها فقدت القدرة على التأثير على السياسيين مباشرة السياسيين ولذلك انتهجت طريق التأثيرات المختلفة من خلال مؤسسات الفكر والرأي ومنظمات المناصرة و جماعات المصالح القوية .
"قوة اللوبي في دول الأتحاد الأوربي" هو الكتاب الذي يلقي نظرة ثاقبة على الحقائق الكبرى وعلى القوة الخفية التي تشكل الرأي العام وترسم مستقبل الأنتخابات الأوربية: جماعات الضغط .. وادوارها المختلفة وسط عاصفة الديموقراطية الأوربية..
فاروق سلوم