لارش نورين : سبعون عاما من الإبداع
الكومبس – ثقافة: احتفل الفنانون السويديون ببلوغ الفنان المسرحي والشاعر والروائي لارش نورين سن السبعين وهو في اوج عطائه .
وبالرغم من انه اختار الإقامة في برلين اخيرا و لأسباب متعدده، الا انه لا ينفك في كتاباته ومسرحياته ونصوصه يعبر عن اشتباك جدلي بين العلاقات العامة وعلاقات العائلة في حياة البشر .
منذ مجموعته الشعرية الأولى عام 1960 والمعنونه " زنابق وثلج " وهو يثابر على الكتابة والأخراج والتأليف دون توقف حتى ان اصدقائه يسمونه مجازا " الآلة الكاتبة " تندرا على انكبابه على الكتابة طوال الوقت .. حيث يبتسم نورين قائلا لآصدقائه في كل مرة " الكتابة افضل من النكته السمجة تلك " ..
وبالأمس احتفى به التلفزيون السويدي بتقديم فلم المخرجة " اليزابيث اوسبرنك" الذي انتجته عام 2004 ويضم حوارات مع لارش نورين حول فضائع الحرب العالمية الثانية والنازية من خلال مناقشة الاثار التي تركتها عليه قراءته لكتاب " هل ذلك انسان ؟ " لمؤلفه الأيطالي " بريمو ليفز " الذي كان سجينا في اوسفتش .
وفي الفلم الوثائقي الذي حمل عنوان " احاول ان لا افهم" يدين لارس نورين الفظاعات التي ترتكب بحق الإنسان .. حتى ينتهي الفلم بزيارة لصديقه "جان صاموئيل" السجين السابق والذي مثل شاهدا على الماضي المأساوي للتاريخ الأنساني .
انجز لارس نورين 100 مسرحية وصدر له مجلدان كبيران يقعان في الفي صفحة في هذه المناسبة، يقول عنها "لارش رنغ" احد النقاد المسرحيين " ان هذين المجلدين بحجمهما الأنجيلي الضخم يعبران عن تأثيرات لارش نورين فينا نحن ابناء جيل الخمسينات والستينات . فقد كان بالنسبة الينا هو " سترنيري " عصرنا " في اشارة من الناقد الى الفنان السويدي اوغست سترنبيري 1849-1912 والذي كان مبدعاكبيرا وله تأثير عالمي في المسرح"
ويختتم الناقد مقالته بالقول " ان لارش نورين وهو – سترنيري عصرنا الحاضر – ومع بلوغه السبعين لايتوقف عن مواصلة ادهاشنا "
ولد لارش نورين في ستوكهولم عام 1944 ونشأ في سكونه ، وعمل على المسرح السويدي في مدن عديدة ولكن تأثيره الأكثر وضوحا كان من خلال اعماله على مسرح الشعب في يوتوبوري للفترة 2009 -2012. وماتزال اعماله المسرحية تقدم بمناهج اخراجية مختلفة برغم واقعيتها التي تمثل اسلوب نورين في الكتابة والأخراج..
يعتبر لارش لورين واحد من الأعمدة الفنية السويدية الى جانب اوغست سترنبيري وانجمار بيرغمان.