ندوة حوارية في مالمو حول دور المثقف العراقي في تشكيل الهوية الوطنية

: 4/10/16, 1:13 PM
Updated: 4/10/16, 1:13 PM
ندوة حوارية في مالمو حول دور المثقف العراقي في تشكيل الهوية الوطنية

الكومبس – ثقافة: نظمت الجمعية الثقافية العراقية في مالمو ندوة حوارية مساء يوم الجمعة الماضي، استضافت فيها الكاتب والإعلامي العراقي عماد جاسم، وناقشت دور المثقف في تشكيل الهوية الوطنية لأفراد المجتمع والسعي إلى ترسيخ هذا المفهوم، والابتعاد عن الهويات الطائفية والعرقية، التي تهدد النسيج المجتمعي والثقافي للبلدان.

12965971_2012160682342560_1282430569_n

وقدم الإعلامي عماد جاسم القادم من العراق دراسة اكاديمية تفصيلية بهذا الشأن، وضح فيها دور المثقف العراقي في عملية التصدي للأزمات المجتمعية والثقافية، وكذلك دوره في تشكيل هوية وطنية عابرة للطوائف والأحزاب والقوميات، بالإضافة إلى مفهوم فكرة مثقف الداخل والخارج، وأهمية التواصل بينهما للخروج بمشتركات ثقافية واحدة، وشهدت الأمسية أيضاً عرض فيلم سينمائي عن أحد التجارب الثقافية الناجحة في العراق وهو من كتابة الإعلامي عماد جاسم.

عماد جاسم
عماد جاسم

وأكد الكاتب والإعلامي عماد جاسم ان عنوان الندوة كان مهماً جداً وهو يشغل بال وفكر العديد من المثقفين حول دور المثقف العراقي في تشكيل الهوية الوطنية، هناك مخاطر جمة يعاني منها المجتمع العراقي في وجود ونشوء العديد من الهويات الفرعية التي أثرت على الهوية الوطنية ومع اعتزازنا بتعدد الانتماءات إلا أن هذا التأثير بات كبيراً وبات الفرد العراقي يحتمي من كل المخاطر بانتمائه إلى هويات عشائرية وقومية ودينة وطائفية حتى اختفت وتلاشت فكر الوطن التي تؤسس إلى فكرة العدالة والمجتمع لذلك هذه الندوات والدراسات هي دراسات أكاديمية وأيضاً دراسات بحثية قمنا بها وحاولنا أن نكتب أوراق وهذه الدراسة أيضا حاولت أن أنظمها هنا في السويد من أجل تعريف النخب الثقافية في السويد بأهمية حراك المثقف العراقي في إثبات دوره لتعزيز الهوية الوطنية العراقية، ويضيف جاسم أن تسميات مثقف الداخل والخارج ظهرت بعد عام 2003 بقوة بفعل وجود الميديا الحديثة وتلاشت هذه الفكرة وهذه التسميات والحيثيات حتى أصبح مثقف الخارج فاعل أساسي في تحفيز الجماهير والحساسية بدأت تنخفض، لأن مثقف الخارج الآن لم يعد فقط مثقفاً مهتماً بانشغاله في بلده بل لديه وطن كبير في العراق فأنا ضد هذه التسميات لأنه لم يعد هناك مثقف داخل ومثقف خارج وإن كان هناك مثقف خارج فأنا ادعو أن يدخل بمشروعه الثقافي إلى الداخل.

عصام ميزر
عصام ميزر

بدوره قال عصام ميزر رئيس الجمعية الثقافية العراقية للكومبس إن الأمسية كانت من الأماسي الجميلة عن دور المثقف في تشكيل الهوية الوطنية ودوره الآن في الحراك الجماهيري، وعن التواصل بين مثقفي الداخل والخارج وكيف استطاعت الهويات الفرعية والطائفية والقومية في غفلة من الزمن أن تتغلب على الهوية الوطنية، التي نحن بأمس الحاجة لها في مواجهة الأزمات التي تحيط بالبلد، والأمسية كانت محاولة لإثارة أسئلة، حتى نعيد من خلالها ألق الهوية الوطنية والتركيز على أهميتها في هذه الظروف العصيبة، وتفاعل الحاضرين كان جيد، كما أن الكثير من الزملاء لم يسعفهم الوقت لطرح الاسئلة والاستفسارات بسبب ضيق الوقت وكانت الاسئلة تتضمن استفسارات لفهم صورة الوضع السياسي والثقافي في العراق، وهذا الموضوع هو جريء وسوف نناقشه في مرات أخرى مقبلة.

كريم رشيد
كريم رشيد

أما الفنانفيرى أن محاضرة الأستاذ عماد جاسم في موضوع المثقف العراقي والهوية الوطنية بالحقيقة كشف لنا الكثير من الزيف والادعاء والمراوغة التي يمارسها أناس يمتهنون الثقافة لكنهم في الحقيقة يسيئون إلى دور المثقف في المجتمع وهي أيضا كشف لما حصل في السنوات الأخيرة من تدهور وارتداد في مفهوم الثقافة ودورها في المجتمع ووضع كثير من الضوء على ما حصل من نفاق ومن نرويج للأفكار السياسية والأفكار المذهبية وللعمل السياسي المضطرب والذي يسوده الكثير من الفساد الآن ومدى خطورة أن يكون المثقف جزء من الترويج لهذا النظام السياسي المتدهور وهذا ما أراد الأستاذ عماد جاسم أن يوضح خطورته وكذلك طرح فكرة مهمة عن دور المثقف العضوي في المجتمع العراقي الحالي وطبيعة نشاطه الاجتماعي ثم وضح الفوارق بين الناشط الاجتماعي والناشط الثقافي والناشط السياسي والمثقف والمفكر وهذه كلها ترويعات تحيط بالمفهوم لكنه أيضاً تعمق كثيراً بالتجسيد الحقيقي لعمل المثقف في المجتمع وهذا ما نحن بحاجة له، يعني التمويه الفكري يحيط بمفاهيم فلسفية وتجريدية بهذا النوع لم تعد ذات منفعة كبيرة في الحراك الاجتماعي الذي يحتاجه مجتمعنا اليوم، ومن الأشياء المهمة التي قدمها في هذه المحاضرة هي تقديمه لنماذج مبدعين في المجتمع العراقي الذين حولوا عملهم الابداعي إلى عمل تنويري بدل أن يكون عمل ترويجي ودعائي ولهذا كان عرض الفلم جزء من الإيضاح التي يتحدث عن هذا المفهوم.

مالمو: عمار السبع

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.