الكومبس – ثقافة: “يوميات رجل مقموع”، هو اسم العمل الدرامي الجديد الذي تمكن من جمع جهود العرب القدامى والجدد لأنتاج مسلسل يعكس واقع المغترب العربي في السويد وتسليط الضوء على أهم المفارقات الاجتماعية التي تعترض حياة القادم الى السويد ومعالجة تلك المواقف بطريقة كوميدية.
ولبيان التنوع بين الجنسيات العربية الموجودة في السويد فإن ابطال العمل يمثلان أدوار رجل عراقي عاطل عن العمل متزوج من امرأة سورية عاملة.
تؤدي دور الزوجة الممثلة السورية احلام العلي التي تلعب دور موظفة حصلت على عمل في البلدية بعد ان بدأت حياتها من الصفر ويؤدي دور البطل الممثل والمخرج العراقي حسن هادي الحائز على جائزة أفضل ممثل عن أحد أفلامه في السويد وفي رصيده خمسة أفلام روائية طويلة والعديد من الأعمال المسرحية.
يقول ماهر البرادعي وهو كاتب المسلسل وشريك في إنتاجه “نسعى لتقديم مادة تلفزيونية ترقى إلى المستويات المتقدمة، خصوصا ونحن نمتلك من الخبرات ما يمكننا من هذا ولعل أكبر دليل ما استطعنا تقديمه ضمن إمكانيات بسيطة جدا وفي المسلسل نقدم لوحة مختلفة تقدم ضمن قالب فكاهي لوحة اجتماعية، ويمكنني القول إن ما نقدمه جديد من حيث المحتوى فالمسلسل يقدم في كل حلقة حكاية مختلفة تتضمن موضوع جريء من حيث الطرح كأن نطرح مسألة السلطة في العلاقة الزوجية أو الزواج من خارج العائلة والعشيرة أو أشكال التربية التي نعتمدها لأطفالنا.”
اعتقد ان هذه الخطوة جريئة جدا وجديدة حيث لم تتم معالجة قضايا كبيرة نعجز عن طرحها للعلن، بالإضافة الى ان السويد تحتوي على كثير من القادمين الجدد الذين لديهم خبرات تلفزيونية كبيرة ومهمة مثل المخرج والممثل والمصور ومهندس الصوت ولكن هذه الخبرات مهمشة ومحبطة، الفنان المهاجر الذي قضى حياته مبدعا في بلده سواء كان موسيقيا أو رسام أو يمتهن أي مهنة إبداعية ويصل الى السويد ليحكم عليه بأن يتوقف عن ممارسة ما يحب ليستطيع توفير لقمة عيشه، وهو أمر مزعج جدا في بلد يقدر المفاهيم الإبداعية وهذا ما حدث عندما التقيت بمخرج العمل فتحي مراد الذي جاء إلى السويد عام 2013 وفي رصيده ثلاثين عاماً من الخبرة في العمل التلفزيوني وكان لابد من ابتداع عمل يسلط الضوء على اختلاف الثقافات والعادات الذي حدث مع انتقال المهاجرين إلى أوروبا وسبب صراع داخلي عند كل انسان.
ومن النجوم المشاركين في العمل الشيف الشهير بالطبخ ثابت عناني الذي يشارك لأول مرة في التمثيل بعملٍ تلفزيوني.
قصة العمل
امرأة سورية عاملة تعيش في السويد وتقوم بعملية لم شمل زوجها العراقي الذي يأتي الى السويد محملاً بتقاليد بيئته ويبدأ بنسج مشاريع وهمية خيالية بعيداً عن الواقع العملي السويدي، في المقابل زوجته تتقن اللغة السويدية ولديها وظيفة في بلدية مالمو ومندمجة في نظام الحياة السويدي بشكل جيد وهنا تبدأ المفارقات.
بينما يجلس هو في البيت بدون ان يقوم بأي عمل يُؤمن متطلبات المعيشة او حتى الأعمال اليومية من إعداد الطعام او غسيل الملابس.
يقول محمد السعدي مدير المشروع وشريك في الإنتاج ” منذ زمن وأنا لدي هاجس ثقافي لنعرض واقعنا ومشاكلنا وتأمين منبر للطاقات الكبيرة الموجودة في مالمو، واليوم أجد في هذا العمل فرصة كبيرة، انا متفائل جدا واشعر بأن هذا العمل هو النتيجة التي لابد ان تحدث استجابة لتطلعات الجالية العربية الواسعة المتنوعة هنا في مالمو بالذات، العمل هذا هو تحدي لابد ان نمضي فيه، حاز العمل على اهتمام عربي من تونس والعراق والخليج ويأمل العاملون على هذا العمل ان يتم التقاعد مع احد القنوات التلفزيونية ليتم إنجاز بقية الحلقات.
اما عبير السيد مشرفة الديكور والإكسسوار عبرت بأن الروح الجماعية هي عامل أساسي لانطلاق العمل
“انتاجياً لم يكن لدينا إمكانية لتغطية خمس دقائق من العمل ولكن بالتعاون غطينا العمل بميزانية متواضعة”
حان الوقت لعمل درامي عربي في السويد
وعن سبب إيمانه بهذا العمل يقول حسن هادي” بسبب الخبرات الفنية الموجودة هنا في السويد اشعر ان الوقت قد حان لعمل درامي، الحرمان الذي نعيشه حرمان فضيع من ناحية البعد عن المهنة المتنفس التي لا يمكن ان يتركها الفنان مشاركتي بهذا العمل هي رسالة لجميع المنتجين ليلتفتوا الى الدراما العربية في المهجر، الكثير من الحالات الاجتماعية التي تعيشها العائلة العربية في السويد تحتاج الى معالجة من قبل الدراما لذلك انا اعتبر هذا المسلسل هو موقف انساني من اجل خدمة هذه الشريحة.”
يذكر ان اخر مشاركة للفنان حسن هادي في الدراما كانت في احدى حلقات مسلسل سيلقي مع الفنان ناصر القصبي والآن تأتي هذه المشاركة كتواصل لمنجزاته كما يعتبرها قائلا “الكل يعرف ان النجم عبارة عن تواصل او تواجد مستمر كضيف للعائلة التي تشاهد التلفزيون ومن خلال هذا المسلسل اطمح ان أنعش مهنتي التي اعشقها” .
زينب وتوت