الكومبس ـ إكسترا: أن تضع شعرك بين يدي شخص آخر يتطلب قدراً معيناً من الثقة، وأحياناً يكون نقص هذه الثقة هو ما يسبب المشاكل على كرسي الحلاقة.

هل تساءلت عما إن كان يتوجب عليك أن تذهب إلى الصالون بشعر مغسول حديثاً؟ أو بماذا ستتحدث أثناء وجودك على الكرسي؟ أو حتى إن كان بإمكانك تقديم شكوى في حال كان النتيجة غير مرضية؟ أو إن كان عليك تقديم بقشيش؟

ثلاثة من مصففي الشعر بحسب داغنز نهيتتير يروون القواعد غير المكتوبة في الصالونات والتي عادةً ما يتم الحديث عنها في عدة جوانب:

الحجز
هل تشعر أنه من القسوة أن تطلب مصفف شعر معين أو أن تغيّر مصفف الشعر المفضل لديك؟ احتفظ بذلك التعاطف لأمور أخرى، ينصح ميخائيل بارسيفير، مالك ومصفف شعر في صالون Michael & Frisörerna في ستوكهولم ويقول:

“هذا شيء يتعلمه المرء من أول يوم في مهنة تصفيف الشعر. العلاقة تصبح شخصية جداً مع الزبائن، وهو أمر إيجابي فقط”

وقبل أن تضغط على زر الحجز فكر متى كانت آخر مرة أزلت فيها حشرات صغيرة وشفافة من شعرك أو من شعر شخص آخر؟

تقول مايكن أديربي، مالكة ومصففة شعر في صالون Sinners and Saints في يوتيبوري القمل هو الشيء الوحيد المقزز، وهو أكثر ما نخشاه، . ولكن إذا مر أكثر من أسبوعين على آخر علاج، فأهلاً وسهلاً.

التأخر على الموعد

رغم أن الأجواء في صالون الحلاقة قد تبدو مريحة وكأنك في موعد قهوة، إلا أن الجدول الزمني لدى المصفف أكثر ازدحاماً. يقول ميخائيل بارسيفير:

“إذا تأخر الزبون أكثر من 15 دقيقة، يجب علينا الإسراع في المعالجة، مما قد يؤثر على الجودة”

وترى مايكن أديربي أن أكثر ما يسبب الإحباط هو الزبائن الذين يظنون أن المصمم سيستطيع إكمال العمل بشكل طبيعي رغم التأخير وتقول نسمع كثيراً جملة “تأخرت فقط عشر دقائق، يمكنك فقط قص الأطراف بسرعة، أليس كذلك؟” . ولكننا حرفيون ولا نريد أن نقوم بعمل غير مكتمل.

Foto: Gorm Kallestad / NTB

المحادثة
اترك وراءك كل الضغوط الاجتماعية ، الأمر متروك لك إن كنت ترغب في مشاركة قصة حياتك أو فقط الاسترخاء، بحسب ما يقول المصففون.

– من مسؤوليتنا أن نشعر بما يريده الزبون. أنا أقول دائماً إنني مصففة شعر وعالِمة نفس في آن واحد، وهذا ممتع، حسب ما تقوله مايكن أديربي.

وإن كنت تفضل وقتك الخاص، ينصح ميخائيل بارسيفير بطريقة بسيطة ومهذبة لتجنب أجواء الحديث المطوّل: لا تطرح الكثير من الأسئلة المرتدة.

– إذا كانت إجابات الزبون قصيرة، أفهم حينها أنه يريد أن يكون في عالمه الخاص. عندها أركز على منحه وقتاً لطيفاً ومريحاً، كما يقول.

الرؤية
أكثر ما يسعد ميخائيل بارسيفير هو عندما يمنحه الزبون حرية الإبداع الكاملة ويقول.

– غالباً ما أكون في أفضل حالاتي حينها.

أما إذا كانت لديك رؤية خاصة، فإن جميع المصففين الثلاثة يقدّرون الصور المرجعية – لكن يفضّلون البساطة.

تقول ماي إيرلاندسون، مالكة ومصففة شعر في صالونات Peach بستوكهولم.

“صورة أو اثنتين للإلهام تكفي، بالإضافة إلى واحدة لما لا تريده إطلاقاً. الصور الكثيرة تُربك.”

وينبغي أيضاً التحلي بروح النقد عند اختيار الصور: الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي ليست واقعية كنموذج يُحتذى.

– الذكاء الاصطناعي يغير شكل الوجه ويضيف فلاتر، وغالباً ما يتطلب الوصول لنفس النتيجة ساعات من التصفيف، كما تقول مايكن أديربي.

القص والصبغة

أن تغسل شعرك أم لا قبل زيارة الصالون؟ لعله تساؤل دائم لديك، لكن الجواب بسيط. إذا كنت ستقص شعرك: تعال كما أنت. أما إذا كنت ستصبغ: يُفضل أن يكون شعرك نظيفاً إلى حد ما.

Foto: Gorm Kallestad / NTB

– عند القص، نقوم بغسل الشعر على أي حال، لكن قبل الصبغة من الأفضل أن يكون نظيفاً، وإلا فقد تؤثر التراكمات على ثبات اللون، وفقا لأديربي.

وتشدد ماي إيرلاندسون على أهمية الصراحة بشأن تاريخ صبغ الشعر بما في ذلك الصبغات المنزلية التي قمت بها في لحظات ضعف، لأنها قد تؤثر على نتيجة اللون الجديد.

– وتتابع: “كثيرون لا يكونون صادقين، ربما لأنهم يشعرون بالخجل، كما يحدث عندما تقول لطبيب الأسنان: “نعم، أستخدم الخيط يومياً”. إنه نوع من “متلازمة الفتاة المجتهدة .

هناك أمر واحد لا يقدّره ميخائيل بارسيفير وهو الزبائن الذين لا يستطيعون الجلوس بهدوء.

– تخيل أنك تحاول عمل خصلات على جذور نمت بمقدار سنتيمتر باستخدام رقائق الألمنيوم، ويجب ألا تلمس الصبغة فروة الرأس إطلاقاً. عندها من الضروري جداً أن تظل ثابتاً تماماً، كما يقول.

Foto: Gorm Kallestad / NTB

وينطبق الأمر نفسه على الطعام والشراب. إذا لاحظت أن المصفف يركز بعمق وكأنه على وشك فتح فمه من شدة التركيز، فليس هذا هو الوقت المناسب لتمسك بكوب القهوة أو، إن كنت محظوظاً، كأس الشمبانيا.

لكن لا مشكلة أبداً في الكلام سواء كان لقاء عمل أو مكالمة هاتفية، فذلك لا يزعج المصفف، بحسب ميخائيل بارسيفير.

– لا بأس إطلاقاً. كثيرون يضعون سماعة واحدة فقط، وعندها أقول لهم: “هل يمكنك تبديل السماعة للأذن الأخرى حتى أتمكن من إنهاء الصبغة على هذا الجانب؟”

النتيجة
إذا لم تكن راضياً عن النتيجة، أمامك طريقان: إما التظاهر بالرضا أو قول الحقيقة. ومع مصفف الشعر، الصراحة هي الأفضل، لأنكما تشتركان في نفس الهدف وهو الحصول على أفضل نتيجة ممكنة.

لكن من الأفضل الحفاظ على أسلوب محترم، كما تتمنى ماي إيرلاندسون.

– من الأسهل فتح حوار إذا ركزنا على الحقائق والحلول، بدلاً من قول: “لقد دمرت شعري”. ففي كثير من الأحيان، تكون المشكلة بسيطة ويمكننا حلها فوراً، كما تقول.

ورغم أن ميخائيل بارسيفير يبذل دائماً قصارى جهده لإرضاء الزبائن، إلا أن هناك حدوداً.

– يجب أن يكون الأمر منصفاً. إذا قال الزبون: “أريد شعري أسود”، فلا يمكنه لاحقاً القول: “في الواقع قلت بني” فقط لأنه ندم، كما يقول.

الدفع
العديد من الصالونات تعتمد على أسعار تبدأ من سعر معين. إذا كنت قلقاً بشأن التكلفة النهائية، ينصح المصففون بأن تسأل مسبقاً أو تخبرهم بالميزانية التي تناسبك.

– حينها يمكننا شرح ما الذي يمكننا تقديمه مقابل هذا السعر، كما تقول مايكن أديربي.

وتوضح ماي إيرلاندسون الأمر بهذه الطريقة: ليس من حق كل شخص أن يذهب إلى أي مصفف شعر يختاره.

– لا يدخل المرء إلى متجر Louis Vuitton ويقول إنه لا يستطيع دفع ثمن الحقيبة ويطالب بسعر أقل، ربما يذهب إلى H&M بدلاً من ذلك، كما تقول.

الشكوى (إعادة النظر في الخدمة)
– لتقديم شكوى، يجب أن يكون هناك خطأ حقيقي قد حدث، وإلا فنحن عادة نطلب فرصة لتصحيح الوضع أولاً، تقول مايكن أديربي.

معظم الألوان تتلاشى بمرور الوقت، مما يجعل الشكاوى غير صالحة، خاصة إذا لم يستخدم الزبون منتجات مخصصة لحماية اللون، يوضح المصفف ميخائيل بارسيفير.

– نحن نوضح دائماً أهمية استخدام هذه المنتجات. فإذا اختار الزبون عدم استخدامها وتلاشى اللون، فأنا بذلك كنت قد أعطيت السبب مسبقاً، كما يقول.

الإكرامية (البقشيش)
– في الماضي، كان الناس يعطون إكرامية أكثر. أنا شخصياً لا أعتبرها ضرورية، لكن بالطبع من الجميل أن يحصل المرء على بقشيش. لا أحد يرفض ذلك،حسب ميخائيل بارسيفير.

أما اليوم، فيختار الكثير من الزبائن الصالونات بناءً على التقييمات على الإنترنت، وقد تكون النجوم الخمس على الإنترنت ذات قيمة توازي ورقة نقدية، بحسب المصففين.

– ويتابع: “نحن نقدّر دائماً التقييمات الإيجابية على الإنترنت. من الرائع أن يشكرنا أحدهم على الزيارة أو يخبرنا بمدى رضاه”.

مصففو الشعر الثلاثة هم:

ميخائيل بارسيفير
المهنة الحالية: مالك ومصفف شعر في صالون Michael & Frisörerna في سودرمالم، ستوكهولم.
الخبرة في تصفيف الشعر: 26 سنة.
أفضل ما في المهنة: “أنه لا يوجد يوم يشبه الآخر. قد يبدو أننا فقط نقصّ ونصبغ الشعر، لكن العمل يتضمن أكثر من ذلك بكثير ، وأهم شيء هو اللقاءات الشخصية مع الناس. أقول دائماً إنني أصبحت عبقرياً اجتماعياً. لكن الأجمل من كل شيء هو أنني أُسعد الناس كل يوم.”

ماي إرلاندسون
المهنة الحالية: مالكة ومصففة شعر في صالون Peach Stockholm، والذي يضم فروعاً في أوسترمالم وفاساستان في ستوكهولم.
الخبرة في تصفيف الشعر: 23 سنة.
أفضل ما في المهنة: “العمل مع الناس وجعل الآخرين يبدون بمظهر جميل هو أمر ممتع للغاية. كما أنني أحصل على مكافأة فورية لأنني أنهي مشروعًا كل يوم، وهذا شيء أراه مُجزيًا جدًا.”

مايكن آديربي
المهنة الحالية: مالكة ومصففة شعر في صالون Sinners and Saints في منطقة هيسينغن بمدينة يوتيبوري.
الخبرة في تصفيف الشعر: 12 سنة.
أفضل ما في المهنة: “أفضل ما في عملي هو أن أجعل الزبائن راضين وسعداء. خاصة عندما يأتي شخص غير واثق من نفسه ويغادر بإطلالة جديدة تماماً، هذا شيء لا يُقدّر بثمن. أن أجعل الناس يبدون بمظهر جميل ويشعرون بالسعادة هو أكبر دافع لي، وأنا أطور نفسي كمصففة شعر كل يوم.”

ريم لحدو