عملياً استأنفت السويد الحياة الطبيعية مع بداية هذا الأسبوع 9 يناير. بعد فترة الأعياد، عاد النشاط الطبيعي للحياة السياسية اليومية ولعمل المؤسسات والسلطات وكذلك المدارس والمرافق العامة.
دخلت السويد إذاً العام الجديد عملياً بزخم كبير من الأحداث، هناك ملفات غير منجزة أمام الحكومة التي قدمت للناخبين وعوداً عدة، منها تخفيف عبء فواتير الكهرباء والمساعدة على مواجهة أزمة اقتصادية مازلنا كما يبدو في بداياتها، رئيس البنك المركزي السابق وصف القادم بـ”يوم قيامة” يمر على الأسر السويدية. كما لا يزال ملف دخول السويد إلى الناتو عالقاً بالعقد التركية، مع تصاعد العمليات الروسية العسكرية داخل الأراضي الأوكرانية وإجراء تغييرات جديدة في قيادة القوات الروسية العاملة في أوكرانيا، تشير إلى تزايد في حدة المعارك المقبلة وربما توسع رقعة الحرب إجمالاً، إضافة إلى أن التفجيرات وجرائم إطلاق النار في المدن والضواحي السويدية لم تهدأ بعد. إلى جانب تسلم السويد مهام الرئاسة الأوروبية، ومحاولة وضع بصمة مميزة في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها دول الاتحاد.
بدأت السويد الرئاسة الأوروبية مع مطلع العام واضعة أمامها عدة أهداف أولها الأمن والمحافظة على وحدة وتماسك المواقف الأوروبية في مواجهة محاولات روسية لدق إسفين نقص الطاقة وتزايد الأزمة الاقتصادية بين دول الاتحاد، وإيجاد مصادر طاقة بديلة لتقليل الاعتماد على الجار اللدود روسيا، والبحث في التنافسية، والحفاظ على مبادئ الديمقراطية وسيادة القانون والقيم التي قام الاتحاد الأوروبي على أساسها. اجتماع المفوضية الأوربية الأول هذا العام جرى الخميس 12 يناير في كيرونا المدينة شبه القطبية شمال السويد.
هذا الأسبوع حزب الوسط وتحديداً لجنة الترشيحات التابعة لمؤتمر الحزب قدمت اسم المرشح لقيادة الحزب خلفاً لأني لوف.
المرشح الجديد، محرم ديميروك، مولود في ضواحي ستوكهولم لأبوين من تركيا، وهو غير معروف على مستوى السياسة الوطنية السويدية لكنه كان عضواً في مجلس بلدية لينشوبينغ عن الحزب قبل أن يُنتخب في الخريف الماضي نائباً في البرلمان السويدي. المرشح لقيادة حزب الوسط والمولود العام 1976 وحسب سجلات الشرطة كان في شبابه، كما يبدو، يستعمل قبضته لأخذ حقه، فقد تورط في قضيتين بعد ضرب شبان آخرين. في مقابلة له هذا الأسبوع مع SVT قال إنه يقر بالذنب ولكن هذه قضايا قديمة أثناء مرحلة المراهقة، ومر عليها أكثر من 20 سنة كما يقول.
وفي حال نجح محرم ديميروك فسيكون السويدي الأول من أصول أجنبية ومسلمة الذي يترأس حزب الوسط، وسيكون الثاني حالياً بين رؤساء الأحزاب البرلمانية من أصول أجنبية، إذ تترأس نوشي دادغوستار ذات الأصول الإيرانية حزب اليسار، سابقا ترأست نيامكو سابوني حزب الليبراليين وهي من مواليد بوروندي وسط أفريقيا وأحد والديها مسلم.
للأسف أيضاً بدأ العام الجديد بانفجارات وجرائم إطلاق نار. انفجاران وقعا في ستوكهولم 2 يناير، اعتقلت الشرطة بعدهما 5 أشخاص. كما حدث إطلاق نار وسط العاصمة هذا الأسبوع. قائد شرطة ستوكهولم، ماكس أوكيروال كشف عن وجود حوالي 1500 شخص في محافظة ستوكهولم من مجرمي العصابات محذراً من تصاعد العنف.
العام الماضي 2022 يعتبر الأكثر دموية في السويد بعد تسجيل 60 جريمة إطلاق نار مميتة، الحكومة الجديدة التي ركزت أحزابها على مكافحة هذا النوع من الجرائم بدأت تقديم عدة اقتراحات ومشاريع قوانين، ولكن إلى الآن لا يوجد أي تغييرات ميدانية أو حقوقية عن العام الماضي.
موضوع آخر أخذ مساحة إعلامية لافتة، في الصحافة السويدية هذا الأسبوع، هو التركيز على أضرار وتداعيات ما يسمى “حملة التضليل” ضد الخدمات الاجتماعية (السوسيال). صحف عدة كتبت أخباراً ومقالات حذّرت من تبني بعض العاملين في المدارس ورياض الأطفال والقطاع الصحي لروايات الحملة التي تدعي أن الدولة تخطف أطفالاً خاصة من المسلمين. مقالات أخرى حذرت من تداعيات هذه الحملة على الأطفال، ممن لديهم أهالي يؤمنون بهذه الحملة.
مع أطيب الأمنيات بعطلة نهاية أسبوع سعيدة