الكومبس – إكسترا: مصطلح هذا الأسبوع باللغة الإنكليزية: The Swedish Prescription، أي الوصفة السويدية.
وبدأ تداول هذا المصطلح مؤخراً بعدما أطلق موقع VisitSweden، وهو موقع حكومي لمعلومات السياحة والسفر، مبادرة فريدة من نوعها في العالم لتشجيع السياحة تحت عنوان The Swedish Prescription. وحوّلت زيارة السويد إلى علاج يمكن وصفه طبيًا، بدعم علمي من أستاذة الطب النفسي في معهد كارولينسكا الجامعي، البروفيسورة إيفون فورشيل.
وأصبحت السويد بذلك أول دولة في العالم يمكن للأطباء أن يصفوها حرفياً كعلاج لمرضاهم، وفق الموقع.
وتقوم المبادرة على إدخال الطبيعة والثقافة ونمط الحياة السويدي المتوازن ضمن خطط الرعاية الصحية، في مجالات ثلاثة رئيسية: الطبيعة، نمط الحياة، والثقافة.

أنشطة سويدية بوصفات طبية
وتشمل “الوصفة السويدية” مجموعة متنوعة من النشاطات المصممة لدعم الصحة، مثل قطف التوت البري لخفض ضغط الدم، أو السير الهادئ في الغابات لتعزيز التركيز، أو الاسترخاء في جلسة ساونا، وحتى تجربة “الفيكا” السويدية الشهيرة، أي استراحة تناول القهوة، كوسيلة لرفع المعنويات.
كما يمكن أن تتضمن زيارة متحف أو حضور حفلة موسيقية لتحسين الصحة النفسية.
وقالت البروفيسورة فورشيل إن هناك دلائل علمية تثبت أن التفاعل مع الطبيعة والثقافة له تأثيرات إيجابية على الدماغ، مشيرة إلى أن هذه الأنشطة يمكن أن تُدرج ضمن خطط علاجية فعلية.
وأيّد أطباء عالميون مثل الدكتور “سام إيفرنجتون” والدكتورة “ستاسي بيلر ستراير” المبادرة، معتبرين أن السويد ببيئتها وثقافتها يمكن أن تكون وصفة فعّالة للصحة الجسدية والنفسية.

الأطباء يكتبون “السويد” في الوصفة
وبدأ بعض الأطباء في دول مختلفة بكتابة “السويد” فعلياً كجزء من وصفاتهم العلاجية للمرضى الذين يعانون من التوتر أو يحتاجون إلى إعادة توازن حياتهم، وفق موقع المبادرة.
وأشارت Visit Sweden إلى أنها حددت بالفعل عدداً من الأطباء الدوليين المستعدين لإصدار “الوصفة السويدية” عندما يكون ذلك مناسباً.
كما يمكن للمرضى في أنحاء العالم تحميل نموذج إحالة طبية من موقع المبادرة ومناقشته مع الطبيب حول إمكانية زيارة السويد كجزء من العلاج، رغم أن تكاليف السفر والإقامة تبقى على عاتق المريض.
وأظهرت استطلاعات عالمية أن نحو ثلثي المشاركين مستعدون لقضاء وقت أطول في الطبيعة إذا نصحهم الطبيب بذلك.

الهدوء السويدي “الممل” كعلاج
وترى المبادرة أن الطقس الهادئ ونمط الحياة البسيط في السويد، الذي يعتبره البعض “مملاً”، يمكن أن يشكّلا عاملًا علاجيًا فعّالًا للمرضى الذين يعانون من التوتر أو الإرهاق النفسي.
وتُدرج الأنشطة المرتبطة بهذا الهدوء، مثل المشي في الطبيعة أو قضاء وقت بعيدًا عن الضوضاء، ضمن التوصيات الطبية في “الوصفة السويدية” كوسائل مساعدة على تحسين الصحة النفسية واستعادة التوازن الجسدي والعقلي.