الكومبس ـ إكسترا: تحتوي اللغة السويدية، كغيرها من اللغات، كلمات يعتبر استخدامها سيئاً جداً، بل إن أسوأ كلمة أصبحت من المحرمات في الوقت الحاضر، لدرجة أن الكثيرين يتجنبون قولها وكتابتها.
في الوقت نفسه، تُعتبر الكلمات المهينة بشكل عام أقبح من الألفاظ النابية التقليدية، وفق ما كشف استطلاع أجرته شركة Novus نيابة عن مجلة Språktidningen.
هذه قائمة بأكثر الكلمات إساءة في اللغة السويدية حسب نتائج الاستطلاع:
1. (n-ordet) الكلمة النونية
في أبريل من هذا العام، غادر أحد المشاركين جلسة نقاش في Kulturhuset في ستوكهولم احتجاجاً على استخدام الكلمة النونية (n-ordet)، ما أعاد إشعال الجدل حول هذه الكلمة المحملة بالمعاني السلبية في اللغة السويدية.
وتحمل الكلمة معنى عنصرياً سيئاً جداً فهي الحرف الأول من كلمة (neger) أي زنجي.
وأظهر الاستطلاع أن 32 بالمئة من السويديين يعتبرون الكلمة النونية هي الأبشع والأسوأ. ومع ذلك، هناك اختلافات واضحة بين المجموعات المختلفة، حيث يعتقد 11 بالمئة فقط من المتعاطفين مع ديمقراطيي السويد (SD) أن الكلمة النونية هي الأسوأ، بينما يرى 71 بالمئة من ناخبي حزب اليسار أنها الأسوأ.
وأظهر الاستطلاع أيضاً أن الأشخاص الذين درسوا في الجامعة أو الكلية يميلون أكثر إلى اعتبار الكلمة النونية هي الأكثر سوءاً، وأن النساء يقيمن الكلمة على أنها الأسوأ مقارنة بالرجال.
الاستطلاع كشف فروقاً كبيرة بين الأجيال، حيث اعتبر 65 بالمئة من الفئة العمرية 18-34 عاماً أن الكلمة هي الأسوأ، مقارنة بـ5 بالمئة فقط في الفئة العمرية 65-84 عاماً.
وفقاً للرئيس التنفيذي لمركز نوفوس، توربيورن خوستروم، فإن الفئات العمرية الأصغر ترى هذه الكلمة بشكل أكثر سلبية، ما يعكس تغير القيم في المجتمع.
وقالت أستاذة اللغة الإنجليزية إن التغيرات الزمنية والثقافية تؤثر على كيفية استقبال الأجيال المختلفة للكلمات المحملة بالمعاني السلبية.
2. Hora وHorunge وتعنيان عاهرة
هذه الكلمات لها تأثير قوي في اللغة السويدية حيث أظهر الاستطلاع أن 21 بالمئة من المستطلعة آراؤهم اعتبروا أن الكلمة هي الأسوأ في اللغة، بينما يعتبر نحو 17 بالمئة أن الكلمة هي الأكثر قسوة. ويرى الرجال وكبار السن بشكل أكبر من النساء والأصغر سناً أن هاتين الكلمتين محملتين بالإساءة، بينما يتعامل الشباب بشكل أكثر عفوية مع استخدامهما.
وأشارت كريستي بيرز فاغرشتين إلى أن الفروقات بين الفئات العمرية والجنس تفسر هذه الظاهرة. بالنسبة للشابات، قد تظل الكلمات المهينة مقبولة بعض الشيء في سياقات غير رسمية، في حين يكون استخدامها غير مقبول عند الرجال. يمكن أن يتم استخدام الكلمة كلقب على سبيل المزاح بين الأصدقاء، لكن السياق يلعب دوراً كبيراً في قبولها أو رفضها.
وشددت أستاذة اللغة السويدية كارين ميلز على أن استخدام هذه الكلمات يتأثر بالسياق الثقافي والاجتماعي. النساء الشابات ربما تشعرن أكثر بالراحة في استخدام مثل هذه اللغة بين أقرانهن، بينما يمكن أن يكون استخدامها من قبل الرجال للنساء غير مقبول ومسيء.
بشكل عام، تعكس هذه النقاط كيفية تأثر اللغة بالديناميكيات الاجتماعية والثقافية، وكيفية استجابة الأجيال المختلفة للكلمات والمفاهيم المحملة بالإساءة.
3. Fitta (العضو الأنثوي)
تبيّن أن الكلمة تعتبر أكثر كلمة مسيئة بالنسبة لـ11 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع. وتعتبر الأسوأ لدى النساء، رغم أن هذا الرأي يختلف بنسب ضئيلة نسبياً حسب العمر. حيث يزداد استخدام الكلمة بشكل ملحوظ بين النساء في الفئة العمرية من 65 إلى 84 عاماً.
وعلّقت أستاذة اللغة السويدية كارين ميلز بأن هذه الاختلافات بين الأجيال تعكس تغيّرات في المفاهيم والمواقف تجاه مفاهيم الجنس. تشير إلى أنه في الأوساط الشبابية، تجد حديثًا مفتوحًا حول مواضيع الجنس وعدم وجود خجل في مناقشتها، بينما في الأجيال الأكبر سناً، لا تزال الكلمات المرتبطة بالنوع الاجتماعي تحمل أبعاداً من الخجل والمحظور.
وتضيف ميلز أن التغييرات في السلوكيات والمواقف قد ساهمت في إعادة تصوير بعض الكلمات لتكون مقبولة أكثر، مثل استخدام كلمات “العضو الأنثوي” و”العضو الذكري” بشكل أكبر كمصطلحات محايدة في بعض السياقات. تستند هذه الاستراتيجية إلى محاولات ناجحة لاستعادة بعض الكلمات وإعادة تأهيلها في المجتمع بشكل إيجابي.
في نهاية المطاف، يبرز التغيير في الاستخدام اللغوي كجزء من تطور المفاهيم الاجتماعية والثقافية، مما يعكس التحولات في الطرق التي يتفاعل بها الأفراد مع كلمات يمكن أن تكون محملة بالإساءة.
4. Svenne
اختار 5 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع هذه الكلمة أسوأ كلمة. وهي مرادفة لكلمة Svensson وتستخدم غالباً للحط من قدر الشخص الذي يرغب في أن يعيش حياة الطبقة الوسطى السويدية الاعتيادية. وهو تعبير يقصد به أن يكون مهيناً ويتضمن ازدراء السويديين. وعادة ما يستخدم من قبل أشخاص من أصل أجنبي ضد السويديين، بنفس الطريقة التي يمكن أن تكون بها الإهانة في الاتجاه الآخر مع كلمة Blatte التي تعني “داكن البشرة”.
5. Kuk (العضو الذكري)
يبدو بنتائج الاستطلاع أن النسبة الأقل من السويدين تعتبر كلمة “Kuk” الأكثر سوءاً. حيث يرى 3 بالمئة من المشاركين أنها الأسوأ على الإطلاق. وتظهر الأرقام أن النساء يعتبرون الكلمة أكثر إساءة من الرجال، وأن هناك تفاوتاً كبيراً في الرأي بين الأجيال، حيث يعتبر العدد الأكبر من كبار السن الكلمة أكثر سوءاً.
6. Idiot (أحمق)
فقط 1 بالمئة من المشاركين يرون أن هذه الكلمة هي الأكثر سوءاً في اللغة السويدية، وهو ما ينطبق بشكل أساسي على الأشخاص الذين تجاوزوا سن الستين. ويُفسر ذلك بأن المعنى الأصلي للكلمة يصف شخصاً يعاني من إعاقة عقلية شديدة، وفقاً للقاموس السويدي التقليدي. لكن في الوقت الحالي، انتقل استخدام الكلمة إلى معنى أكثر إشارة إلى سلوك غير حكيم أو حماقة ملحوظة.
وقالت كريستي بيرز فاغرشتين إن تغير استخدام الكلمات يعكس تطور المناخ الثقافي العام وقد يتأثر بالعوامل الاجتماعية والثقافية بشكل كبير. وبالتالي، فإن كلمة “أحمق” خضعت لتغيرات في معناها مع مرور الوقت.
أما كلمات الشتائم اليومية مثل fan, helvete , jävlar فلم يعتبرها أحد من المشاركين كأسوأ الكلمات السويدية.
وعلقت كارين ميلز بالقول إن تغير النظرة لهذه الكلمات يعود جزئياً إلى انتشار المفاهيم العلمانية في المجتمع السويدي الحديث، لافتة إلى أن الكلمات المرتبطة بالجنس والعرق هي التي تشكل إساءة أكبر، بينما الكلمات المتعلقة بالدين مثل “اللعنة”و”الجحيم” فتُستخدم بشكل أكثر تقبلاً في مجتمعات علمانية مثل السويد.
ويعكس الاستطلاع كيفية تأثر الناس بالسياق الثقافي والاجتماعي عند تقييم كلمات اللغة، حيث أن الكلمات التي كانت مرتبطة بالدين تغيرت في معانيها ونظرة الناس لها في الوقت الحاضر.
Source: spraktidningen.se