“العرب في السويد يفضلون ترامب” هكذا عنونت صحيفة Bulletin المحسوبة على اليمين في السويد، مقالاً استندت فيه على استطلاع للرأي أجرته الكومبس قبل أيام. عدة وسائل إعلام سويدية، تناقلت نتيجة الاستطلاع، التي بينت أن أغلب المتابعين يفضلون ترامب على هاريس، من بين هذه الصحف، مسائية أفتونبلادت التي نشرت مقالاً قالت فيه إن ترامب هو المفضل ليس بين العرب في السويد فقط، بل أيضاً بين الأمريكيين العرب، حسب عدة استطلاعات للرأي أجرتها مؤسسات أمريكية.
ومع أن ترامب وفي فترة ولايته قدم خدمات كبيرة لإسرائيل، مثل نقل السفارة الأمريكية للقدس، وكان متشدداً بالمقابل تجاه عدة دول عربية وإسلامية، حتى في منح تأشيرات دخول لمواطني هذه الدول، فإن ناخبين كثر قرروا معاقبة بايدن وحزبه، بسبب تردده وعدم وضوحه في تحويل الرغبة بإنهاء الحرب على غزة إلى قرار حاسم، بينما يعد ترامب ناخبيه بإنهاء الحرب في غزة وحتى في أوكرانيا. مسألة الوضوح في هدف إنهاء الحرب المستمرة على غزة هي من جملة العوامل التي رجّحت شعبيته وسط الناخبين العرب وربما المسلمين.
كيف سينهي ترامب الحرب خاصة على غزة، وهو الذي يعتبر نفسه أكثر من صديق لإسرائيل؟ هذا سؤال آخر، لكن المهم أن الناخبين العرب، يمكن أن يروه أشد وضوحاً من بايدن ونائبته الحالية هاريس.
يجد الأمريكيون العرب أنفسهم في موقع فريد ونادر في السياسة الأمريكية هذه الأيام، فالحملات الانتخابية تشتد وتتركز على ولاية ميتشيغان حيث يشكل العرب نسبة مهمة من السكان.
وقوف عدة فعاليات عربية وإسلامية في ولاية ميتشيغان إلى جانب ترامب، أعطى أهمية للصوت العربي في الانتخابات الأمريكية ككل، خصوصاً بعد التفاعل مع خطبة ألقاها بلال الزهيري إمام المسجد الكبير في الولاية.
عريضة من القيادات العربية في أمريكا لترامب
القيادات المهمة في الجالية العربية والإسلامية التقت عدة مرات مع الرئيس ترامب شخصياً وتوصلت معه إلى اتفاق على القضايا يقال إن كامالا هاريس قد رفضتها، بينما وافق عليها ترامب وفق الإمام بلال الزهيري الذي كتب “هذه مطالبنا التي قدمتها للرئيس ترامب نيابة عن وفد الأئمة ورؤساء المراكز ومحافظي المدن المسلمين في أمريكا، وقد وافق عليها ترامب”.
وهنا نص الكلمة التي ألقاها الإمام الزهيري أمام ترامب وفق ماذكر الإمام نفسه:
“بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم، وهذه هي التحية التي تعكس تقديرنا العميق للسلام في ديننا الإسلام.
السيد الرئيس نيابةً عن هؤلاء الأئمة والقادة المحترمين من المجتمع المسلم، أعبر عن أصدق امتناننا لهذه الفرصة. اسمحوا لي أن أعرض بعض الآمال والمخاوف التي يتبناها هؤلاء الأئمة والقادة المجتمعيين وملايين من المسلمين الأمريكيين عبر البلاد وأهم القضايا التي نرغب في مشاركتها هي كما يلي:
أولاً :
نطلب منكم إنهاء الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا وخصوصاً الحرب في غزة والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأبرياء بمن فيهم النساء والأطفال. نرغب في أن يُسجل اسمكم في التاريخ الرئيس الذي لم يبدأ حروباً بل أوقفها مما يخلق إرثاً من السلام تتذكره الأجيال القادمة. السيد الرئيس أؤمن شخصياً بأن الله أنقذ حياتكم مرتين لهدف وهو إنقاذ أرواح الآخرين.
ثانياً:
نحن نؤيد بقوة دعم القيم الأسرية وحماية رفاهية أطفالنا ونعتقد بأنه من الضروري حماية الأطفال من التأثيرات الموجودة في المناهج الدراسية التي قد تؤثر على براءتهم وتعيق تطورهم الطبيعي ونشجع على سياسات تضمن أن المحتوى التعليمي يحترم القيم الأساسية التي تشاركها الأسر في جميع أنحاء وطننا مع الحرص على مصلحة أطفالنا.
ثالثاً:
كجزء من نسيج المجتمع الأمريكي نطلب تمثيلاً للمسلمين ضمن إدارتكم فمع وجود ما يقرب من 10 ملايين مسلم في البلاد يسعى مجتمعنا إلى المشاركة في أدوار اتخاذ القرار التي تؤثر على جميع الأمريكيين مما يعكس تنوع وقيم أمتنا.
رابعاً:
نحثكم على اتخاذ موقف قوي ضد الإسلاموفوبيا. السيد الرئيس ربما تكونون من أكثر الرؤساء الذين تعرضوا للظلم من قبل الإعلام في عصرنا الحديث وكذلك فإن المسلمين من أكثر الأقليات التي يتم تمثيلها بشكل غير عادل. هذا أمر نشترك نحن وإياك فيه إذ إن الإعلام ينشر عنا وعنك سوء الفهم والمغالطات.
أخيراً نقف معكم في دعم أي سياسات تسهم في ازدهار هذا البلد نحن نتفق على الحاجة إلى حدود قوية مع ضمان مسارات قانونية لأولئك الذين يرغبون في القدوم إلى هنا بشكل قانوني، بالإضافة إلى ذلك ننضم إلى جميع الأمريكيين في الدعوة إلى سياسات لمكافحة التضخم وتعزيز فرص العمل ومعالجة التحديات الاقتصادية التي تؤثر علينا جميعاً.
السيد الرئيس إذا تم الاعتراف بهذه الآمال والمخاوف فستحصلون على دعمنا الثابت في مسيرة جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى وهي المسيرة التي بدأتموها. واذا تحقق ذلك فإن المجتمع المسلم مستعد للعمل معكم لإعادتكم إلى البيت الأبيض. شكراً جزيلاً لوقتكم واهتمامكم “.
رد ترامب على عريضة القيادات العربية
وبحسب ما نشره الزهيري فإن ترامب رد بالقول “ليس هناك أي شيء، ولا بأي قدر، يمكن اعتباره مثيراً للجدل، ولا حتى يدعو للقول “دعني أفكر في الأمر”. لا! بل أنا اوافق على ذلك بنسبة 100بالمئة”.
دروس لأحزاب اليسار السويدية
يصنف الحزب الديمقراطي في أمريكا على أنه حزب يساري، بينما يجري وضع الجمهوريين في اليمين السياسي لأمريكا. وقوف الناخبين العرب مع اليمين وابتعادهم عن اليسار، قد يعطي أحزاب اليسار السويدي دروسا في التعامل مع القضايا التي تهم الناخب العربي، خصوصاً أن نسبة الناطقين بالعربية في السويد، والتي تصل إلى 6 بالمئة هي أعلى مما هي عليه في أمريكا، حيث يشكل العرب هناك نسبة تصل إلى 1 بالمئة فقط.
محمود آغا