حان وقت الخروج من ضيق الشكوى إلى فسحة المشاركة في المجتمع

: 5/26/23, 11:20 AM
Updated: 5/26/23, 6:23 PM
حان وقت الخروج من ضيق الشكوى إلى فسحة المشاركة في المجتمع

منصة “وصّل صوتك” لكل من يؤمن أن لصوته قيمة ولرأيه أهمية

من السهل علينا أن نجلس ونشتم ونلوم الآخرين، ونضع الحزن بالجرة، كما يقال، كلما واجهنا مشكلة مع صعوبة العيش في الغربة، بسبب القوانين والقرارات التي يصنعها ويقف خلفها السياسيون، من السهل أن نجلس ونجلد ذاتنا لأننا عاجزين أو غير قادرين على إحداث أي تغيير أو على الأقل على توصيل رأينا لمن يتحدث نيابة عنا ويخطط لنا حياتنا. من السهل دائماً أن نندم ونندب حظنا لأننا اخترنا أو أجبرنا على العيش في مجتمع مغاير لنا ولا يريد هذا المجتمع أن يتقبلنا، حسب ما يعتقد بعضنا.

لكن هل فكرنا مثلاً بأننا مثلنا مثل غيرنا في المجتمع نستطيع فعلاً أن نؤثر أو أن نشارك أكثر فيما يفرض علينا من قرارات أو أن نوصل على الأقل، لمن يطبخ القرارات ويحضرها، ما نفكر به ونعتقد بأنه مناسب لنا، قبل أن تتم المصادقة على هذه القرارات.

في مجتمع مثل المجتمع السويدي، هناك كثير، كما نعلم، من الطرق التي يمكن من خلالها لأي شخص أن يكون مشاركاً بدل أن يقف على الهامش ويتذمر، أو أن يكون مؤثراً بدل أن يعتقد بأنه مجرد كائن لا حول له ولا قوة. من أضعف الإيمان على أي شخص يعيش في مجتمع جديد، أن يتعرف ويتابع ويطلع بالحد الأدنى على ما يدور من حوله.

المجتمع الديمقراطي الذي سمح بإنشاء وسيلة إعلامية مثل الكومبس وساهمت البيئة المجتمعية بتطويرها، لتقديم المعلومة الموثوقة والخبر الصحيح للناطقين بالعربية، سمح اليوم أيضاً بإطلاق أول منصة استطلاعات للرأي باللغة العربية في السويد. منصة تعد أداة ديمقراطية جديدة لكي تعبر مجموعة مهمة من المجتمع السويدي عن رأيها بما يحدث من حولها وما قد يخصها ويخص المجتمع من قرارات سياسية، واجتماعية واقتصادية وغيرها.

منصة “وصّل صوتك” لاستطلاعات الرأي باللغة العربية، والتي تعد فرصة للناطقين بالعربية لإيصال صوتهم إلى المجتمع، تم إطلاقها بالتعاون مع مؤسسة Demoskop  الرائدة في تحليل البيانات.

هذه الفرصة يمكن أن يسهم فيها كل من يؤمن ويعتقد بأن صوته قيمة، وأن رأيه يمكن أن يحدث فرقاً في صياغة القرارات وإصدارها، خصوصاً أن استطلاعات الرأي ستشمل كل شيء من نمط الحياة والعادات الصحية إلى الآراء والأفكار حول الأحداث الجارية والآراء السياسية والقضايا الاجتماعية الأخرى. وسيتم إرسال الأسئلة بانتظام إلى المشاركين في منصة Diverzio وسيكون المشاركون مجهولي الهوية تماماً.

ستحمل منصة Diverzio الاسم العربي “وصّل صوتك” تجاه الجمهور المستهدف، وهي بمثابة دعوة للناطقين بالعربية في السويد لكي يجعلوا صوتهم مسموعاً في المجتمع. وجرى إطلاق التعاون رسمياً يوم الأربعاء 17 مايو، ويمكن لأعضاء المنصة الأوائل التسجيل عبر الرابط   panel.alkompis.se

وكما هو معروف تعد استطلاعات الرأي وسيلة مهمة لصانعي القرار في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية، حيث تساعد على إصدار القرارات الرشيدة والديمقراطية، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من مصداقية القرارات وسهولة تقبلها من قبل معظم مكونات المجتمع.

المشكلة الحاصلة حالياً أن هناك مجموعات وفئات اجتماعية لا يمكن الوصول لها، والحصول على رأيها، ومن هذه المجموعات عدد كبير من المولودين خارج السويد.

استطلاعات الرأي تعد أداة بحثية بالنسبة للأكاديميين الراغبين في تعميق فهم الظواهر التي يتصدون لدراستها، وأداة توعوية بالنسبة لعموم الناس المنشغلين بحيازة معلومات عن مختلف القضايا المطروحة. وكلما كانت القرارات أو نتائج الدراسات تعتمد على عينات تمثل مختلف مكونات وفئات المجتمع كانت أكثر فعالية وقريبة للواقع.

أمثلة عدة ممكن سوقها تتحدث عن أهمية المشاركة بمنصة “وصل صوتك” لإيصال رأيك. أولاً سيتم بناء قاعدة البيانات الخاصة بالمنصة، من خلال تسجيل أكبر عدد من الملتزمين والراغبين بمتابعة ما يُطرح على المنصة من مواضيع وأسئلة تهم المجتمع السويدي. ترجمة نتائج هذه الاستطلاعات إلى حقائق تُنشر بالصحافة ووسائل الإعلام السويدية ومنها الكومبس، كما سيؤخذ بهذه النتائج في عمل المنظمات والمؤسسات المعنية، وفي عمل اللجان والمجموعات المسؤولة عن دراسة الاقتراحات.

من الممكن لهذه النتائج إذا أثبتت قربها من المجموعة اللغوية العربية أن تسهم في تغيير العديد من المفاهيم حول هذه المجموعة لدى المجتمع.

سارع بالتسجيل في المنصة واتبع التعليمات، الإجراءات بسيطة، تبدأ من هذا الرابط  panel.alkompis.se الذي يطلب منك عنوان بريدك الالكتروني وكلمة مرور تختارها وتنتظر رابطاً يصلك على ايميلك لاستكمال التسجيل، بعدها سيتم التواصل بك عندما يوجد استبيان عن قضية معينة.

أمامنا اليوم فرصة للبدء بكسر جرة الحزن والخروج من دوائر اللوم والندم، إلى فضاء المشاركة الواسعة بالتخطيط لحياتنا ومستقبل أطفالنا.

محمود آغا

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.