افتتاحية الكومبس

رئيس الوزراء حين يفاضل بين الكراهيات

: 9/27/24, 4:17 PM
Updated: 9/28/24, 12:08 PM
رئيس الوزراء حين يفاضل بين الكراهيات

يمعن رئيس الوزراء أولف كريسترشون في تقسيم المجتمع. السخرية من اليهود لا تماثل السخرية من المسلمين. يرفض إدانة الإهانة الجماعية التي وجهها ريكارد يومسهوف لكل المسلمين من المهاجرين. في ذلك ما يزيل أي لبس ويغلق أي باب للمواربة.

يهرب كريسترشون إلى التاريخ، “لمعاداة السامية تاريخ فريد من نوعه وهي تجد باستمرار طرقاً جديدة لنشر نظريات المؤامرة القديمة”. يقول في حواره مع داغينز نيهيتر.

ما تعرض له اليهود على يد النازية في أوروبا من أهوال وما رافق ذلك من دعايات ونظريات مؤامرة لا يمكن إلا أن يظل حياً في ذاكرة الأوروبيين، ولا يمكن إلا أن يبقى درساً تاريخياً للبشرية يذكّرها بما يمكن أن يفعله الإنسان حين يتوحش ويخترع قيماً قائمة على المفاضلة بين البشر.

الخطاب الذي يتبناه رئيس وزراء السويد الآن يلغي قيمة مهمة نؤمن بها كسويديين ونربي أطفالنا عليها، “البشر متساوون في القيمة”، لذلك يجب أن تكون الكراهية الموجهة للبشر مرفوضة أياً كان مصدرها وموضوعها.

المفاضلة بين كراهية وأخرى تزيد شعور مجموعة من السويديين بأنهم “أقل”، أو أنهم مواطنون “من درجة ثانية”، حين يعتبرهم رئيس حكومتهم كذلك فعلاً. الطين يزداد بلة وسط تراكمات خلّفها حرق المصحف والتصريحات المتكررة لقياديين في SD ضد الإسلام والمسلمين في جو عام توجّه فيه الحكومة بعض اقتراحاتها تجاه مهاجرين، مثل إغرائهم بالأموال لترك البلد.

الجمعية اليهودية في يوتيبوي تقدمت على رئيس الوزراء خطوات حين أعلنت تبرؤها مما نشره رئيسها والسياسي في حزب الليبراليين آلان ستوتزينسكي ضد المسلمين.

الرسم الكاريكاتوري الذي يقارن بين تاريخ اليهود وتاريخ المسلمين، رأت فيه الجمعية إساءة. وقالت “نحن ننأى بأنفسنا بقوة عن جميع التعبيرات التي يُنظر إليها على أنها مسيئة للمسلمين أو لأي دين أو مجموعة عرقية”، مؤكدة أنها تعمل لتعزيز الاحترام المتبادل والتفاهم بين الأديان والثقافات المختلفة.

تحتاح السويد اليوم إلى ما يوحدها. تحتاج إلى ما يجنبها التأثر المباشر بتداعيات ما يجري في الشرق الأوسط. ولذلك مستلزمات يمثل الخطاب السياسي واحداً من أهمها. خصوصاً حين يصدر الخطاب من رئيس الحكومة الذي وعد سابقاً، ويفترض أن يكون، رئيس حكومة لكل السويديين.

قد يمضي أولف كريسترشون بعد عامين، لا أحد يعرف، غير أن الأثر الذي تتركه الكلمات قد لا تتجاوزه المجتمعات بسهولة.

مهند أبو زيتون

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.
cookies icon