علم السويد هو أحد أبرز الرموز الوطنية، ويتكون من صليب ذهبي على خلفية زرقاء. يجمع هذا التصميم بين قيمٍ تاريخية ودينية في السويد، ويُستخدم في السياقات الرسمية والشعبية منذ قرون. ويُعَدّ العلم أكثر من مجرد راية، إذ يمثل الانتماء الوطني ويحمل دلالات عميقة مرتبطة بتاريخ البلاد.
تاريخ العلم السويدي وتطوره
يرجع أصل تصميم علم السويد إلى منتصف القرن السادس عشر، ويُعتقد أنه مستوحى من العلم الدنماركي “دانيبروغ”. يظهر أول توثيق رسمي للعلم في رسالة ملكية بتاريخ 19 أبريل 1562، التي تصف العلم بأنه “ذو صليب أصفر موزع بشكل عرضي على خلفية زرقاء”. واستخدم هذا العلم بدايةً من قبل الملك والجيش في المناسبات الرسمية.
ويرمز الصليب إلى المسيحية، في حين أن اللونين الأصفر والأزرق مستمدان من شعارات النبالة الملكية السويدية القديمة.
ويظهر أول شعار نبالة معروف للسويد من القرن الثالث عشر أسداً ذهبياً على خلفية من خطوط متموجة زرقاء وبيضاء. فيما ظهرت التيجان الذهبية الثلاثة على خلفية زرقاء كرمز ملكي بارز منذ القرن الرابع عشر.
ويرمز الأزرق في السياق الديني والتاريخي، إلى السماء، الإخلاص، والعدالة، بينما يمثل اللون الذهبي الضوء والنقاء والسلطة الملكية.

خصائص التصميم والمقاييس القانونية
ينظَّم تصميم العلم بموجب القانون السويدي (1982:269)، وتحدد الأبعاد بنسبة 10 إلى 16 بين الارتفاع والعرض. يُقسم الصليب إلى قسمين متساويين في الارتفاع ويُحيط به لون أزرق في الحقول الأربعة.
تحدد لائحة (1983:826) المواصفات اللونية الرسمية كالآتي:
• الأزرق: NCS 4055-R95B، Pantone 301 C/U، RGB: #006AA7
• الأصفر الذهبي: NCS 0580-Y10R، Pantone 116 C، RGB: #FECC00
أشكال متعددة لاستخدام العلم
يظهر علم السويد بعدة أشكال:
• العلم الوطني: ذو الشكل المستطيل العادي.
• علم البحرية (الراية البحرية): يضم ثلاث نهايات مدببة ويُستخدم من قبل القوات المسلحة.
• العلم الملكي: يحتوي على شعار الدولة أي التيجان الثلاثة في درع صغير أو كبير داخل مركز الصليب.
في الاستخدام اليومي، يتبع العلم تقاليد صارمة من حيث توقيت الرفع والتنزيل، ولا يجوز رفعه ليلاً إلا إذا كان مضاءً بشكل كافٍ. كما يُمنع استخدام العلم في الإعلانات أو العلامات التجارية دون تصريح رسمي من هيئة الملكية الفكرية.
“الفيمبل”.. راية بديلة عن العلم
عند عدم رفع العلم الرسمي الكامل، تستخدم راية تسمّى فيمبل (vimpel) بالسويدية، بلونين أصفر وأزرق، ويجب أن يكون اللون الأزرق في الأعلى.
يُسمح للفيمبل بالبقاء مرفوعًا ليلاً ونهاراً، وهو بديل شائع للعلم الرسمي في الأيام العادية. وعادةً ما يرفعه السويديون فوق منازلهم.

علم السويد في المناسبات العامة والخاصة
لا توجد قوانين ملزمة حول أيام رفع العلم، لكن يوصى بالالتزام بالأيام الرسمية مثل:
• 6 يونيو (اليوم الوطني)
• 1 يناير (رأس السنة)
• 30 أبريل (عيد ميلاد الملك كارل غوستاف السادس عشر Carl Gustaf)
• 14 يوليو (عيد ميلاد ولية العهد فيكتوريا Victoria)
كما يجوز رفع العلم في المناسبات الخاصة كأعياد الميلاد أو التخرج أو الزواج، ويُنصح بعدم رفعه في غير ضرورة أو أثناء الليل دون إضاءة.
أعراف رفع العلم وأهم التوصيات
عند رفع العلم:
• يجب أن يكون نظيفًا وغير ممزق.
• يُرفع حتى يصل أعلى السارية.
• لا يجوز استخدام أكثر من علم واحد لكل سارية.
عند إنزاله، يجب عدم ملامسته الأرض.
في حال تلف العلم، يجب التخلص منه بطريقة محترمة، ويفضل تقطيعه إلى قطع منفصلة بالألوان دون حرقه، نظرًا لأن المواد الاصطناعية قد تطلق دخانًا سامًا عند الاحتراق.
علم السويد والنشاطات الدولية
عند رفع أعلام عدة دول، يوضع علم السويد في المكان الفخري، سواء في منتصف الصف إذا كان العدد فرديًا أو على الجهة اليمنى من المنتصف إذا كان العدد زوجيًا. تُرتب الأعلام الأخرى حسب الترتيب الأبجدي السويدي لأسماء الدول.
كما يمكن للمقيمين الأجانب رفع أعلام دولهم في المناسبات الخاصة، ويمكنهم أيضاً رفع علم السويد في المناسبات العامة الوطنية، تأكيداً على شمولية الهوية السويدية.
وخلال احتفالات اليوم الوطني السويدي في 6 يونيو، عادةً ما تدعو البلديات والمجالس المحلية المهاجرين الجدد للمشاركة في الفعاليات الرسمية، وتُوزَّع عليهم أعلام السويد، ويُشجَّعون على استخدامها ضمن الاحتفالات.
وفي كثير من هذه المناسبات، يُسمح أيضاً للمشاركين برفع أعلام بلدانهم الأصلية كجزء من الفعالية، في تعبير عن التعددية الثقافية.