الكومبس – أخبار السويد: قد يلفت نظرك وأنت تتجول في بعض طرقات المدن السويدية وجود أجهزة رقمية تعرض عدد راكبي الدراجات الهوائية في اليوم، وأحياناً منذ بداية السنة. هذه الأجهزة ليست زينة حضرية، بل أدوات ذكية تلعب دوراً مهماً في مستقبل التنقل البيئي في السويد.

في بلدية سوندبيبيري مثلاً، تم تثبيت أحد هذه العدادات الذكية على أحد المسارات المخصصة للدراجات، حيث يمكن للمارة رؤية عدد الدراجين الذين مرّوا بالمكان في ذلك اليوم، وفي العام كله. هذا النوع من الأجهزة يُعرف بـ عدادات الدراجات الهوائية أو “cykelbarometrar”.

لماذا تُستخدم هذه العدادات؟

تشجيع سلوك مستدام:

عرض الأرقام بشكل مباشر يشجّع الناس على استخدام الدراجة كوسيلة نقل رئيسية بدلاً من السيارة، ما يساهم في تقليل الانبعاثات الضارة ويعزز نمط حياة صحي ونظيف.

تخطيط أفضل للبنية التحتية:

من خلال جمع بيانات دقيقة على مدار العام، تستطيع البلديات اتخاذ قرارات مدروسة بشأن:
• توسيع مسارات الدراجات.
• تحسين التقاطعات والإشارات.
• وضع مواقف جديدة للدراجات في أماكن الحاجة.

تقييم السياسات والحملات:

تساعد العدادات في معرفة مدى فعالية الحملات التي تدعو لاستخدام الدراجة، كما تُستخدم لمقارنة التغير في أعداد الدراجين بين المواسم أو حتى بين الأعوام.

مشاركة مجتمعية وشفافية:

يتيح الجهاز لكل من يمر بجانبه رؤية الأرقام في الوقت الحقيقي، مما يخلق شعوراً جماعياً بالمشاركة، ويزيد من ثقة الناس في جهود البلدية.

الدراجات… مستقبل التنقل في السويد؟

تسعى السويد إلى أن تصبح دولة رائدة في مجال النقل المستدام، وهذه العدادات ليست سوى جزء بسيط من منظومة أوسع تشمل الدعم المالي لشراء الدراجات الكهربائية، وتوسيع شبكة المسارات الآمنة، وإطلاق حملات لتغيير ثقافة النقل.

ففي ظل ازدياد الوعي بأهمية الصحة والبيئة، يبدو أن الدراجة الهوائية لم تعد وسيلة ترفيه فقط، بل خياراً ذكياً ومناسباً لكثيرين.

هل تستخدم الدراجة للتنقل في مدينتك؟ شاركنا تجربتك!