أحرقت جموع من مشجعي نادي مكابي تل أبيب سيارة قبل المباراة ومزقت أعلاماً فلسطينية، بحسب ما قالت الشرطة الهولندية لوكالة فرانس برس. وأظهرت مقاطع فيديو حشوداً تهتف ضد العرب. وذكرت وكالة الأنباء السويدية أن هتافات من المشجعين سُمعت في مقاطع فيديو تقول “لا مدارس في غزة لأنه لم يعد فيها أطفال”. بالطبع هذا استفزاز واضح لكثير من المتعاطفين مع الفلسطينيين بعد أن وصل عدد الضحايا الأطفال في غزة إلى أكثر من 14 ألفاً.
بعد المباراة تعرّض المشجعون الإسرائيليون لهجوم من قبل أشخاص يهتفون بشعارات فلسطينية. هاجم أشخاص على دراجات نارية مشجعين كانوا يغادرون ساحة المباراة. ونُقل جراء ذلك حوالي خمسة مشجعين إلى المستشفى قبل أن يخرجوا منها. وسجلت مقاطع فيديو عمليات اعتداء عنيفة على أشخاص. بالطبع هذا رد عنيف و”غير متناسب” على الاستفزاز الأول.
وصفُ “رد غير متناسب” ترفض الحكومة السويدية إطلاقه على العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل المتهمة الآن بارتكاب جرائم حرب في غزة. وزيرة الخارجية ماريا مالمر ستينرغارد قالت سابقاً إن تقييم ما إن كان الرد متناسباً أم لا ليس مهمتها بل مهمة المحاكم.
لم ينتظر رئيس الوزراء أولف كريسترشون المحاكم أو التحقيقات الهولندية في ما جرى خلال اضطراب الخميس ليقول تعليقاً مباشراً على أحداث أمستردام “يتعرض اليهود للتهديد والمضايقات، فقط لأنهم يهود (..) هذه ليست أوروبا التي نريدها”.
قفز كريسترشون إلى استنتاج سريع، فالمشجعون ضُربوا في الشوارع “فقط لأنهم يهود”، لا لأن الاستفزاز أدى إلى شغب في الشوارع، ولا لأن حرب غزة تلقي بظلالها على العالم وتهدد بمزيد من الانقسامات ويجب أن تتوقف، ولا لأن صورة إسرائيل كدولة أصبحت مرتبطة على صعيد عالمي بالقتل. الأيدي الملطخة بالدماء التي رفعها يهود في الولايات المتحدة في وجه نتنياهو تقول ذلك.
محاولة المساواة دائماً بين انتقاد وتجريم إسرائيل كحكومة وسياسة وبين “معاداة اليهود” أصبحت دعاية ممجوجة يتمسك بها بعض اليمين الأوروبي الذي لم يسمع هتافات اليهود “ليس باسمنا”.
بالعودة إلى أمستردام، فإن العنف وضرب الناس في الشوارع يجب أن يكون مداناً دائماً بغض النظر عن المبررات أو عن هوية مرتكبه. تماماً كما أن قتل المدنيين والأطفال وتشريدهم واعتبار البشر “حيوانات بشرية” يجب أن يكون مداناً دائماً بغض النظر عن المبررات أو عن هوية مرتكبه. معادلة بسيطة لا تسمح بها الأيديولوجيا أو السياسة أحياناً، لكنها أخلاقية دائماً.
مهند أبو زيتون