افتتاحية الكومبس

متى يهتز شعر بيلستروم؟

: 2/16/24, 12:50 PM
Updated: 2/16/24, 12:51 PM
متى يهتز شعر بيلستروم؟

بعد 131 يوماً من الحرب على غزة، تختار الحكومة السويدية أن تركز في بيان سياستها الخارجية (الأربعاء 14 فبراير) على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، وضرورة الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، مع إشارة خجولة إلى تأييد وقف إنساني لإطلاق النار بعد أن وصل الوضع في القطاع إلى مستوى كارثي.

لطالما احتجت الحكومة السويدية بأنها تتبع سياسة الاتحاد الأوروبي فيما يخص الصراع في الشرق الاوسط، غير أن تصريحات قادة الاتحاد الأوروبي باتت تتجاوز بمراحل موقف الحكومة السويدية الذي لم يغادر مرحلة السابع من أكتوبر، ولم يلحظ “تجاوز إسرائيل لكل الحدود”، وهو التعبير الذي استخدمه ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل. بل إن بوريل ذهب إلى حد مطالبة المجتمع الدولي بإعادة النظر في مسألة تقديم الأسلحة لإسرائيل.

تغيّر الحكومة السويدية الحالية وجه السياسة الخارجية السويدية فيما يخص القضية الفلسطينية. تقلب موازين الحكومات السابقة، فيختل الميزان تماماً لصالح كفة إسرائيل، فيما تبدو الكفة الفلسطينية في مهب الريح.

زيارة من حزب المسيحيين الديمقراطيين إلى إسرائيل تضمنت لقاء مع منظمة استيطانية إسرائيلية متطرفة، ثم زيارة وفد من SD على رأسه جيمي أوكيسون الذي أطلق تصريحات من تل أبيب بدت تقف على يمين اليمين الإسرائيلي نفسه.

وأخيراً، تصريح المتحدث في السياسة الخارجية باسم حزب الليبراليين يوار فورشيل بأنه لن يزور السفارة الفلسطينية في ستوكهولم لأنه يعتقد بأنه يجب عدم الاعتراف بفلسطين قبل التوصل إلى حل الدولتين، وكأن الاعتراف بفلسطين قضية رأي شخصية، وليس اعترافاً يلزم الحكومة التي يشارك فيها فورشيل.

تتجاهل حكومة السويد كل الأصوات التي تطالبها بإدانة ما تمارسه إسرائيل من قتل غير مسبوق، وبينها أصوات لسويديين يهود قالوا إنه لا يمكن للسويد أن تقف مكتوفة الأيدي بينما تُخضع إسرائيل السكان المدنيين الفلسطينيين للعقاب الجماعي.

ويبقى السؤال الذي لم يجب عليه أحد من الحكومة: ما مصلحة السويد كدولة في أن تتخلى عن توازنها في واحدة من أهم القضايا الدولية؟ وما الذي تكسبه السياسة الخارجية من هذا التحول في الانحياز لإسرائيل؟

هذا عن السياسة الخارجية، فماذا عن تأثير كل ذلك على الوضع الداخلي في السويد؟ ألا تخاطر الحكومة بانقسام حاد في المجتمع وهي التي تعرف جيداً ان الآراء داخل هذا المجتمع متناقضة إزاء ما يحدث في غزة.

الصراخ الذي قوبل به بيلستروم وهو يتلو بيان السياسة الخارجية لحكومته في البرلمان لم يحرك شعرة واحدة من شعرات رأسه المصفوفة بعناية، فهل تحرك مصلحة السويد عقلية الحكومة المتحجرة عند السابع من أكتوبر؟

مهند أبو زيتون

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.