آراء حول مصاعب الزواج في السويد: هل أضحى الزواج ” حُلم “؟
الكومبس – تقرير: قد لا يشعر الأشخاص الذين عاشوا في السويد فترات طويلة، أو الجيل الثاني أو الثالث من المهاجرين، “صعوبات غير عادية” في الزواج، مثلما يشعر عدد من القادمين الجدد.
عوامل وأسباب كثيرة تتداخل مع بعضها، لتشّكل لوحة تكاد تكون معقدة بعض الشيء، لمن جاء حديثا الى السويد ويريد الزواج، بالطبع ليست هذه ظاهرة عامة، بقدر ماهي حالات تكاد تكون متشابهة للعديد من الأشخاص الذين تحدثوا لـ الكومبس عن “الزواج في السويد”:
منذر الأحمد: ” لا أتخيل أنني سأتزوج في السويد”!
“في السويد لا أتخيل في بعض الحالات أنني قد أتزوج بيوم من الأيام!! هكذا أشعر في الحقيقة، لماذا لا أدري! لكن الظروف المحيطة صعبة للغاية. البحث عن عروس في هذا البلد أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قشّ!”.
بهذا الكلام عبّر منذر الأحمد، وهو لاجئ سوري مقيم في مدينة كالمار عن رأيه في مسألة الزواج بالسويد، وهو كما قال وافد جديد للبلد حيث صار له هنا ما يقارب العام.
صبحي عز الدين: ” شروط الأهل تعجيزية”
فالزواج أضحى برأي العديد من الشباب المهاجر “عقبة مستقبلية حقيقية” كما يرى صبحي عزالدين، وهو لاجئ عراقي مقيم في مدينة كارلستاد. يقول: “فترة 9 أشهر قضيتها وأنا أبحث بلا كلل أو ملل عن فتاة لأتزوج وأعيش كما كل الناس. عمري الآن 30 عاماً. حوالي 4 سنوات من عمري طوتها الحرب في بلادي وهناك لم يتوفر لي أن ألتفت لهذا الموضوع. عندما قدمت للسويد منذ أواخر عام 2015 رأيت أنه من حقي أن أبحث عن الفتاة التي أشاركها همومي ولحظاتي. لكنني لم أوفق حتى تاريخه في ذلك”.
وعن الأسباب يضيف عزالدين: “لم أكن أعلم أنني سأصل إلى مرحلة أجد فيها من الصعب أن أتزوج لسبب ليس بيدي، السبب أنه خرجت من بلدي. العائلات تتشدد كثيراً في قبول أي شاب. حقيقة أنا لا أقصد العائلات العراقية، بل جميع العائلات العربية. يضعون في كثير من الأحوال شروطاً أشبه بالتعجيزية، وفي كثير من الأحيان كان الجواب بـ(لا.. البنت تريد أن تدرس) أو (لا يوجد نصيب).
كما أنهم يسألون عن أصل الشخص ومن أين قدم وعن عائلته. أنا لست ضدهم في ذلك فها حقهم، لكن العائلات غير العراقية تجد من غير الملائم أن تعطي القبول لشاب من جنسية ثانية أحيانا”.
ناهد خالدي: “التشدد مبرر أحيانا”
من جهة أخرى، ترى ناهد خالدي، وهي لاجئة سورية أن قضية التشدد في شروط الزواج في السويد بالنسبة للعائلات العربية “أمر حاصل، لكنه مبرر في بعض الأحيان” على حد تعبيرها. وتضيف بالقول: “الآن نحن لسنا في بلداننا. نعم هناك كان الأمر مختلف نوعاً ما، لكن لكل مقام مقال كما يقال. انظر إلى الوضع الذي تعيشه الناس تعرف أن العائلات التي تتشدد في وضع شروط على الشبان المتقدمين لطلب فتياتهم محقة في كثير من الأحيان. أنا مع تلك الشروط لضمان مستقبل الفتاة وعدم وقوعها ضحية قصص ارتباط عابرة”.
وتتابع بالقول: “هنا في السويد حال الناس صعب، لا سيما القادمين الجدد. الظروف جميعها خانقة. الجميع يعلم أن كل الظروف الاجتماعية ترتبط بالظروف النفسية التي يعيشها الإنسان. كذلك عشرات حالات الطلاق نراها في أوروبا ومنها في السويد، وفي الغالب ما تكون الضحية فيها الفتاة، لذا من حق الأهل ضمان حياة ابنتهم بشرط ألا يظلموها من خلال ذلك ولا أن يظلموا الشاب الراغب بها.. هذا رأيي” .
زكريا الدالي: الوسط الاجتماعي غير موجود
من جانبه، يرى زكريا الدالي، لاجئ سوري، 28 عاماً، مقيم في مدينة نيبرو، أنه إذا كان من حق الأب أو الأهل عموماً ضمان مستقبل الفتاة، فليس من حقهم إرهاق الشاب بمهر مرتفع أو بكميات من المجوهرات يطلبونها للفتاة. ويردف “لا أحد يقدر المشكلة. الحال هنا ليس كما في بلادنا، أنا من سوريا، في بلدي أمي وأختي وخالتي وعمتي وربما كل الوسط المحيط بي قد يساعدني في البحث عن فتاة لأتزوج بها. هنا لا يوجد لدي أحد، كما أن غالبية الشبان نفس حالتي. البحث عن عروس يستغرق أشهر على عكس الحال في سوريا حيث لا يتعدى الأيام…”.
ويبدي زكريا استعداده لدفع مهر الفتاة في السويد مهما بلغ “إذا كان له عمل يعيش عليه والحال ميسور” كما يقول، لكنه لا يؤيد طلب أية مبالغ جانبية أو مهر مرتفع إذا كان الشاب “لاجئ عادي ولا يعمل”، ويشير مجدداً إلى أن بعض الأهالي يطلبون تعويض سفر الطريق لوصول الفتاة إلى السويد، وهذا الأمر بنظره “غير صحيح ولا يقبله المنطق”.
أحمد مشول: البعض يطلب مهر بناتهم بالدولار!!
محامي سوري، يقول في تفنيد هذه الإشكالية من وجهة نظر أوسع إنه لكل مجتمع تقاليده وقوانينه الناظمة لمشروع الزواج، ويرى أنه “في السويد الإشكالية الحاصلة لها علاقة بظروف المهاجرين، من لم شمل وإقامة والظروف المادية للأسر التي بدأت تلقي بظلالها على جانب من العائلات التي بدأت تشترط مهر مرتفع بمبالغ توصف بالخيالية أو بوضع تعقيدات جانبية”، مشيراً إلى أن مثل تلك الشروط “لا تتناسب مع الشرع وحتى لا القانون السويدي الذي يسهل إجراءات الزواج”.
ويضيف بالقول: “المشكلة ليست بالبلد الذي نقيم فيه، هي في الظروف الاجتماعية المحيطة بالمهاجرين. السويد بلد ديمقراطي. وإذا وجدت مظاهر سلبية معينة لدى بعض المهاجرين فيما يخص الزواج فهي ليست ظاهرة عامة. بعض الأهالي يتطلبون مهر بناتهم بالدولار أو اليورو، في الحقيقة ذه ظاهرة مرضيّة نتيجة ظروف اجتماعية معينة، لكن الغالبية ترى تزويج الفتيات عندما يتقدم الشاب المناسب وفي الظروف المناسبة”.
ويعتبر المحامي مشول أن “قضية اللجوء إلى اعتماد “السامبو” قد تخلق إشكالات مستقبلية عندما يكون هناك أطفال، والرغبة في سلوك هذا الطريق لدى بعض الشبان المهاجرين يحكمها برأيه عاملان، الأول: هو الرغبة في التجريب في مجتمع بعيد عن الرقابة الاجتماعية كما مجتمعات الشرق، والثاني: هو اللجوء للسامبو محل مؤقت لإيجاد صلة جنسية مع الآخر يمكن الانتهاء منها ومن تبعاتها بدرجة أسهل من الزواج كما يعتقد البعض”.
أسامة الماضي – كالمار