إعلانات بداية الموسم الدراسي تدفع الناس الى شراء ما لا يحتاجونه
الكومبس – تحقيقات: إن كانت بداية الموسم الدراسي تدفع الى الضجر لدى بعض الطلبة، فان الأمر مختلف تماما بالنسبة الى الشركات التجارية التي تملأ الأسواق والمتاجر ببضائعها، وتزدهر مبيعاتها خلال شهر آب (أغسطس)، محققة أعلى نسبة من الأرباح.
وبحسب الإذاعة السويدية فان الكثير من أولياء الأمور يلجأون الى تجديد خزانة ملابس أبناءهم، بشراء الجديد منها، إستعداداً للعام الدراسي الجديد.
وتتلون الحاجيات المدرسية المختلفة على واجهات محلات بيع الملابس، حيث تعمل بعض تلك المحال على كسب الزبائن بعمل تخفيضات على بضاعتها، مستفيدة من الماكنة الدعائية النشطة وإرسال المجلات والصحف الدعائية التي تجعل الزبون في حيرة من أمره مما سيختار، في حين يتوجه البعض الى السوق بسبب الإغراءات الشرائية التي تقدمها تلك الإعلانات، ليجد نفسه إنه صرف الأموال على إمور لم يكن بحاجة إليها.
أُم علياء، والدة لثلاثة أطفال، إثنان منهم في المرحلة الإبتدائية والثالث في المرحلة المتوسطة، تقول لـ "الكومبس"، إنه ليس بالضرورة ان تقوم بشراء ملابس وحاجيات جديدة لأبنائها عند بداية الموسم الدراسي، بل إنها لا ترى حاجة الى ذلك، خاصة ان الصيف في نهايته وما يتم شراءه الآن لن يُستفاد منه خلال الشتاء المعروف بقساوة بردوته في السويد.
تحاول أُم علياء عمل موازنة بين طلبات أبناءها والدخل الذي تحصل عليه العائلة، اذ من الصعب تجديد خزانات أبناءها الثلاثة دفعة واحدة، كما ان بعض الملابس يمكن إستعمالها لفترة أطول من غيرها.
أعلى مبيعات في آب
ووفقاً للراديو الرسمي السويدي فان شهر آب (أغسطس) هو من أهم أشهر السنة في تحقيق الأرباح المادية، اذ يجري التركيز على الأطفال وعودتهم الى المدرسة، وتزدهر بشكل خاص مبيعات اللوازم الرياضية وحاجيات الإستعمال اليومية من ملابس وأحذية، كما تنشط أيضاً مبيعات الهواتف المحمولة.
ولا يعتبر شهر آب، موعداً لبدأ العام الدراسي الجديد بل إنه إعلان عن بدأ فصل الخريف، ما يعني تجديد المتاجر لبضاعتها وإستقدام الجديد منها وبما يتناسب مع الذائقة الإستهلاكية.
تقول المسؤولة عن سلسلة متاجر ليندكس Lindex إليزابيث بيرجي، إنه بداية فصل الخريف، ما يعني شحن المحلات بالبضاعة التي تناسب هذا الفصل، واذا تمكن الزبون من إيجاد حاجته لدينا، فبالتأكيد سيرجع إلينا بقية أيام السنة.
وبيّنت إحصائية صادرة عن معهد إيرم IRM للدعاية والأعلام، ان الإعلانات التجارية في شهر آب (أغسطس) زادت لعدة سنوات عن متوسط الإعلانات في بقية الأشهر، رغم ان الأحصائية لم تأخذ بنظر الإعتبار الإعلانات المتنامية عن طريق الإنترنت.
الإعلان قوة ضاغطة
تعترف سمر وهي والدة لطفلين في المرحلتين التمهيدية والإبتدائية صراحةً، انها لا تقاوم الإعلانات الدعائية والمجلات الصاخبة بالألوان التي تصل المنزل وخاصة عند بدأ الموسم الدراسي، حيث تسعى الى تلوين خزانات ملابس أطفالها بالثياب الجديدة، لذا فهي تتواجد في السوق بشكل مستمر، تتسوق بضاعة، يُغريها السعر بشراءها وليس الحاجة إليها.
وتعتقد سمر ان الكوبونات التي تحمل تخفيضات بنسب معينة من التي تصلها، تعيد إليها بعض الأموال، لذا فهي تحاول الإستفادة منها، محققة (وفقاً لحديثها)، هدفين، الأول توفير بعض الأموال والثاني ممارسة هوايتها في التسوق.
وربما هذا ما يُراهن عليه القائمون على الإعلان. الصرف على أُمور لا تأخذنا إليها الحاجة بل أسعارها المُخفضة نسبياً، وبالتالي يكون المستهلك هو الخاسر الوحيد.
لينا سياوش