التحصيل العلمي هو الذي يحدد طول العمر وليس جنس الشخص
الكومبس – ستوكهولم: أظهرت أرقام جديدة صادرة عن مكتب الإحصاء المركزي في السويد، أن جنس الشخص لا يحدد طول العمر الذي يعيشه، بل أن تحصيله العلمي من يفعل ذلك، على إعتبار ان من يتحصل على تعليم عالي، يتمتع على الأغلب بثقافة صحية تتيح له الإعتناء بصحته أكثر من غيره.
وأشارت الأرقام الى إرتفاع فرق متوسط طول العمر لدى النساء والرجال، وفق شهاداتهم العلمية المختلفة، بشكل أكبر مما كان يشكله او ما كان يعتقد في السابق فرق الجنس.
وبحسب الأرقام، إرتفع متوسط العمر لدى النساء والرجال الذين يحملون شهادات علمية تزيد عن الإعدادية، خمسة أعوام، مقارنة بالأشخاص الحاصلين على الشهادة الإبتدائية، وأن الزيادة الأكبر كانت في صالح الرجال الحاصلين على شهادات جامعية.
وبقى متوسط عمر النساء دون التعليم الثانوي على حاله، إذ لا يزال العمر المتوقع لهم بعد سن الثلاثين يبلغ 51.5 عاماً منذ العام 2006.
وبينت الأرقام الأخرى أن متوقع طول العمر المتبقي للأشخاص عند سن الـ 30 عاماً، بلغ نحو 54 عاماً لدى النساء و 51 عاماً لدى الرجال، خلال الفترة من 2011-2013. ما يعني فرق قرابة ثلاث سنوات، لصالح النساء.
وكانت الإحصائيات قد أوضحت ان فرق العمر بين النساء والرجال في السويد خلال الفترة 2000-2002، كان قد سجل عاماً واحداً فقط.
الدكتور فارس الخليلي: التحصيل العلمي يعني ان الفرد مدك أغلب الأحيان ما يحيطه
الكومبس أجرت إتصالا بالدكتور فارس الخليلي من مركز أمراض القلب في ستوكهولم للتعليق على نتائج هذه الدراسة فقال: ” التحصيل الدراسي العالي يعني بأن الفرد مدرك في أغلب الأحيان لما يحيط من حوله، ومطلع على المعلومات التي تغني حياته الصحية، والمسالك التي يمكن من خلالها تجنب الأمراض، بإعتماد أنماط غذائية سليمة ووممارسة الرياضة والإبتعاد عن الإجهاد”.
وأوضح الخليلي أن مستوى التعليم العالي، يؤدي بالتالي الى حصول الفرد على وظيفة براتب مرتفع، ما يعني فرص حياة أفضل.
ويعزز الخليلي الإحصائيات، مبيناً وجود دراسات، تؤكد بأن معدلات العمر في المناطق الغنية بستوكهولم، تكون أعلى بكثير من المناطق الأخرى، فيما كشف عن أن الفرق بين متوسط عمر النساء في مناطق مختلفة من مدينة مالمو، بلغ سبعة أعوام.
ويشدد الخليلي على أهمية الوعي الصحي والإجتماعي للشخص، موضحاً أن مثل هذه الأرقام تفيد السياسيين بالدرجة الأولى وتدفعهم الى التركيز على المناطق التي تعاني نقصاً في النواحي الصحية والثقافية والتعليمية والأقتصادية والعمل على رفع مستواها، وأن يجري تقديم المعلومات بلغة مبسطة، تناسب القدرات الذهنية والفكرية للأشخاص القاطنين في تلك المناطق.
ويرى الخليلي، أن متوسط عمر النساء بشكل عام أطول من الرجال، قائلاً: المرأة تعيش أطول من الرجل، والامر متعلق بالقضايا البايولوجية، حيث أن غالبية النساء لا يصبن بأمراض القلب والشرايين الا بعد سن اليأس، فيما يُصاب الرجال قبل ذلك.
لينا سياوش – الكومبس
الحقوق محفوظة: عند النقل أو الاستخدام يرجى ذكر المصدر