الكومبس – حوار: انتشرت في الآونة الأخيرة، تساؤلات عديدة حول طبيعة مهنة حارس الأمن Vakt في السويد، بعد الجدل الذي أثير حول قيام حارس أمن بالاعتداء على فتى يبلغ من العمر تسعة أعوام، في محطة مالمو المركزية، ما فتح الباب واسعاً لطرح العديد من النقاشاتركزت على حدود صلاحيات مهنة الحارس الأمني، والضوابط التي تحكم عمل هذه المهنة، ونوعية التدريب الذي تأهل العمل بها. خاصة أن حادثة الاعتداء في مالمو ليست الأولى ولن تكن الأخيرة، فهناك العديد من الصدامات والاشكالات التي تحدث مع الحراس الأمنيين.
وكأي قضية اجتماعية يواجهها المجتمع فهناك أشخاص اعتبروا أن ما قام به حارس الأمن هو دفاع عن النفس، وأن الطفل مذنب، وهناك أشخاص أدانوا بشدة العنف الذي استخدمه الحارس ضد الطفل، وأن هذا العنف غير مبرر حتى وإن كان الطفل مذنباً وقام بارتكاب خطأ.
قد يشعر البعض بالأمان عند رؤية حارس الأمن، والبعض الآخر يتمنى عدم رأيته، ويعتبر وجوده في بعض الأماكن غير مرغوب فيه ويحاول تجنبه حتى وإن اضطر للتعامل معه والحصول على مساعدته، لذلك من المسؤول عن إعطاء صورة سلبية عن حارس الأمن؟ وبالمقابل ما هي أكثر الصعوبات والمتاعب التي يواجهها؟ حول ذلك كله، أجرت الكومبس اللقاء التالي مع حارس الأمن كابي الياس:
“حارس الأمن يؤدي بعض المهام الخاصة بالشرطة”
يقول كابي إن الشرطة السويدية هي التي تتخذ أحياناً قرار السماح لحارس الأمن بتنفيذ بعض مهمات الشرطة، ولا يستطيع حارس الأمن أن يمارس هذه المهنة، إذا لم يوافق عليه قسم الشرطة في كل محافظة.
يضيف أن العمل كحارس أمن يشمل عدة مجالات في إطار الحفاظ على الأمن والنظام العام منها مراكز ومحطات النقل والمطارات، والملاعب الرياضية، والمطاعم والمتنزهات ومراكز التسوق، والمستشفيات والمحاكم والسفارات والمباني الحكومية، والحماية الذاتية لللأشخاص المهمين، وكل مجال من هذه المجالات لديه قوانين خاصة به وشروط تحكم طريقة عملها.
“شروط المطلوبة للعمل كحارس أمن”
يؤكد الياس وجود العديد من الشروط الواجب توفرها في الشخص للعمل كحارس أمن، أهمها أن يكون الشخص مناسبا للقيام بمهمات حارس الأمن، ويحترم القانون، ولا يوجد في سجله أي مخالفة، ولذلك فإن هيئة التدقيق في الشرطة تقوم بالتحقق من أن حارس الأمن لا يزال يلبي جميع متطلبات المهنة.
“مراحل التعليم”
يوضح كابي أن مهنة حارس الأمن ليست مجرد مهنة عادية، فالشخص يجب أن يخضع لدورتين تتعلق بتعليم أساسيات المهنة، ودراسة بعض القوانين السويدية، ثم يخضعلتدريب عملي في إحدى الشركات الأمنية لاختبار مدى قوته البدنية، وكيفية استخدام السلاح والدفاع عن النفس، وبالإضافة إلى الشروط العامة الواجب توفرها، فمن الضروري أن يتقن الحارس اللغة السويدية بشكل جيد، والأهم هو الحصول على موافقة الشرطة بمزاولة المهنة وذلك عن طريق ملائمة التقييمات العامة التي حددتها.
ومن الضروري للراغب بالعمل كحارس أمن دراسة القوانين الخاصة بالمخدرات والكحول والسلاح، بالإضافة إلى دراسة كيفية التعامل والقيام بإطفاء الحرائق وإجراء الإسعافات الأولية بأنواعها المختلفة.
“يحق لحارس الأمن استخدام القوة للدفاع عن النفس”
ويواصل الياس حديثه عن حق حارس الأمن بالدفاع عن نفسه واستخدام القوة عند قيام شخص ما بالهجوم والاعتداء عليه، مبيناً أن كاميرات المراقبة اليوم منتشرة في كل مكان، ولذلك فإن حارس الأمن لا يستطيع التهجم على شخص آخر بشكل غير قانوني أو دون وجه حق، خاصةً وأن حارس الأمن كأي إنسان آخر همه الوحيد هو الحفاظ على وظيفته والتصرف بما يخدم مصلحته للبقاء في العمل، وليس افتعال المشاكل مع الآخرين.
ويعود سبب بعض الحوادث أثناء تدخل حارس الأمن لحل بعض المشاكل إلى عدم وجود الخبرة الكافية لدى بعضالحراس لحل الأمور بشكل عقلاني وهادئ، ولذلك فإن أهم الصفات الواجب توفرها في الحارس هي قدرته على الحفاظ على هدوءه وأعصابه.
ويبين الياس أن القانون يحدد حالات استخدام الأسلحة والعصا وكيفية وضع الأصفاد وتكبيل الأشخاص من أجل اعتقالهم أو إبعادهم عن مناطق أشخاص لا يجوز الاقتراب منهم، وذلك في إطار الحفاظ على النظام والسلامة العامة وتطبيق القانون.
“مهمة حارس الأمن منع وعرقلة الجرائم والحرائق”
وبالنسبة الى مهام حارس الأمن يقول الياس إن حارس الأمن يعتبر كوكيل مساعد للشرطة، مهمته الأساسية منع وعرقلة وردع الجرائم والحرائق والحالات الطارئة الأخرى، ولذلك يتعين عليه إبعاد وطرد الشخص الذي يكون في حالة سكر ولا يكون قادرا على رعاية نفسه أو يشكل خطر على نفسه والآخرين، بالإضافة إلى ضرورة العمل لتفادي وقوع جريمة أو حادثة يعاقب عليها القانون من خلال إبعاد الأشخاص الذين يعملون على زعزعة النظام العام، أو يشكلون خطراً على الآخرين.
“أشعر بالفخر، رغم بعض الانتقادات”
وبين أن صعوبات المهنة تتمثل بالتعامل مع الأشخاص غير السويين، أي الشريحة الخارجة عن القانون في المجتمع، ولذلك عند التفكير بأهمية مهنة حارس الأمن في حماية المجتمع وتوفير الأمان له أشعر بالفخر لأني أعمل كحارس أمن، على الرغم من انتقاد البعض لهذه المهنة.
“اعتبر أن حارس الأمن الذي ظهر وهو يعتقل الصبي غير مذنب”
وفي سؤال عن رأيه بالفيديو الذي انتشر مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي والذي يصور اعتداء حارس أمن على صبي عمره 9 سنوات، اعتبر الياس أن حارس الأمن لم يتصرف من تلقاء نفسه وإنما بناءً على تلقي بلاغ من أحد المحال التجارية حول قيام الصبي بسرقة المحل، أي أنه قام بجريمة السرقة، ولذلك من واجب حارس الأمن إلقاء القبض على الصبي بالرغم من صغر سنه.
يبقى طبعا تبرير كابي لما قام به زميله في المهنة، رأيه الخاص، لكن ما أثار الرأي العام السويدي والعالمي، بعد انتشار الفيديو الذي سجل الحادثة، هو قسوة التعامل مع صبي صغير بطريقة مفرطة بالعنف، فهل ستشكل هذه الحادثة دعوة لوضع ضوابط أكثر لعمل حراس الأمن؟ أو ضوابط أيضا لحمايتهم بعد تعرض العديد منهم للعنف وحتى للقتل.
أجرى الحوار: نهيل كوريه