الكومبس – خاص: بعد مرور أسبوع كامل على حادثة الشاحنة في منطقة سودرمالم وسط ستوكهولم، والتي كانت تسير بسرعة كبيرة بين عدد من السيارات، وحال حينها تدخل سائق تاكسي، كانت اصطدمت الشاحنة بسيارته، دون سقوط ضحايا، تمكنت الكومبس من الإتصال مع سائق سيارة الأجرة، الذي روى ماحدث في صبيحة ذلك اليوم 13 من حزيران يونيو الجاري.
يقول السائق ويدعى محمد أبو الهيجا، إنه تفاجأ عندما كان متوقفاً بسيارته عند الإشارة الضوئية بشاحنة تتجه من الخلف نحو السيارة لتصطدم بها، وتتابع مسيرها بسرعة جنونية في شارع Bondegatan
ويعتبر أن أول ما خطر على باله خلال رؤيته لمشهد الشاحنة المسرعة هو حادث الدهس الذي وقع في نيسان ابريل الماضي، معتقداً إن ذات السيناريو ربما قد يتكرر، الأمر الذي دفعه إلى ملاحقة الشاحنة بأسرع مايمكن، رغم الآذى الكبير الذي لحق بسيارته، والآلم الذي شعر به في كتفه من قوة الصدمة.
ويضيف أبو الهيجا، أن حاول اللحاق بالشاحنة لكن سائقها كان يتعمد إغلاق الطريق عليه من كل الجهات.
ملامح الذعر على وجوه المارة
وفي تلك الأثناء استخدم أبو الهيجا بوق سيارته بهدف تحذير المارة من خطر الشاحنة، مشيراً إلى ملامح الذعر التي طالت وجوه المارة، جراء السرعة التي كانت تسير بها الشاحنة، وما زاد الأمر سوءاً التفاف السائق باتجاه معاكس للسير واقترابه من شارع مغلق بحواجز حديدية، وهناك قام الهيجا بمحاصرة الشاحنة وايقاف سيارته خلفها، محاولاً التوجه إلى السائق وحثه على النزول، لكن الأخير قام بالرجوع بشاحنته إلى الوراء، محاولاً دهس أبو الهيجا، الذي اضطر للابتعاد لاسيما بعد أن علت صراخات المارة مطالبين أياه بالحذر، وتعرضه في ذات الوقت لآلام حادة في منطقة الكتف، وقد تمكن حينها السائق باجتياز الحواجز الحديدة والقيادة مسرعاً إلى الجهة الاخرى من الشارع.
شكر وتقدير من الشرطة
وفي تلك الاثناء وصلت دوريات للشرطة والإسعاف إلى مكان الحادث، وقام بعض من عناصر الشرطة بملاحقة سائق الشاحنة، فيما أخذ عناصر آخرون أقوال محمد الهيجا، شاكرين أياه على تصرفه، الذي أعاق حركة الشاحنة وحال دون وقوع ضحايا، جراء السرعة الجنونية التي كان يقود بها بين السيارات وسط المدينة المزدحم.
وبعدها تم نقل الهيجا إلى المستشفى لتلقي العلاج جراء كسر أصاب الكتف قرب منطقة تحت الإبط.
وويصف لنا حالته الصحية بأنها جيدة، مع تعرضه بين حين وآخر لبعض الأوجاع .
ويعتبر أبو الهيجا الفلسطيني الأصل والمقيم في السويد منذ 9، سنوات أن ماقام به هو أقل مايمكن فعله.
ولكن وبعد مرور أسبوع على الحادث لايزال محمد الهيجا ينتظر معرفة مصير سيارته، التي تعتبر مصدر رزقه الوحيد، إذ تعود ملكيتها له، منتظراً رد شركة التأمين على طريقة التعويض التي سيحصل عليها بعد تعرضها لإصابات جسيمة. ويشير لنا في هذا الإطار إلى أن الشرطة الآن بانتظار صدور قرار توكيل محامي له، ليقوم بمهام متابعة الأمر مع شركة التأمين والحصول على التعويض المادي.
يذكر أن الشرطة تمكنت لاحقاً من اعتقال شخص، يشتبه بأنه كان يقود الشاحنة وفتحت تحقيقاً بالحادث تحت بند “جريمة الشروع بالقتل” دون أن تستبعد أن يكون الحادث متعمداً.