الكل يتساءل ماذا بعد؟

: 4/11/17, 9:42 AM
Updated: 7/11/23, 12:01 AM
Alkompis - الكومبس

مقالات الرأي: بعد حادثة الدهس الهمجية التي حدثت منذ أيام في عاصمة هذه الدولة المسالمة والتي أودت بحياة 4 أبرياء من بينهم طفل لا يتجاوز الحادية عشرة، وبعد الاستيقاظ من وقع الصدمة الأولى للخبر، بدأ الجميع يتساءل ماذا بعد؟

السويديون باتوا يفكرون ويناقشون ماذا قد يكون لهذه الحادثة من تبعات كحوادث أخرى أو حتى عمليات أكثر خطورة وأكثر دموية. وماذا ستفعل المؤسسات الحكومية لردع ما قد يحدث قبل أن يحدث وكيف سيتم إصلاح ما تم من تقصير.

أما جمهور المهاجرين فقد بدأ في التخوف مما قد يصدر عن بعض المتطرفين من الطرف الآخر، أي اليمين المتطرف، من حوادث إيذاء أو اعتداء على المهاجرين، أو من قوانين قد تسن للتضييق عليهم.

نعم العنصرية موجودة في كل مكان ولو أنكرنا ذلك كنا مثل من يغطي أشعة الشمس بغربال، ولكنها موجودةٌ هنا على نطاق ضيق قد لا يذكر وإن كانت في تنامٍ طفيف بسبب الخوف أولاً وليس عنصرية أو رفضاً للآخر بحد ذاته ولا تعدوا كونها مجرد فقاعة تزول بعد حين.

لا.. لن يحدث أيٌ مما نتخوف منه لسبب رئيسي ألا وهو تسامح هذا الشعب المسالم والذي رغم الهجوم الإرهابي الذي قام به طالب لجوء ومهاجر، لم نرى أي مما تم توقعه من اتهامات عنصرية او تهجم سواء على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الناطقة بالسويدية.

على النقيض من ذلك فقد ضجت المواقع الناطقة بالعربية بتعليقات عنصرية واتهامات وتجريح وذم وقدح بين المهاجرين أنفسهم والذين ليسوا هم الضحية أصلا في هذا السياق! هؤلاء ممن أطلقوا السنتهم التي تبث حقداً وكراهية ظنوا أنفسهم ضحايا أكثر من الضحايا وذوي الضحايا وسويديون أكثر من السويديين أنفسهم!

بحثت في تعليقات القراء على مواقع الصحف الشهيرة لم أجد تعليقا واحدا يتهم المسلمين والمهاجرين ولم أشاهد من خلال التقارير توجيه أصابع الاتهام لأي أحد أو فئة ما عدا شخص المهاجم نفسه كما وقد تم التطرق من ضمن السياق لجنسيته كنوع من سرد معلوماته الشخصية لا أكثر!

لا لن يحدث شيء لأن بلداً كهذا نشأ على مبادئ التسامح وقبول الاخر لن يسمح لأي إجراء أو قانون أو تصرف يخالف المبادئ التي قامت عليها ديمقراطية هذا البلد.

لو حدث ما حدث في بلداننا لضجت وسائل الإعلام المأجورة و حتى الرسمية منها بتقارير ومقالات مثيرة للاشمئزاز وتمت مهاجمة أبرياء لا حول لهم ولا قوة وتم تكسير محلات و مطاعم ولتم حتى منع الطرف المتهم جزافاً بعبور بعض الشوارع و هذا ما حدث و يحدث في بلداننا!

أعتقد بأن رد فعل الشعب السويدي لهو خير دليل على فشل الدعاية النازية لأحزاب تحاول استثمار ما حدث للترويج لأفكارها و سياساتها والتي تحمل مشاكل كل هذا البلد على عاتق المهاجرين والذين هم في غالبيتهم ممتنون لهذا البلد ولهذا الشعب ورافضون لما حدث بشكل كبير.

رشيد الهندي

يونشوبينغ

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2023.