الكومبس يتابع ميدانيّاً نتائج مشروع ضم الشباب من أصول مهاجرة الى الجيش السويدي
الكومبس – ستوكهولم ( خاص ): عُقد في ستوكهولم، الأربعاء 5 كانون الأول ( ديسمبر ) الجاري، مؤتمرٌ صحفي في وزارة الدفاع السويدية، لإعلان نتائج مشروع "فتح الباب" الذي أقيم من أجل إنخراط السويديين من أصول مهاجرة في في سلك الجيش السويدي.
وذكر متحدث بإسم الجيش أن نتائج التقيم كانت ايجابية ومحفزة للمضي في هذا المشروع مستقبلاً، وذلك لخلق الفرص أمام الشباب على وجه الخصوص من ذوي الخلفيات الثقافية واللغوية المختلفة، بهدف اغناء الدفاع السويدي بامكانيات ومهارات هؤلاء الشباب، خلال تواجدهم وعملهم في القوات المسلحة ببلدان أخرى غير السويد.
وتم انجاز المشروع بالتعاون بين إدارة الدفاع السويدي، ومكتب العمل لجذب أكبر عدد ممكن من الشباب المهاجرين الى مجال الدفاع من خلال دورات تدريبية تحضرية في مجال الدفاع FMU. وتتبع هذه الدورات التمهيدية، دورة تدريب عسكرية أساسية GMU ، كخطوة ضرورية أمام المتطوعين للعمل في القوات المسلحة.
وتم تنفيذ الدورات التدريبية التحضريةFMU، في كل من هالمستاد، كارلسكرونا، سكوفد، بودن يوتوبوري، شارك فيها شبان سويدين من أصول أجنبية ينحدرون من 60 بلداً، 38% منهم مولودين في السويد. وشكلت النساء المشاركات حوالي 21%، مع العلم أن عدد المشاركين وصل الى 401 في الدورات التحضرية.
الواقف من اليمين يوهان أوستيرباري
غالبية المشاركين تغيرت نظرتهم للقوات المسلحة
ووفقا للتقرير الصادر عن كلية الدفاع بخصوص الدورات التدربية FMU، فإن الغالبية من المشاركين في هذه الدورات عبروا عن رضاهم، اذ أن 8 من أصل 10 من المشاركين تغيرت نظرتهم عن القوات المسلحة بشكل إيجابي، لكن 3 من 10 فقط إنسحبوا من التدريب، أما بالنسبة للفتيات فأن النسبة العظمى منهن تابعن التدريب اعتقادا منهن أن اتمام الدورة يساعدهن في البحث عن عمل في الحياة المدنية، اذ أن الغالبية منهن يطمحن للعمل في سلك الشرطة.
قيّم ممثلو القوات المسلحة المشروع إيجابا انطلاقا من الوقائع الملموسة على الأرض من بينهم، يوهان أوستيرباري، من جامعة الدفاع الوطني والقائم على هذا التقرير الذي أوضح لـ " الكومبس " أن 15 الى 20 % من المشاركين حصلوا على توظيف في قوات الدفاع، وأن هذا الرقم من المرجح أن يزداد في كانون الاول/ ديسمبر عندما يلتحق الشبان المنتهين حديثا من الدورة الثانية.
وأضاف أستيرباري، أن تقيمي لهذا المشروع هو " ايجابي، فقد كان هناك تعاون ايجابي مع مكتب العمل، بالإضافة الى الجهد الكبير الذي قدمه فريق التجنيد في مناطق مختلفة من البلاد، لكن كان هناك بعض المشاكل الإدارية خلال دورة التدريب، بالإضافة الى أن الوضع لم يخلو من بعض المشاكل بين الأعضاء، مما جعل البعض يشعر أنه غير مرغوب به أو لم يحصل على الإحترام المطلوب اثناء التدريب".
من جهته قال مدير أفراد القوات المسلحة، أولوف بار ستوليخو، لـ " الكومبس " : " لقد وصلنا إلى الشبان والشابات بطريقة مختلفة تماما عما كنا عليه في أي وقت مضى، لقد تمكنا من اجتذاب عدد كبير من الشباب من ذوي الخلفية الثقافية واللغات المختلفة في التدريب العسكري، وبعض منهم قد نجح في الإنتقال الى التدريب العسكري الأساسي وهو الخطوة الأولى في الحصول على وظيفة في الجيش".
أولوف بار ستوليخو
العقبات التي تواجه عملية تجنيد المهاجرين في الدفاع السويدي
وأضاف " كان لدينا في السويد نظام التجنيد الإجباري حتى 2010، ولم تكن هناك حاجة الى التجنيد، لكن بعد هذا التاريخ أصبحت الخدمة العسكرية قائمة على أساس طوعي، مما جعل ذلك أمرا صعبا على قوات الدفاع". وتابع القول: " ولا ننس أن هناك تقصير من القوات المسلحة في الوصول الى هذه الفئة من الشباب والإستفادة من إمكانياتهم، بالإضافة الى أن شرط الدخول في الجيش هو أن الشاب أو الشابة يجب أن يكونوا مواطنيين سويدين، إضافة الى سبب آخر مهم جدا هو أنه كثيراً من الأشخاص يأتون الى السويد من مناطق مزقتها ودمرتها الحرب بحيث أصبحوا يربطون الزي العسكري بأشياء سلبية تذكرهم بالمآسي التي عانوا منها وكانت سبب قدومهم الى السويد".
هل كانت هناك أية صعوبات خاصة في تجنيد النساء من الخلفيات الأجنبية؟ وما هي النسبة المئوية من النساء المشاركات؟
أوستيرباري : لا لم تكن هناك عموما أية صعوبات في امكانية تجنيدهم، وقد وصلت نسبة النساء المشاركات في هذا البرنامج الى حوالي 21% ، كما أن الشيء الإيجابي في هذا المشروع كان أن نسبة النساء أعلى من الرجال ممن أكملوا الدورات التدريبية التحضرية FMU، وهذا أمر إيجابي للغاية.
هل هناك علاقة بين تجنيد الشباب من أصول أجنبية وتعاون السويد مع الناتو؟
أوستيرباري: لا يوجد أي علاقة بينهما، لقد رأت القوات المسلحة الحاجة إلى وجود الكفاءة الثقافية والمهارات اللغوية في الدفاع السويدي. فالسويد كما تعلمون تقوم ببعثات ومهام في دول خارج الإتحاد الأوروبي، كما هو الحال في أفغانستان، حيث يتطلب انجاز هذه المهام تفاهم ثقافي ومهارات لغوية أخرى كما كان عليه الحال في السابق.
لقد رأينا أن هناك نقصا بالنسبة لنا في الإمكانيات وخاصة عندما نعمل في مهام دولية، فعلى سبيل المثال نحن بحاجة الى العنصر النسائي لكي نتمكن من الإتصال مع النساء في العديد من البلدان. فهذه هي إحدى الأسباب التي جعلتنا نفكر في اغناء القوات المسلحة بالتعددية الثقافية واللغوية التي تجعلنا ننجح في مهامنا.
كيف تتطلعون الى المستقبل من خلال هذا المشروع؟
ستوليخو: المشروع سينتهي مع نهاية العام، سنقوم بإجراء تقييم حقيقي وشامل عليه، سوف نأخذ التجارب معنا الى العام المقبل لكي نتمكن من الوصول الى جميع الشبان والشابات من ذوي الخلفيات الثقافية المختلفة.
ماهي التجارب المفيدة التي من الممكن الإستفادة منها في المستقبل؟
ستوليخو: لقد اكتسبنا خبرة جيدة في الوصول الى هذه المجموعة، وكيفية اجراء الحوار معهم، بمعنى آخر أننا اكتسبنا مهارة في التعامل مع مجموعات أخرى لم نكن معتادين على التعامل معا سابقا. إن الشئ المهم الذي تعلمناه من هذا البرنامج هو العمل على منطق الحوار والتواصل مع هؤلاء الشباب ممن لديهم خلفية ثقافية متنوعة ليتم اعدادهم لكي يتمكنوا من اتخاذ المبادرة والنقاش، ليكونوا فعالين في الأماكن التي يتواجدون فيها في المستقبل. لقد رأينا من التجربة أن الشخص الذي أكمل دورة الدراسة التمهيدية في هذا البرنامج، عندما يذهب الى منطقة تينستا، Tensta، على سبيل المثال أو يتلقي الناس في المجتمع، يكون هناك سهولة أكبر لإجراء حوار ومناقشة من أجل تجنيد أشخاص آخرين، وهذه تجربة جديدة لنا.
إستخلاص الدروس من الدورة
أما رئيس وحدة FMU في بودين بول ميجور، فقال لـ " الكومبس ": " لقد اجتمعنا بمجموعة ذات موارد وخبرات كبيرة ورائعة وهذا ما كنا نسعى اليه دائما للإستفادة من خبراتهم وتجاربهم في الحياة. لقد أظهرنا لهم كم هم مهمين بالنسبة لنا وهذا جعلهم يشعرون ان انتسابهم لهذ الدورة قد حمل التغير بالنسبة لهم.
وأضاف: " سعينا الى أن نعلم الشباب الإنضباط والنظام العسكري ولكن في نفس الوقت أثبتنا أن الجميع متساوي في القيمة ولا يوجد أي فرق بين شخص وآخر بغض النظر من أين ياتي المرء وما هي خلفيته أو لونه وشكله. وأنا أعتقد أن جميع الذين شاركوا في هذه الدورة شعروا بقيمة نجاحها، وأتمنى أن الناس أيضا لمسوا ورأوا هذا النجاح".
وزاد القول: " أعتقد أنه اذا تمكنا من مواصلة وتطوير هذا المشروع في المستقبل مع الإستفادة من التجارب السابقة سيكون هناك نجاح حقيقي".
ورداً على الإنتقادات التي وجهت لمكتب العمل حول آلية ومصداقية المعلومات التي تداولها قالت سوليداد عرافييل من المكتب لـ " الكومبس ": " لم يكن أبدا في نية وقصد مكتب خدمات التوظيف والعمل إعطاء معلومات خاطئة للشباب، ولقد قمنا بتصليح المعلومات بأسرع وقت عندما وصلتنا إشارات لم تكن واضحة بما فيه الكفاية. وهذا ما قمنا به خلال الدورة في مدينة يوتوبوري حيث قمنا بتصحيح هذه المعلومة من خلال الإتصال هاتفيا بجميع المشاركين".
أندي فليمستروم