الكومبس – تحقيقات : إستغلالُ بعض أرباب العمل المنحدرين خصوصاً من أصول أجنبية للمتدربين Praktikanter المرسلين من قبل مكاتب العمل، قصة لها أكثر من حكاواتي. كلٌ منهم يحمل في جعبته ما يثير بحق الشعور بالألم والحزن. ويطرح بالتالي تساؤلاً حول: لماذا يُقدم البعض من أرباب العمل على إستغلال العاملين او المتدربين عندهم، خاصة عندما يكون المتدرب قريباً له أو من نفس بلده؟
الكومبس – تحقيقات : إستغلالُ بعض أرباب العمل المنحدرين خصوصاً من أصول أجنبية للمتدربين Praktikanter المرسلين من قبل مكاتب العمل، قصة لها أكثر من حكاواتي. كلٌ منهم يحمل في جعبته ما يثير بحق الشعور بالألم والحزن. ويطرح بالتالي تساؤلاً حول: لماذا يُقدم البعض من أرباب العمل على إستغلال العاملين او المتدربين عندهم، خاصة عندما يكون المتدرب قريباً له أو من نفس بلده؟
وتوفر الحكومةُ السويدية عن طريق مكاتب العمل الآلاف من أماكن التدريب، وفق عدة تصنيفات، منها ما هو مخصص لفئة الشباب أو للقادمين الجدد أو لمن بقي مدة طويلة وهو عاطل عن العمل، إضافة إلى أماكن خاصة لذوي الأحتياجات الخاصة وغير ذلك، ومع أن فترة التدريب مخصصة لمساعدة المتدرب على دخول سوق العمل وكسب خبرات معينة يضيفها على سيرته الذاتية، يرى بعض أرباب العمل في هؤلاء المتدربين أيدي عاملة مجانية ومنهم من يمعن في استغلالها.
الحديث عن مشكلة استغلال المتدربين من قبل أقاربهم أو معارفهم أصحاب المحلات أو المصالح باتت تشكل شبه ظاهرة بين المهاجرين، لكن وللأسف يمكن اعتبار هذه المشكلة من المشاكل التي يصعب حتى الحديث عنها. والسبب هو أن السويد تحرص على تجنب معالجة الظواهر والمشاكل الإجتماعية، وفق أثنيات او أعراق أصحابها. بالإضافة الى إن الكثير من الأشخاص الذين يتم إستغلالهم لا يبلغون عن ذلك، لأنهم ببساطة، يحاولون قدر الإمكان التشبث بفرص العمل المتاحة، لعل ذلك يمنحهم المزيد من الحقوق، ويريحهم لبعض الوقت من التشتت بين هنا وهناك.
وبعيداً عن ذكر الأسماء، تصل إلى موقع "الكومبس" رسائل، يروي فيها أصحابها ما يتعرضون له أو اصدقاء وأقارب لهم من إستغلال على أيدي بعض أرباب العمل، الذين يستغلون حاجة المرء للعمل أو لضرورات أنظمة مكتب العمل، فيعمد قسم منهم الى تشغيل العاملين ما يزيد عن الساعات المقررة، وبمعدلات تصل في بعض الأحيان الى أكثر من 12 ساعة يومياً، وبنفس الراتب، الذي يتقاضونه عن يوم عمل عادي (8 ساعات عمل)
فيما يتراجع أرباب عمل أخرون عما وعدوا به من أجور متفق عليها مع مكاتب العمل، بحجة ضعف الواردات. يستغل أخرون العاملين بـ "الأسود"، بساعات عمل طويلة مقابل أجور زهيدة، بالكاد تكفي لسد كفاف اليوم، رغم ما يعنيه العمل "الأسود" من مخالفة صريحة وواضحة لقوانين العمل السويدي.
قد تكون هناك جملة أسباب تقف وراء إضطرار البعض القبول بإستغلالهم، منها عدم حصولهم على الإقامات او عدم إجادتهم لمهنة أخرى غير العمل في أعمال لا تحتاج لمهارات عالية مثل المطاعم والتنظيف، أو بهدف تمديد إقامة العمل التي على أساسها يتمكن العامل الإقامة في السويد الى أن تصبح دائمية، ما قد يستغرق سنوات عدة، يتعرض البعض خلالها إلى صنوف مختلفة من الضغوطات.
Camilla Veide
مكتب العمل لا يجري احصاءات على أساس الإثنيات
في حديث خاص بـ "الكومبس"، قالت آنالينا إيمو السكرتيرة الصحفية لمكتب العمل الرئيسي في العاصمة ستوكهولم، إنها لا تستطيع ان تؤكد ظاهرة إستغلال أرباب العمل للمتدربين المنحدرين من نفس جذورهم، كون مكاتب العمل في السويد لا تتبع الأثنيات التي ينحدر منها أصحاب العمل او المتدربين لديهم.
وأشارت الى قوانين سوق العمل (2000:628) المعمول بها في هذه الحالة، حسب الفصول (3 §، 9 §، 9 a §، 14 §)، مؤكدة على أن مكاتب العمل لا تأخذ قرار بشأن أي متدرب Praktikant، الا بعد التشاور والإتفاق معه حول مكان العمل الذي سيتدرب فيه، وبالإعتماد على معلومات سوق العمل المتوفرة لدى تلك المكاتب، والتحقق مما إذا كان لرب العمل الذي يُرسل إليه المتدرب نشاطات تجارية أخرى، او عليه ديون ومستحقات لم يتم سدادها او أية التزامات ضريبية أخرى، تمنع من إرسال متدربين اليه.
نصائح مكتب العمل لمن يشعر بالاستغلال
تؤكد إيمو على ان للمتدرب الحق بالإتصال بمكتب العمل الذي ينتمي اليه في أي وقت يشاء أثناء فترة التدريب في حال وجد ان ظروف العمل التي يعمل بها لا تتوافق مع الإتفاق الذي أبرمه مع صاحب العمل، أو فيما إذا كانت تلك الظروف غير مناسبة له، لافتةً الى ان إتصال المتدرب بمدير مكتب العمل سيكون افضل من إتصاله بمسؤوله الشخصي في حال تمكن من ذلك.
وتبين إيمو انه في حال جرى إعلام مكتب العمل عن إستغلال او سوء ظروف يمر بها المتدرب، سواء عن طريقه او عن طريق شخص ثالث أو من خلال الرقابة التي يجريها المكتب، فإنه سيتم إلغاء قرار التدريب ومطالبة رب العمل بإعادة المبالغ التي إستلمها من مكتب العمل أثناء فترة تدريب الـ Praktikant، والأكثر من ذلك، سيتم إيقاف إرسال متدربين جدد الى صاحب العمل الذي يقوم بإستغلال موظفيه اذ ما استمر في نفس أعماله.
وترى إيمو ان الهدف من التدريب praktik، هو تعزيز قدرة الفرد على الحصول او الحفاظ على العمل، ما يعني إختيار أماكن عمل للمتدربين، وفق ما يناسب مهاراتهم وكفآتهم، وبالتوافق مع سياسة سوق العمل المتبعة في البلد.
إجراءات مكتب العمل لإرسال متدربين
ويؤكد إنغفار هيكفيست المسؤول في مكتب العمل بمدينة إسكلستونا على ما تحدثت به زميلته آنالينا إيمو، مشدداً على ضرورة أن يقوم الشخص المُتدرب Praktikant المُرسل من قبل مكتب العمل، الإبلاغ وبأسرع وقت ممكن عن أي سوء معاملة من قبل صاحب العمل أو خرق بالإتفاق المبرم معه.
ويوضح هيكفيست لـ "الكومبس" انه وقبل أن يقوم مكتب العمل بإرسال أي شخص كمتدرب، يجري التحقق من رب العمل من خلال النظام المعلوماتي الذي تعتمده مكاتب العمل في هذه الحالة، وفيما اذا كانت عليه ديون أو مستحقات ضرائبية لم يسددها، بالإضافة الى البحث عن عدد الأشخاص الذين تدربوا لدى رَب العمل وكيف جرى التصرف معهم.
ويبين هيكفيست انه في حال قيام شركة او جهة عمل بقبول المتدربين Praktikanter دون ان يقود ذلك الى توظيفهم، فأن مكتب العمل، سيكون متحفظاً في إرسال المزيد من المتدربين الى تلك الجهة، وفي حال علم مكتب العمل بأن المتدرب، أُسيئت معاملته، ففي هذه الحالة يتم الغاء قرار التدريب.
ويهم الكومبس هنا أن يؤكد استعداده الدائم لإثارة أي قضية يرى صاحبها بأنه يتعرض للاستغلال من قبل الشركة التي يعمل بها، كما سنحاول الاتصال دائما بمكتب العمل والجهات المختصة لاستيضاح الحالات التي يكون لها بُعد عام.
لينا سياوش