" الكومبس " يرافق فريقاً للصليب الأحمر أقام حفلاً للاجئين الأطفال القادمين حديثاً للسُويد
الكومبس – خاص: العالمُ بخير عندما يفرح الأطفال، وترتسم الإبتسامة على وجوههم، وهو ما حاول الصليب الأحمر السويدي فعله الأربعاء 18 كانون الأول ( ديسمبر ) الجاري، عندما أقام في مدينة إسكلستونا ضمن نشاطاته المستمرة مع اللاجئين، حفلاً للأطفال بمناسبة يوم الميلاد ورأس السنة الجديدة، وزع خلالها عشرات الهدايا على الاطفال في فندق " Eskilstuna Hotell" الذي خُصص للمهاجرين الجُدد، ومبنى اللاجئين في منطقة هولستا، التابعة للمدينة نفسها.
موقع "الكومبس" رافق فريق عمل الصليب الأحمر، وعايش من خلالها الفرحة التي إرتسمت على وجوه أطفال، عاش كثير منهم مصائب وأزمات، أجّلت عنهم الحلم بقدوم بابانوئيل، حاملاً معه الهدايا.
بعض الأطفال، حبس أنفاسه عندما أطل بابا نوئيل بزيه الأحمر وطلته المفرحة وكيس الهدايا الكبير يتراقص بيده، أخرون بدا عليهم الذهول فرحاً وهم يصافحونه فيما يتودد إليهم، فيما خاف البعض الآخر، إما لصغر سنهم وعدم معرفتهم بوجود هذه الشخصية، او لأن مرأى بابا نوئيل بلحيته الطويلة، ذكّرهم بذكريات مؤلمة عاشوها في بلدانهم قبل وصولهم الى السويد، مثل الطفل إسماعيل ذو الـ 5 سنوات القادم من سوريا.
برت كارلسون
زيارات منظمة
تقول المسؤولة عن لجنة الصليب الأحمر في إسكلستونا برت كارلسون لموقع "الكومبس"، حول الفعالية، إن لهم زيارات إسبوعية منتظمة للاجئين المقيمين في فندق إسكسلتونا، حيث يقيمون النشاطات للأطفال والكبار على حدٍ سواء، مشيرة الى ان نشاطاتهم لهذا العام، تركزت على الأطفال، لأعدادهم الكثيرة وحاجتهم للمساعدة والخروج من المواقف الصعبة التي عاشها كثير منهم، سواء في بلدانهم او خلال محطات الهجرة التي مروا بها قبل وصولهم الى السويد.
ويقيم في فندق إسكلستونا ما يزيد عن 200 لاجىء، تزيد او تقل أعدادهم وفقاً لأعداد القادمين الجدد او المرحلين الى أماكن أخرى، وبحسب خطط مصلحة الهجرة.
غالبية اللاجئين المقيمين في الفندق، هم من السوريين، حيث نجح البعض في الوصول الى السويد مع أفراد عائلته بالكامل، فيما أُجبر أخرون على ترك عدد من افراد أسرتهم في بلد من بلدان العبور، للصعوبات المالية ربما، منتظرين ان يحصل الفرد الواصل الى السويد على الإقامة في سبيل البدء بإجراءات لمّ الشمل.
تضيف كارلسون، ان الصليب الأحمر قام بنشاطات مماثلة خلال العامين الماضيين، شملت الكبار والصغار من المهاجرين، حيث كان فريقاً من متطوعي الصليب الأحمر يزور بشكل إسبوعي المهاجرين، مقدمين لهم شتى المساعدات الممكنة والتي تدخل في نطاق عمل الصليب الأحمر، مثل توفير الملابس لهم، ومساعدتهم في ترجمة أوراقهم وتسهيل إتصالاتهم الهاتفية مع الجهات السويدية والجلوس معهم والحديث إليهم بهدف توفير الأجواء العائلية لهم قدر الإمكان.
ويضم فريق عمل الصليب الأحمر في السويد، أشخاصاً من جنسيات مختلفة، وللأجانب مشاركة واضحة فيه ويجيد غالبيتهم الحديث بأكثر من لغة.
أطفال من جنسيات مختلفة
حول الطاولات المستديرة الموجودة في غرفة لعب الأطفال بفندق إسكلستونا، التي وضع متطوعو الصليب الأحمر، الألعاب وعُدد الرسم عليها، إلتف أطفالٌ من مختلف الجنسيات، غالبيتهم من سوريا.
الرسومات تفصح ما يفكر به الأطفال، الصغار جداً يرسمون المنازل والزهور والفراشات، الأكبر سناً بقليل وخاصة الصبيان، يرون ان الرسم للصغار فقط، وان المعارك التي شهدوها في سوريا، جعلتهم أكبر من أعمارهم، لذا فهم يعتقدون إنهم بحاجة لألعاب، تصور قوتهم ومقدرتهم!
أثار الحرب فظيعة، ونتائجها كارثية على الأطفال بشكل خاص، فمخيلتهم الطرية والهشة، قابلة للنحت بحسب ما يعيشونه من أوضاع. لكن المميز فيهم، قدرتهم السريعة الى حد ما على النسيان والعودة من جديد للتكيف مع الحياة، إذ ما توفرت لهم فرص جديدة، وهو حال غالبية الأطفال في فندق إسكلستونا، حيث بدوا وعوائلهم فرحين جداً بالحفل الذي اقامه لهم الصليب الأحمر، والأطفال الذين كانوا واجمين، تظهر على محياهم علامات الأسى والحزن، بدوا في يوم الأحتفال منطلقين سعداء، لا تسعهم فرحة لقاء بابا نوئيل والهدايا الكثيرة التي حصلوا عليها.
الهدايا التي وزعت على الاطفال، كانت نتاج الدعوة التي أطلقتها لجنة الصليب الأحمر في إسكلستونا، والتي تفاعل معها الكثير من الأشخاص الرائعين، مقدمين الهدايا للأطفال وهي مغلفة بأغلفة جميلة، وعلى كل هدية، كُتب العمر المناسب للطفل الذي يفضل ان يحصل عليها، وفيما اذا كانت تخص الصبيان ام البنات. وفي غضون أقل من إسبوع، تم جمع ما يزيد عن 110 هدية للأطفال.
وحول شجرة الميلاد التي نُصبت في القاعة، إلتف الأطفال في حلقة دائرية وأياديهم الصغيرة متشابكة مع أيادي متطوعات الصليب الأحمر، يؤدون حركاتهم ويدندنون أغاني للأطفال باللغة السويدية، لم يفهم الأطفال معناها، لكنهم بدوا فرحين جداً بالحركات التي أدوها أثناء الغناء.
بعض الأطفال فقدوا أباءهم في ظل الصراع الدائر في سوريا، أخرون وصلوا السويد مع والدهم او والدتهم فقط وأمهات تركن أطفالهن مع الأب، ووصلن أولاً بهدف الحصول على الإقامة وإنجاز معاملات لمّ الشمل. وخلال الأحتفال، بكت أُمهات أطفالهن البعيدين، وأطفال عبرن عن إشتياقهن لأمهاتهن البعيدات، فيما قام بعض الأشخاص بتصوير الحفل ونقله عن طريق السكايب مباشرة الى عوائلهم القاطنين في مدينة من مدن المعبر.
قصة الطفل إسماعيل مع لحية بابا نوئيل
بدا إسماعيل، مرتعباً وخائفاً من لحية بابا نوئيل البيضاء، وفي حين تدافع غالبية الأطفال للوصول الى بابا نوئيل وإلتقاط صور معه، تراجع إسماعيل، مذعوراً الى الوراء والحزن يغطي وجهه.
تقول والدة إسماعيل، ان الخوف الذي يعيشه إبنها ليس سببه لحية بابا نوئيل، بل لحى عناصر أحدى الجماعات المتشددة في سوريا والتي هاجمت منزلنا، حيث من حينها، أصبح منظر اللحى يثير الخوف والقلق لدى إسماعيل، لذا فهو يبتعد بخوف عن كل شخص يربي لحية في وجه.
وبتشجيع من المتطوعات في الصليب الأحمر، تمكن إسماعيل من التقرب من بابا نوئيل وتحسس لحيته، بل إنه وأكثر من ذلك، وضع الوجه المطاطي لبابا النويل، مقلداً ما قام به بقية الأطفال برغبة وسرور.
لينا سياوش – الكومبس