الكويتيون البدون: السويد لاتمنحهم الإقامة والكويت ترفض إستقبالهم
الكومبس – خاص : تسلم موقع " الكومبس " في الأونة الأخيرة، عدة رسائل وإتصالات من عدد من طالبي اللجوء " البدون " من الكويت، يطلبون فيها، نشر المعاناة المزدوجة التي يعانون منها، وطرحها للرأي العام، كي يعرف مدى تضررهم، والأوضاع الصعبة التي يعيشونها.
وتلبية لرغبتهم، وللوقوف على مطالبهم، أتصل موقع " الكومبس " برئيس رابطة الكويتيين البدون في السويد ماجد العنزي، وأجرى معه لقاءا حول المشاكل التي يعانون منها، فقال: " المشكلة بدأت في التسعينيات من القرن المنصرم، ولاتزال، وتتلخص أن مصلحة الهجرة السويدية ترفض منحنا الإقامات، في الوقت الذي ترفض الحكومة الكويتية أيضا إستقبالنا، وتصفنا بـ " الأغراب "، فلا نحن قادرون على الإستقرار في السويد والبدء بحياتنا من جديد، ولا العودة الى الكويت ثانية وإستكمال حياتنا فيها، ونتيجة لكل هذا وذاك، حدثت عدة حالات إنتحار للبدون في السويد خصوصا في مدينة مالمو بالجنوب".
وبحسب الموسوعة الحرة "ويكيبيديا"، فإن الكويتين البدون ، فئة سكانية تعيش في الكويت لكنها لا تملك أية جنسية، يعمل أغلبهم في مجال الشرطة والجيش وتعتبر قضيتهم من القضايا بالغة الأهمية في سجل الكويت بمجال حقوق الأنسان.
أرقام متباينة
يقول العنزي انه من الصعب وسط حالة التشتت التي يعيشها الكويتين البدون إيجاد إحصائية دقيقة تفصح عن أعدادهم في السويد، سواءً الحاصلين منهم على الإقامة او غير الحاصلين، لكنه يؤكد ان من مجموع مئات وصلوا السويد خلال العام 2012 لم يحصل غير 256 شخصا منهم فقط على الإقامة، مستنداً بذلك على إحصائية مصلحة الهجرة، فيما إضيف الباقون الى قائمة غير الحاصلين على الإقامة من الذين لا يعرفون الى أين سينتهي بهم المطاف.
وبحسب توقعات العنزي، فإن أعداد البدون الموجودين في السويد تبلغ قرابة الـ 3000 شخص، مجموعة قليلة منهم فقط حاصلة على الإقامة.
يقول العنزي إن: "مصلحة الهجرة في السويد، أخبرتنا أن لا حل لنا، فلا نحن بالقادرين على منحكم الإقامة، كما إننا لا نستطيع تسفيركم الى أية جهة".
ويبين العنزي ان الحكومة الكويتية تصف الكويتين البدون بـ "المقيمين غير الشرعيين في البلد، وإنهم اذا وجدوا خارج الكويت، فأنهم لن يعودوا اليها ثانية"، موضحاً ان السويد ودول اوربية اخرى مثل الدنمارك ولندن حاولت ولأكثر من مرة ترحيل البدون غير الحاصلين على الإقامة، الا ان الحكومة الكويتية كانت تُرجعهم على نفس الرحلة التي جاءوا بها.
لندن هي القِبلة
يقول العنزي ان قُبلة البدون الرئيسية هي لندن، فهي الأكرم في منح الإقامات لهم وفقاً لسياسة الهجرة التي يعملون بها، اذ ووفقاً لحديثه تترواح الفترة التي يحصل فيها الفرد على الإقامة بين الأسبوع الى الشهر الواحد فقط.
ويستدرك العنزي، موضحاً ان ما يحصل ان أعداد من البدون يجدون أنفسهم في أحدى الدول الإسكندنافية بسبب قلة تكلفتها المادية، حيث أنهم لا يملكون الأموال الكافية لإيصالهم الى لندن، فيعمد سماسرة التهريب الى تركهم في احد الدول الإسكندنافية.
وعن ظروفهم المعيشية وكيف يقضون حاجياتهم كل هذه السنين وهم لا يتمتعون بحقوق المواطنة في السويد، يوضح العنزي، قائلاً: نستلم مساعدات مالية قدرها 1800 كرونة شهرياً لكل شخص، الا ان هذا المبلغ متفاوت أيضاً، فهناك من يحصل على 600 كرون كل 14 يوماً، غالبيتهم من الذين تتداول قضيتهم بين الشرطة ومصلحة الهجرة، حيث تفشل الشرطة في إعادتهم الى الكويت فيتم إرجاعهم الى مصلحة الهجرة وهكذا.
ويعتقد العنزي ان أخطاء الترجمة لعبت دوراً كبيراً في عدم منح الإقامات للبعض، موضحا ان المترجمين في الغالب لا ينقلون القصة التي يتحدث بها الشخص بشكل صحيح ودقيق، وهو يستند في ذلك الى ان شقيقه تمكنا من الحصول على الإقامة في السويد، فيما هو لم يحصل عليها.
لينا سياوش – خاص بالكومبس